من البرامج السياسية الساخنة والملتهبة بأحداث ثورات مصر إلى برامج الجنس الإسلامى التى تعكس الانفجار الذى يحدث فى المجتمع نتيجة ظروف اقتصادية واجتماعية طاحنة.. فلأول مرة فى تاريخ البرامج الدينية والاجتماعية تنفجر مشاكل الأسر وأسرار العلاقات الحميمية على الشاشة الفضائية. 3 برامج وقناة على «اليوتيوب» فتحت هذا الملف الساخن جداً.. فمن اعترافات الخيانة الزوجية وكوارث زنى المحارم إلى العادة السرية وأزمات العجز الجنسى.. ومن كل هذا إلى الحلول ودروس الاستمتاع فى العلاقة الحميمية بين الزوجين باللجوء إلى طشت الغسيل والحمام البلدى وبين فتاوى الدعاة للتشخيص العلمى تاه المشاهد وضل الطريق. برامج أسرار غرف النوم حققت انتشاراً كبيراً على شاشات الفضائية حتى الموقع الشهير «اليوتيوب» خلال الأسبوعين الماضيين، حيث أطلقت خبيرة العلاقات الجنسية بعض الحلول السريعة والجريئة والمثيرة للجدل. خريطة برامج الحلول الجنسية السريعة المقدمة حالياً تتكون من 3 برامج، برنامجان على قناة الحياة هما «قلوب عامرة» ل د.«نادية عمارة» وبرنامج «الدين والحياة» ل«دعاء فاروق»، والثالث يعرض على قناة دبى بعنوان «أهل الحكمة» ل د.«عمر عبدالكافى» أما الرابع فهو لقناة مستقلة على ال «يوتيوب» تقدمه د.«هبة قطب».. هذه البرامج تتحدث عن أدق المشاكل الحساسة بدون رقابة وفى كل الأوقات فهى ليست للكبار فقط، ولكنها فى كل الأحوال سحبت البساط من برامج «التوك شو» السياسية التى أصبحت مزعجة. ففى برنامج «قلوب عامرة» الذى تقدمه د.«نادية عمارة» بفتح الملفات الشائكة عن الخيانة الزوجية وطرق تحصين النفس منها تتخللها أسئلة فى منتهى الجراءة من خلال متصلين، فعلى سبيل المثال.. اعترفت سيدة تدعى «سارة» بخيانتها لزوجها فى حلقة الأسبوع الماضى.. قائلة كنت متزوجة بطريقة تقليدية، ولم نعرف بعض جيداً لأنه كان مسافرا بالخارج، ثم بعد الزواج بسنة ونصف، تعرفت على شاب، وصارت بيننا علاقة عبر الهاتف فقط ولكننى شعرت بالذنب، اعترفت لزوجى بذلك إلا أنه ضربنى ورفع دعوى قضائية علىّ اتهمنى فيها بالزنى. وفى مداخلة هاتفية أخرى بكت إحدى السيدات وتدعى «أم ياسر» بسبب خيانة زوجة ابنها له. وقالت إنها انتزعت اعترافا ضمنيا من زوجة ابنها الذى خانته مع ابن شقيق زوجها والذى مارس معها العلاقات الحميمية عدة مرات أثناء وجود زوجها فى الحبس. إلا أن مقدمة البرنامج د.«نادية» نصحت المتصلة بعدم فضح زوجة ابنها، والتستر عليها، لحين اتضاح موقفها وتخييرها إن كانت تريد الطلاق أم لا. أما «منى» فكشفت فى مداخلتها فى حلقة مساء أول أمس من البرنامج عن تعرضها للضرب المتواصل من زوجها بسبب حماها الدائم الشكوى منها بأنها لا تراعيه وهو رجل مسن إلا أنها قالت أنها تعانى من تحرش حماها لها والذى يطلب دائما منها النزول إلى شقته حتى ترقص له. أما البرنامج الثانى «الدين والحياة» الذى تقدمه «دعاء فاروق» بصحبة مشايخ من مؤسسة الأزهر الشريف، والتى تتحدث فى بعض الحلقات عن زكاة المال وبر الوالدين فكثيراً ما تنحرف المداخلات التليفونية عن عنوان الحلقة لتحكى أيضاً عن الخيانة الزوجية حيث تطرقت حلقة الأسبوع الماضى إلى متصلة اكتشفت خيانة زوجها لها بعد عامين وأنه يخونها مع شقيقتها التى ظلت صامتة خوفاً من خراب البيت.. وتقول المتصلة حاولت أن أواجه زوجى بما عرفته، فؤجت بردة فعله العنيفة بعد أن جمع بينى وبين شقيقتى فى علاقة حميمية تحت آثار التعذيب والضرب. أما برنامج «أهل الحكمة» ل «عمرو عبدالكافى» فقد شهد واقعتين كلتاهما صعبة بعد أن سردت متصلة عن مضايقات شقيق زوجها لها واحتكاكه المستمر بها ووصل به الأمر أن يطلب منها إقامة علاقة معه بعد أن استنكرت طلبه ورفضت الأمر فهددها أن يفضحها عند زوجها ويشككه فى سلوكها. واستكملت حديثها: خفت منه وبدأت فى تنفيذ رغباته، وبعد علاقة دامت أكثر من 6 أشهر لاحظ زوجى نظرات شقيقه لى وبدأ بمراقبتنا وهو الآن يشك فىّ ولا أعرف ماذا أفعل؟! أما الواقعة الثانية فكانت لفتاة تبلغ من العمر 19 عاماً وبدأت فى اتصالها بالبكاء قائلة (أنا أريد أن أموت وحاولت الانتحار أكثر من مرة وفشلت.. أنا الفتاة التى هتك عرضها من أبيها وشقيقيها الاثنين وابن عمها ولم أعرف ماذا أفعل بعد كل هذا الاعتداء الذى تعرضت له؟ أما عن أحدث أنواع البرامج فهو قناة «هبة قطب» والتى تقدم باقة من الحلول للأزمات السابقة والتى تشخص فيها الحلول بخصوص هذه المشاكل بسبب الكبت الجنسى ونصائح لتحاشى حدوثها والتى أحدثت صدمة لكل من تابعها، فى مقدمتها اقتراحها باستخدام النساء لطشت الغسيل والحمام البلدى الذى يعمل على ارتخاء لعضلات الحوض ويساعد على الإحساس بالمتعة فى الجماع. مشيرة إلى أن فشل الزوج والزوجة فى العلاقة الحميمية يكون بسبب انقباض فى عضلة المهبل الخارجية. أما عن ختان الإناث فأكدت أنه يؤثر على الفتاة ويصيبها ب «التشنج المهبلى» التى تلجأ فيه إلى تعاطى المخدرات والفياجرا النسائية حتى تشعر بالمتعة أثناء العلاقة الحميمية. كما أكدت د.«هبة» على أهمية العادة السرية ولكن بشروط وهى «إذا شعر الشاب بآلام فى أعضائه الجنسية من كثرة الاحتقان لازم يعملها، لو هيقع فى زنى أو فى خطأ يعملها عشان يخفض شهوته». وللطب النفسى رأى آخر حول هذه البرامج وهذه الحلول، حيث يرى د.«مصطفى شاهين» أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة أن هذه النوعية من الاتصالات تزيح الستار عن ما يحدث فى البيوت وبين الأسر المصرية ولكنه متحفظ على ظهورها بهذا الكم قائلاً: أغلب الاتصالات التى تظهر فى البرنامج الواحد ليست حقيقية 100٪ فهناك بالتأكيد مداخلات تليفونية من إدارة القناة تجسد نفسها على أنها حالة حتى تجذب الانتباه وتثير جدلاً داخل البرنامج. وأكد «مصطفى» أن الأهم من هذه المداخلات هو رد رجال الدين المستضيفين من قبل هذه البرنامج، فعلى رجل الدين أن يرد ردا علميا وشرعيا على هذه الموضوعات وألا يخدش الحياء العام للمشاهد خاصة - الكلام على لسان د.«مصطفى» - أن هناك بعض القنوات التى نرى فيها رجال الدين منفعلين ويستخدمون ألفاظا لا يتقبلها مجتمعنا المصرى على الإطلاق. وينظر علماء الاجتماع لهذه النوعية من المشكلات على أنها نتيجة لظروف اجتماعية واقتصادية يعانى منها المجتمع.. وشجعت د.«عبلة البدرى» - أستاذ علم الاجتماع وأمين عام جمعية قرية الأمل - هذه الفكرة من التواصل عبر برامج دينية واجتماعية تقوم فيها إحدى المتضررات من انتهاكات من داخل الأسرة أو من خارجها بالإفصاح عن ما لحق بها من ضرر دون التعرض لأى أذى، خاصة أنها تقدم نفسها باسم مجهول لا يتعرف عليه المشاهد. وأضافت: إن هذا التواصل نتج عن غياب المؤسسات والجمعيات التى تساعد هؤلاء على حل مشاكلهم. مؤكدة أيضاً أنها تساعد على إعداد الإحصائيات لظواهر العنف الأسرى سواء من الخيانة الزوجية أو ممارسة زنى المحارم فى بعض الأسر المصرية. ونقلنا د.«محمود علم الدين» - أستاذ الصحافة بكلية إعلام القاهرة - إلى نقطة أخرى وهى أن وجود هذه البرامج سحب البساط من البرامج السياسية نفى هذا وقال إن هذه البرامج هى وسيلة تستخدمها القنوات الفضائية لجذب المعلنين والجمهور وللأسف -الكلام على لسان د.«محمود» - أن هذه القنوات استغلت الدين فى ترويج هذه المشكلات وعرضها بشكل فج دون وجود أى ضوابط ومعايير تحكمها مما أدى إلى جذب الجمهور لها وأنا عن نفسى أصنفها بأنها برامج دينية ساخنة صورت المجتمع المصرى بصورة غير أخلاقية وكأن الأزواج جميعاً يخونون بعضهم بعضا وأن زنى المحارم لا يخلو من أى بيت مصرى وهذا بالطبع كلام غير صحيح ولابد من الحد منه.