وجود النجمين الكبيرين عادل إمام ومحمود ياسين فى عمل فنى واحد يعنى باختصار أنه سيحمل علامات الجودة، وبالتالى فإن الجمهور هو الرابح الأكبر لكن أحيانًا «الحلو ما يكملش» بعد الانسحاب المفاجئ لمحمود ياسين من مسلسل «صاحب السعادة» الذى يقوم ببطولته عادل إمام، ووقف البيانات والتصريحات المعسولة المتبادلة بينهما والتى انطلقت فور إعلان ظهورهما معًا فى عمل واحد لأول مرة. ولأن القاعدة تقول إن الزعيم صائد ماهر للنجوم الكبيرة والوجوه الصاعدة معه فى معظم أعماله الأخيرة وبنجاح كبير فإن الواقع هنا مختلف خصوصًا بعد انتشار أقوال هنا وأحاديث هناك.. وتناثر التصريحات لكن الحقيقة غائبة حول الأسباب الحقيقية لترك ياسين هذا العمل الضخم على عكس حواراته المطولة التى كشف فيها سعادته بالتعاون بينه وبين الزعيم وبادله نفس الشعور الزعيم «إمام» ولكن سرعان ما تبدلت المواقف وتغير الحال بعد أن أبرم العقد كل منهما وفور بدء تصوير مشاهد ياسين الذى لم تتعد اليومين فقط فى بلاتوهات استوديو النحاس انسحب محمود ياسين من المسلسل حتى إنه لم يلتق عادل إمام فى مشهد واحد! الكلام الرسمى - حتى الآن - هو البيان الصحفى الصادر من محمود ياسين نفسه منذ عدة أيام والذى جاء نصه «إلى كل محبى الدراما العربية والمصرية والمهتمين بالشأن الفنى من الجمهور المصرى والعربى كل التحية والتقدير وبعد.. كان من المعلوم حسب ما ورد فى وسائل الإعلام المقروءة والمرئية المهتمة بالعملية الفنية أننى كنت مقبلا على المشاركة بمسلسل صاحب السعادة للكاتب يوسف معاطى والمخرج رامى إمام ومن إنتاج شركة سينرجى.
وبالفعل بدأت تصوير مشاهدى فى هذا العمل وسط أمنيات بتقديم عمل فنى عالى الجودة والمستوى يثرى الدراما المصرية والعربية ويسعد المواطن المصرى والعربى وسط كل ما نمر به من أحداث دقيقة وصعبة فى تاريخ مصر من أمور سياسية واقتصادية، ولكن للأسف الشديد ظهر على السطح خلاف فى وجهات النظر مع السادة القائمين على العمل حول كيفية سير العملية التصويرية للمسلسل، وحاولنا كأسرة عمل اجتياز هذا الخلاف أو بالأحرى معالجته ولكن لم نوفق، وبناء عليه تم فسخ العقد المبرم بيننا بالتراضى مع خالص الاحترام والتقدير، وأمنيات النجاح والتوفيق لأسرة المسلسل»، هكذا كان التوضيح الرسمى حتى الآن وهى سمة النجوم الكبار أمثال محمود ياسين الذين إذا انسحبوا من بطولة عمل كانت الدبلوماسية والترفع عن الدخول فى مهاترات جانبية.
لكن «روزاليوسف» تكشف التفاصيل الحقيقية والتى لم تنشر حتى الآن عن الأسباب الحقيقية التى دفعت محمود ياسين للانسحاب من العمل.. كانت الحياة تسير بشكل ودى بين عادل إمام ومحمود ياسين فى اللقاء الوحيد الذى جمعهم بمكتب تامر مرسى منتج العمل فى حى المعادى، وكان وديا غلب عليه الطابع الدبلوماسى فى الترحيب والعناق والضحك وعند توقيع العقد اتفق كل منهما على كتابة اسميهما فى التتر هكذا «عادل إمام ومحمود ياسين فى صاحب السعادة بعد أن كان عادل إمام فى صاحب السعادة ومحمود ياسين فى صاحب السعادة، ولم يبد الزعيم عادل إمام أى اعتراض ووافق على أن يكون أسماهما جنبا إلى جنب على التتر الخاص بمقدمة المسلسل وغير صحيح ما أشيع حول أن التتر كان أشبه بمسلسل «العراب» حينما كان التتر يبدأ بعادل إمام فى «العراب» بطولة حسين فهمى.
وبعد توقيع العقد بعدة أيام بدأ ياسين فى التحضير لتصوير مشاهده فى ستوديو النحاس وهو يجسد شخصية وزير الداخلية وزوجته لواء شرطة تجسد دورها الفنانة نهال عنبر وابنهما هو الفنان محمد إمام الذى يقع فى حب ابنة عادل إمام ويسعى للزواج منها وتدور المناوشات بينهم فى طابع كوميدى.
ولكن تم اتهام محمود ياسين بأربعة اتهامات جعلته يقرر الانسحاب من المسلسل، قيل إنه ينسى كثيرًا ويكرر مشاهده بشكل مبالغ فيه أى أنه يعانى من «الزهايمر».
أما الاتهام الثانى فكان مطالبته برفع أجره ليصل إلى 10 ملايين جنيه أما الاتهام الثالث الذى وجه لياسين فهو مطالبته بزيادة مساحة الدور الخاص به على أن يساوى مساحة دور عادل إمام، وكان الاتهام الأخير له بعد انسحابه من المسلسل وهو تقدمه بشكوى لمجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية مطالبا بالحصول على حقوقه الأدبية والمعنوية وباقى مستحقاته المالية.
هذه هى عريضة الاتهام التى وجهت لمحمود ياسين وكأن النية كانت مبيتة لدفعه نحو الانسحاب من المسلسل. رغم أن مشاهده التى قام بها فى ستوديو النحاس لم تصاحبها أى تعليقات من المخرج وصناع العمل، أما مسألة المطالبة برفع عقده فهى من وحى الخيال وقد أكدت مصادر مقربة من شركة الإنتاج لنا أن عقد محمود ياسين كان 4 ملايين جنيه فى حين أن عقد عادل إمام تجاوز ال30 مليونا، أما فيما يتعلق بمساحة الدور فقد كان المخرج رامى إمام يضيف تعديلات على السيناريو المكتوب كانت من شأنها تقليص مشاهد ياسين رغم أنه دور محورى وذلك لصالح دور عادل إمام!
وفيما يتعلق بتقديم شكوى للنقابة فهذا لم يحدث واكتفى ياسين بإصدار بيان صحفى للرد على ذلك.
بقى أن نقول إن الزعيم عادل إمام بما له من حب فى قلوب الجميع فإن الشواهد تؤكد أنه يرفض أن يشاركه أحد فى وضع اسمه بجانبه على تتر أى عمل فنى حتى لو كان محمود ياسين، وربما خالد زكى لن يمانع إن تم وضع اسمه فى الترتيب الخامس خصوصًا بعد رفض فاروق الفيشاوى القيام بالدور بدلا من محمود ياسين قائلا «لن أقوم بدور أستاذى وأكتفى بدورى فى مسلسل المرافعة خصوصًا أنه كان بطولة محمود ياسين وتركه لى»