أربع سنوات من الاضطراب شهدتها المنطقة من المحيط إلى الخليج، وكان لافتا أن الهدف هو السعى إلى تقسيمها إلى دويلات تكون إسرائيل هى القوى العظمى الوحيدة فى المنطقة، وتكتفى إيران بلعب دور كلب الحراسة بعد تفاهمات أمريكية - فارسية لإعادة رسم خريطة المنطقة وتوزيع الأدوار فيها بما فى ذلك الدور الإيرانى فى العراق، وأن تكون الدولة الفارسية عصا مسلطة على رقاب دول الخليج إذا حاولت التحرر من التبعية الأمريكية أو تتخذ مواقف تجنح إلى الاستقلالية فى تحديد مصائرها! وثيقة سرية خطيرة صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية كشفت عنها مؤسسة «ميدل إيست بريفنج» MEB فى واشنطن حصلت على نسخة منها بموجب قانون حرية الحصول على المعلومات بتاريخ 2014/10/22تضمنت وضع إدارة الرئيس الأمريكى أوباما خطة لتغيير العديد من الأنظمة فى منطقة الشرق الأوسط! الوثيقة السرية تحمل عنوان «مبادرة الشراكة فى الشرق الأوسط» وتكشف عن الخطة التى تقوم على تقوية منظمات المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية لتغيير السياسة الداخلية لدول مختارة بحيث ينسجم التغيير مع السياسة الخارجية الأمريكية لخدمة مصالح الأمن القومى الأمريكى بمعنى مساعدة أنظمة غير وطنية موالية للأمريكان للوصول إلى الحكم فى تلك الدول ولعل الهجمة الأمريكية الشرسة والسياسة التى انتهجتها ومحاولتها فرض قوانين تسمح لها بتمويل منظمات المجتمع المدنى فى الدول العربية بالأساس بعيدا عن رقابة الحكومات، وهو ما تصدت له مصر كان إحدى آليات هذا المشروع! حسب ملخص الوثيقة السرية أن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية هى برنامج إقليمى يسعى لتقوية المواطنين فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتطوير مجتمعاتها نحو التعددية الحزبية ووضعت الخطة فى 2002 لتشمل جميع دول الشرق الأوسط عدا إيران! العمل بدأ بالخطة الشيطانية فى عدد 7 دول تنشط فيها وكالة التنمية الدولية الأمريكية USAID بالتنسيق مع المركز الرئيسى لها فى واشنطن التى قامت بتمويل الخطة من خلال تدريب شبكات من الشخصيات التى وصفتهم بالإصلاحيين من أجل إدخال تغيير فى المجتمعات. حددت الخطة دبلوماسيين أمريكيين فى السفارة الأمريكية فى بلدان الدول المستهدفة وأناطت بهم مهمة توزيع الأموال على مجموعات المجتمع المدنى المكلفين بتطبيق المبادرة على أن يترأس نائب رئيس البعثة فى كل سفارة أمريكية برنامج المبادرة! حسب الوثيقة السرية المسربة فإن الخطة بدأت تعرف خطوات التنفيذ العملى عام 2010 بإعطاء أولوية تغيير الأنظمة فى دول اليمن، السعودية، مصر، تونس، البحرين، وبعد سنة واحدة فقط من البدء فيها أضيفت لها دولتا ليبيا وسوريا! وكان أوباما أعطى تعليماته بصفته رئيس الولاياتالمتحدة برقم PSP.11 على دعم تنظيم الإخوان الإرهابى ومجموعات أخرى من «الإسلام السياسى» لمساعدتهم على تنفيذ أهداف الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الشرق الأوسط! اللافت أن مؤسسة MEB التى ستنشر سلسلة من التقارير تستند إلى الوثائق التي حصلت عليها من الخارجية الأمريكية طبقا لقانون حرية المعلومات بالتركيز على تفا همات الولاياتالمتحدةالأمريكية وتنظيم الإخوان الإرهابى فى لحظات مختلفة من العلاقة بين الجانبين ومنها الآتى: - إصدار أوباما فى 2010 توجيها رئاسيا بتقييم تنظيم الإخوان وغيرها من حركات الإسلام السياسى ومن بينها حزب العدالة والتنمية بتركيا. - ترتيب مسئولين بالإدارة الأمريكية زيارة خلال شهر أبريل 2010 لمدير العلاقات العامة لجماعة الإخوان بليبيا لواشنطن للحديث أمام مؤتمر إسلاميين فى السلطة نظمته مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى. - إصدار وثيقة فى مارس 2013 تشير إلى أن حزب العدالة والبناء ذا التوجه الإسلامى بليبيا برئاسة محمد صوان قام بعقد اتفاق سياسى بتاريخ 24/3/2014 بحضور القائم بالأعمال الأمريكى فى ليبيا. مما سبق يتضح أن إدارة الرئيس أوباما كانت وراء تخطيط ما يسمى بثورات «الربيع العربى» وجميع الاضطرابات والفوضى التى عمت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلى رأسهم هيلارى كلينتون التى تحاول ترشيح نفسها لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن استثناء إيران من الخطة أمر غير مفهوم والتفسير الوحيد هو وجود تفاهم أمريكى - إيرانى سرى على إثارة الفوضى فى الشرق الأوسط مقابل حصول إيران على نفوذ فى المنطقة!