منذ إعلان نتائج الانتخابات فى أوائل يونيو الجارى يشهد حزب النور السلفى اجتماعات مكثفة فى جميع فروعه بالقاهرة والمحافظات، خاصة دمياط والإسكندرية وقنا وبلبيس، وتحول «النور» إلى خلية نحل جند فيها أعضاءه فى جميع مكاتبه لشحذ وترتيب البيت الحزبى لمواجهة المنافسين من القوى الليبرالية والمدنية، فالحزب يريد أن ينال من «كعكة» المجلس مثله مثل بقية الأحزاب، باعتباره آخر أمل للتيار الإسلامى فى المشهد السياسى المصرى، بعد أن أطاح الشارع بالإخوان بعيدا، وحزب النور يواجه مشاكل متعددة داخله أولها أن قواعده خذلته فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعزفت عن المشاركة فى اعتراض واضح عن أن اتجاه الحزب مغاير تماما لرغبة القواعد والتى انضم غالبيته لما يسمى ب«تحالف دعم الشرعية» المنادى بعودة المعزول محمد مرسى، ثانيا: أن الحزب فقد ثقة بقية التيارات الدينية الأخرى الداعمة للإخوان، وبالتالى فقد ظهير من نفس التوجه على الأرض، ثالثا: أن نظام القوائم يتضمن تمثيلا للمرأة والأقباط إلى جانب الفلاحين والعمال، وهو الأمر الذى سيجعل الحزب أن يتخذ منهجا جديدا مخالفا لسياسته المعهودة، وهو الأمر الذى بدأ فيه النور خطوات جادة سواء بالاتحاد مع رابطة «أقباط 38» والتى رحبت بالتعاون معه أو رجل الأعمال «رامى لكح» والذى سبق وتعاون مع الإخوان من قبل، وعلى الرغم من أن الحزب لم يستقر حتى الآن على الأسماء النهائية، والتى سيدفع بها، إلا أنه حريص فى الوقت ذاته بالدفع بكفاءات عالية لكسب ثقة أصوات الناخبين من جهة، وإعداد برنامج يشمل مشاكل الاقتصاد المصرى بأرقام دقيقة من ناحية أخرى وفقا لما أعلنه بكار فى نهاية الأسبوع الماضى، ما بين المشاكل والتضارب فى التصاريح فإن ما هو موثوق منه حتى الآن أن «النور» لن يترك البرلمان للقوى المدنية والليبرالية، ويريد أن يعزز من أحد مكتسبات ثورة 25 يناير بحصد أكبر عدد من المقاعد لصالحه.