أن تكون جميلا.. هذا هو الهدف الأسمى الذى نسعى جميعا إليه، ربما لا يهتم الرجل فى غالب الأمر- بجماله الخارجى- ولكن تبقى المرأة حريصة كل الحرص على مظهرها الخارجى حتى ولو كانت قبيحة الداخل سواء كان هذا الداخل فى المنزل أو فى نفسها.. وبالطبع كان الحل السحرى - السريع أحيانا- هو ال (make up) الذى أصبح لا غنى عنه داخل حقيبة الأنثى لتزداد الجميلة جمالا أو لتحسين شروطها التفاوض على عريس المستقبل!! أصبح هناك هوس مشترك فى جميع دول العالم العربية والغربية فى اقتحام عالم أدوات التجميل بأوسع أبوابه للبحث عن الموضة والجمال دون النظر للعواقب السلبية ونتائج المواد الضارة على الجسم والبشرة التى قد تؤدى إلى عاهات لا تترك ملامح الوجه الحساسة، فهناك العشرات من الوجوه التى تحولت إلى لوحات للرسم عليها من خلال أدوات التجميل التى شغلت الأذهان عن طريق وسائل الإعلام المختلفة التى تركت الضمير خلفها مقابل بيزنس الجمال فقط، إلا أن هوس الفتيات كان السبيل الأقرب للوصول إلى نهاية الطريق الخطأ، ومن الطرائف أيضا دخول الجنس الخشن فى ذلك المسار وليس الجنس الناعم فقط.
فى حين تنفق النساء المصريات 10٪ من دخولهن على أدوات التجميل ومستحضراته المختلفة وعن إنفاق الأمريكيات على أدوات التجميل وصلت نسبتها إلى 40 مليارا فيما كان نصيب اوروبا 60 مليارا ونفس الرقم لكل من أستراليا وآسيا، و10 مليارات فى إفريقيا.. ولم يقف الأمر عن هذا الحد، بل أكد التقرير الدولى لصناعة مستحضرات التجميل نجاح الصناعة فى توليد 35 مليار دولار فى الاقتصاد العالمى، فى ظل توقعات باستمرار معدل النمو المستقبلى على ما هو عليه الآن حتى العام 2015.
وبالنسبة لكثيرين من رجال الأعمال والاقتصاديين، فإن صناعة مستحضرات التجميل، باتت نموذجًا اقتصاديًّا يُحتذى به إذ إن الأزمة المالية العالمية التى ضربت قطاعات حيوية فى الاقتصاد الدولى بعد اندلاعها فى عام 2008م لم يكن لها تأثير يذكر على تلك الصناعة، بل على العكس فقد حققت معدلات نمو سنوية وصلت فى كثير من البلدان إلى 4٪ سنويَّا على مدار السنوات الأربع الماضية.
وتعتبر الولاياتالمتحدة المستهلك الأكبر لمستحضرات التجميل على المستوى العالمى، وبلغ إجمالى مبيعات أدوات التجميل ومساحيقه فى المنطقة العربية 1,2 مليار دولار، مما جعل هذه المبيعات الأعلى فى معدلات استهلاك مستحضرات التجميل، خاصة العطور، على المستوى العالمى، حيث بلغ متوسط قيمة مشتريات الفرد الواحد 334 دولارا، تشكل النساء الخليجيات النسبة الأكبر منها.
وعن بعض نماذج الدول العربية تنفق السعوديات سنويًا حوالى 5 مليارات ريال على مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، أما المرأة الإماراتية فتنفق نحو مليار درهم على المستحضرات والعلاجات التجميلية سنويًا،بينما يفوق إنفاق المرأة اللبنانية على مستحضرات التجميل ذلك بكثير وتبلغ 40٪ من دخلها أو دخل زوجها، وتكاد تكون السوق اللبنانية من أنعش أسواق بيع أدوات ومستحضرات التجميل فى العالم العربى.
وهذا ما دار حوله المؤتمر الدولى للابتكارات الدوائية والتجميلية فى مصر تحت رعاية المؤسسة العربية الأفريقية للأمراض الجلدية والصدفية والإعلان عن الابتكار المصرى المستخلص من الطبيعة وهو مستحضر «الألوريد» لعلاج مرض الصدفية، وكان الهدف من المؤتمركيفية الحفاظ على جمال البشرة ونضارتها وصحة ونمو الشعر.
ومن خلال المؤتمر رصدت «روزاليوسف» أهم الأخطار التى تواجه الإنسان من هوس عمليات التجميل على الجلد وظهور بيزنس الموضة المزيفة فى مصر.
الدكتورة أغاريد الجمال استشارية الأمراض الجلدية ورئيسة الجمعية العربية الصدفية: اكدت ان نتائج المؤتمر الدولى للابتكارات الدوائية والتجميلية الذى استضاف«رئيس الأكاديمية الأوروبية للامراض الجلدية واستضاف بعض الاطباء العرب مثل مدحت عبدالمالك من الأردن ود.سمير أبارو من السودان و د.محمد الدهينى من لبنان ود.خالد الكليب من الكويت لطرح عدة منتجات طبيعية للشعر وبعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية جميعها من الطبيعة وهذا باكورة إنتاجنا واستطعنا خلال عامين أن ننتج ذلك المنتج بأيدى مصرية عربية.
وعن الأمراض الجلدية الحديثة التى تهدد الإنسان حاليا جراء التلوث الملحوظ الذي أدى إلى تطور العديد من الأمراض الجلدية مثل وجود فتاة تبلغ من العمر 35 عاما ومازالت تعانى من حب الشباب وذلك بسبب اتساع ثقب الأوزون نصف درجة فى السنوات الأخيرة أدى إلى زيادة درجة الحرارة
وعن هوس عمليات التجميل فى مصر قالت: لابد من اللجوء للطبيعة والعمل علي توعية المواطنين بالفكرة وانتشارها الزائد فى السنوات الأخيرة فى مصر لأننى ضد فكرة البيوتى سنتر غير المرخص الذى لا يعلم شيئا عن عمليات التجميل ويتم التعامل بشكل عشوائى. الدكتور محسن البحراوى أستاذ الجلدية قال: سلط الضوء فى الآونة الأخيرة على استخدام المواد المالئة أو الحقن كنوع من أنواع التجميل ومضاعفاتها وقال: هناك مضاعفات بسيطة مثل الانتفاخ أثناء الحقن أو الأحمرار أو التورم أو الهرش و هناك حالات قد تصاب بالعمى بسبب الحقن فى الأوعية الدموية أو التراكمات الدموية فى حالة أن الجسم يرفض تلك المادة وهذا من ضمن الأخطاء التى يقع فيها من يبحث عن العادات السيئة للحقن أو عمليات التجميل.
ولابد أن نعلم ما هى مضاعفات المادة التى أتواصل معها وأكد أنه هناك العديد من البيوتى سنتر التى سببت مشكلة،نظرا لأنها غير مرخصة.
اما الدكتور سمير أحمد أبارو من دولة السودان وكبير اطباء الأمراض التناسلية والجلدية اشار الي أهمية دفع التعاون المشترك بين الدول العربية ودولة السودان وإنتاج الأبحاث العلمية والطبية للتخلص من استعمال المواد الكيماوية فى علاج الأمراض الجلدية ونتاج الفترة الماضية التى كانت فيها أبحاث مستمرة أخرجت نتائج جيدة جدا.
من الملاحظ فى الفترة الأخيرة أن هناك زيادة فى عمليات التجميل واستخدام المواد الكيماوية لابد أن نرشد استخدامها لنتجنب تأثيراتها السلبية ، وواجهتنا حالات عديدة تضررت من المواد الكيماوية خاصة مواد التبيض.
وفى دولة السودان نحن نكافح سوء استخدام مواد التجميل رغم الاغراءات الكبيرة فى إعلانات وسائل الإعلام، فالناس تستخدم مواد التجميل دون ثقافة طبية واكد ان أزمة أفريقيا والعالم العربي تتمثل في هاجس تبييض البشرة مع أن الألوان الطبيعية للبشرة تحافظ على الإنسان من تعرضه لأمراض جلدية عديدة، فالبشرة السمراء تحمى البشرة من الآثار السلبية للشمس ومن مرض السرطان.
الدكتور محمد صابر أستاذ علم ألانسجة والخلايا بجامعة عين شمس قال: المؤتمر ناقش تأثير مستحضرات التجميل علي البشرة وقال: تنقسم صناعة مستحضرات التجميل إلى 5 فروع رئيسية، أبرزها: مستحضرات العناية بالبشرة، والتى تأتى فى مقدمة المبيعات، إذ تحظى ب 27٪ من إجمالى الطلب، ثم كل من الماكياج ومستحضرات العناية بالشعر، ويستحوذ كل واحد منهما على 20٪ من المبيعات، ثم العطور وتستحوذ على 10٪.
الدكتورة شهيرة يوسف أستاذ الامراض الجلدية بجامعة عين شمس قالت: الطب بصفة عامة مهنة تحتاج إلى الضمير وهناك عمليات التجميل يوجد عليها إقبال بشكل كبير جدا مثل الخاصة بالعيوب الخلقية أو التشويهات وتتحول من ترفيهية إلى إجبارية لكن هناك رفاهية لفئة خاصة من المجتمع لها قواعد لابد من اتباعها وليس بشكل عشوائى مثل البوتكس أو الشفط ويجب أن يعلم المواطنون أنه لن يستطيع أن يمنع الزمن وتجاعيده وهناك العشرات من النصائح التى لابد أن يتجه إليها الإنسان بشكل مستمر منها الإقبال على الخضروات والفواكه خلال حياته، والبعد عن التدخين والأكل الصحى وشرب الماء والبعد عن الكحوليات وأن يعطى جسمى فرصته الطبيعية واستخدام الزيوت الطبيعية.