الداخلية استعدت للدستور بتوفير قوات إضافية خمسة آلاف ضابط و 20 ألف فرد لتأمين اللجان على ثلاثة محاور أولاً: تأمين مراكز الاقتراع، وثانيًا: تأمين الطرق المؤدية لهذه المراكز من بيوت المواطنين فى الوصول إلى المقر الانتخابى، وثالثًا: وجود مجموعات قتالية ودوريات أمنية تطوق كل المناطق السكنية لإشعار المواطن بالأمن الكامل حتى يطمئن ويشارك ولا يتعرض لأى إرهاب وأن القوات الإضافية دعم للقوات الموجودة بكل مديرية أمن وهناك غرفة عمليات بقطاع الأفراد لمتابعة أى عجز فى القوات والتصرف الفورى، وهذه الخدمات قائمة خلال الاستفتاء وحتى إعلان النتيجة.. هذا ما أكده لنا اللواء عادل رفعت مساعد وزير الداخلية لشئون الأفراد خلال حواره المطول معنا، والذى تزامن مع محاولة إخوانية لتهييج الأمن المركزى فى ذكرى أحداث 86! ∎ هل هناك استعدادات خاصة للتعامل مع المتفجرات؟
- نعم، تم الاتفاق مع الإدارة العامة للحماية المدنية على تقديم جميع المتطلبات الخاصة بكشف المفتجرات لكل المديريات وتوفير البوابات الإلكترونية والأجهزة والضباط والأفراد العاملين فى المفرقعات وتأمين جميع اللجان قبل بدء العملية الإجرائية وتسليمها إلى القوات المسلحة والداخلية لتأمينها وإعدادها حفاظاً على سلامة المواطنين حتى يأتوا إلى اللجان فى أمان والإدارة العامة للحماية المدنية مستعدة تماماً للقيام بدورها ونطالب المواطنين بسرعة التعامل والتعاون مع المسئولين فى حالة حدوث أى شىء لتسهيل عملهم لأننا جميعًا نعمل لصالح الوطن والسير فى خارطة الطريق.
∎ بعد انتشار شائعة مد خدمة جنود الأمن المركزى لخمس سنوات، هل من الممكن أن تعود أحداث 1986؟
- الإخوان يحاولون إثارة الفتن والأزمات بالكذب الدائم، ولكن أحداث الأمن المركزى فى 1986 لن تتكرر، لأن الأمر اختلف عن الماضى وفور سماع الشائعة تحرك الجهاز الإعلامى بالداخلية للرد على الشائعة ومواجهتها بكل الطرق والانتشار السريع بين أفراد الأمن المركزى فى كل مكان لنفى ما تردد والتأكيد على تحسين أوضاعهم بشكل مستمر ومواجهة أى محاولة لنشر الفوضى وتقليل الاستعداد لإنجاز دور الأمن المركزى الذى تحمل صعاباً كثيرة خلال الفترة الماضية والجميع يقدر دورهم ويثنى عليه والأمور كلها مستقرة بعد نفى الشائعة.
∎ كم عدد الأفراد؟
- نصف مليون فرد يشتمل هذا العدد على الأمناء والمندوبين والخفراء والموظفين المدنيين، وهى مسئولية كبيرة وصعبة، لكننا نقوم بأداء عملنا على أكمل وجه مع وجود تصميم من الجميع على إكمال المسيرة والتضحية من أجل أمن هذا الشعب العظيم ومنذ تولى المسئولية التقيت بوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وطلب منى حل مشاكل الأفراد خاصة العلاج والمكافآت لأنهم عصب الوزارة وعمودها الفقرى ويوميًا هناك متابعات مع الوزير مباشرة من أجل حل مشاكل الأفراد بكل الطرق.
∎ هل انتهت الائتلافات بوجود النادى العام لأمناء وأفراد الشرطة؟
- كان فى مصر ائتلافات عديدة تصل إلى أرقام عالية وغير مبررة واتحادات وتجمعات وأسماء غريبة تعطل أداء العمل لهم وللداخلية، ولكن بوجود النادى وانتخاب مجلس إدارته أصبح الأمر أسهل كثيرًا لأننا نعتمد عليهم فى حل مشاكل باقى الزملاء معهم فى العمل وفى كل مكان ويتفهمون مشاكلهم ويساعدون فى حلها وبالتالى انتهت الاتحادات والائتلافات لدعم النادى والوقوف خلفه لتحقيق مصلحة عامة لهم جميعًا.
∎ ما سبب استمرار الخلافات بين إدارة النادى وبعض الأمناء؟
- الانتخابات تقدم لها ألف فرد ونجح تسعة ويرى البعض أنه أحق من غيره وهو سبب هذه الخلافات، وهذا أمر طبيعى للنفوس البشرية ولكن بمرور الوقت سوف تنتهى هذه الخلافات لما يقدمه النادى للأعضاء من خدمات وأعمال جيدة وأى فرد وكلنا ينظر لما حدث مع الأفراد منذ عام والآن فإن الفارق واضح فى أداء العمل ولا يجب أن توصف الخلافات بينهم بالخيانة والعمالة لأنها مجرد خلافات عادية والجميع ليسوا ملائكة وكلنا بشر نصيب ونخطئ.
∎ إغلاق المنشآت الشرطية أحدث صدمة للمجتمع كيف تمت السيطرة على هذه الأعمال؟
- نعم هذه العملية كادت أن تصل إلى ظاهرة حيث تم الإعلان فى أماكن مختلفة عن إغلاق الأقسام بل مديريات الأمن لخلافات قد تكون داخلية بين رجال الشرطة أو خارجية لعدم وجود أمان كافٍ وحماية مثل مثلما حدث فى شمال سيناء، ولكن الوضع اختلف الآن وانتهت الاضرابات والانقسامات داخل المنشآت الشرطية وقد تمكنا من إعادة الانضباط والوعى والحوار بين الجميع بنسبة 70٪، ونجحنا فى منع هذه الأعمال بالجهد والعمل لصالح الداخلية وصالح المواطن قبل الداخلية لأن قسم الشرطة مثل المستشفى لا يمكن أن يغلق.
∎ ماذا تفعل الداخلية مع الضباط والأفراد المنتمين للجماعة الإرهابية ؟
هذا موضوع هام جدا، وبالنسبة للأفراد لدينا آلية للتعاون معهم على جميع الأصعدة لأنهم جميعا تعرضوا لخداع كبير، ومن يتم رصده يتم مراجعته ونوجه له التحذير والإنذار، ولاحظنا تراجع 90٪ من رجال الشرطة المخدوعين واستجابوا وعادوا، والذين قرروا الاستمرار فى التعاطف والتأييد، تمت إحالتهم للنيابة العامة ومجالس تأديب، ولدينا حالات ولكنها غير مؤثرة فى العدد الرئيسى، وإن الوقت ليس وقت الحساب والعقاب لهذه الفترة الحرجة ونسعى للتصالح مع الجميع لعودة الأمن والأمان.
∎ كيف يتم التعامل مع الشهداء والمصابين من الشرطة خاصة أن هناك من يعانى من التجاهل؟!
لدينا 300 شهيد و 2000 مصاب و 180 حالة عجز كامل ومازال العطاء من الشرطة مستمراً لأننا نعمل لصالح هذا الشعب العظيم ورجال الشرطة يضحون بحياتهم من أجل الوطن والأمن القومى. ويتم التواصل مع أسر الشهداء والمصابين وتقديم كل الدعم لهم جميعا دون تمييز لأننا جميعا مصريون وأقوم بزيارة الأفراد المصابين، وأيضا أسر الشهداء.. والجميع مستعد لتقديم روحه فداء لعودة الأمان للوطن.
∎ كابوس 28 يناير وما حدث للشرطة هناك مخاوف من عودته .. كيف ترى ذلك؟
- لا، ماحدث تجربة انتهت ولن تعود مهما كان الأمر، فى ثورة يناير 2011 كان هناك قسمان من الشباب والرجال القسم الأول محب لمصر، وعاشق لها وخرج لتغيير النظام، وتحقيق مبادئ الثورة فى الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش ولم ينظر للشرطة أو يعتدى عليها لأن هدفه كان مصر، أما القسم الثانى فكان له هدف آخر هو التحطيم والتدمير والتكسير للشرطة بل الجيش، وكل مؤسسات الدولة، وكان هدفه كسر السجون وإحراق الملفات وتخريب الأقسام وأمام ما حدث للداخلية كنا بحاجة إلى خمس سنوات لعودتها لكن بجهد وعزيمة المصريين من أبناء الشرطة عادت فى عامين فقط وبدعم الشعب وظهر ذلك فى 30 يونيو عندما حمل الشعب رجال الشرطة، وهتفنا جميعا «الجيش والشرطة والشعب أيد واحدة» وأقوى شىء هو دعم الشعب للشرطة والتمسك بها والوقوف بجوارها لأن الأمن يحل كل مشاكل مصر.
∎ هل تغيرت النظرة للشرطة بعد الثورة وداخل أسرة الداخلية؟
- نعم الأمور اختلفت كثيرا بعد الثورة سواء داخل المنظومة الشرطية أو بين المجتمع المصرى والشرطة، خاصة المواطن الثائر الذى خرج ضد الفساد إنما الفريق الكاره لوطنه وللشرطة هو الذى اتهمها بالبلطجة، ودفع رجاله لمحاولة هدم الشرطة وكسرها معنويا.. لكن الأمر اختلف تماما خاصة بعد 30 يونيو ومشهد حمل رجال الشرطة هو دليل على فشل مؤامرة الإرهابيين الذين حاولوا استخدام الشعب لهدم الشرطة ولم يصدق أحد روايات الجماعة الإرهابية بتحميل الشرطة مسئولية ما حدث فى 25 يناير، وكل يوم يكتشف المجتمع كله كذب وخداع الإرهابيين فيقف الجميع صفا واحدا ضدهم، وهو ما يؤكد عودة مصر وإنقاذها من الإرهاب والفوضى.
∎ بماذا شعرت فى يونيو كضابط ؟
- أريد أن أعود إلى 25 يناير وذكريات مؤلمة وحزينة كنت أخاف من نظرة المجتمع لى وحتى أقرب الناس لما تم ترويجه ضد الشرطة.. لكننى فى 30 يونيو، وبعد كشف الأكاذيب وكشف الخونة خرجت فخورا وسعيدا بكونى ضابط شرطة خرجت مع أسرتى ونزلت الميدان مع الثوار فى تجربة شخصية وشتان بين اليومين بل بين اللحظتين، لأننا عدنا إلى مواقعنا إلى أهلنا إلى وطننا ومحونا الكذب والتزوير والخيانة والإفك الذى كان يحاك ضد الداخلية ورجالها الذين يؤكدون أن أرواحهم فداء للوطن وضد الإرهاب الأسود الذى سوف نقضى عليه جميعا.
∎ ما الرد على تأخر الشرطة فى مواجهة الجماعة الإرهابية؟
- الداخلية تتحرك بكل قوتها لمواجهة الإرهاب بكل الطرق، لكن الإخوان يغيرون من خططهم بتغيير أماكن تجمعهم وخروجهم فى مظاهرات دون احترام لقانون التظاهر أو أى شىء، ولكن الداخلية تتحرك، وهناك خطط أمنية قبل التحرك لمواجهة المظاهرات، ولابد أن تعرف العدد الذى تواجهه لتتمكن من السيطرة عليه، وأصبحت هناك تجمعات أمنية متمركزة بشكل أساسى ومستعدة للمواجهة فى أى وقت وأى مكان وبالتالى لا تتأخر الداخلية فى مواجهة مظاهرات الجماعة الإرهابية والتصدى لمحاولتهم إرهاق وأضعاف الداخلية.
∎ هل انتهت فكرة الدولة البوليسية؟
- إن ما نقدمه يوميا من عمل وتضحيات وتواجدنا فى الشارع المصرى يؤكد أننا جزء من هذا الشارع والوزارة ملتزمة بتوجيهات الوزير الذى يعطى تعليماته يوميا بحسن التعامل مع الجميع دون تفريق، وبالتالى انتهت الدولة البوليسية، وأن الداخلية تطالب أفرادها بأن يقدموا خدمة مميزة للمواطن أثناء طلب الخدمة وسوف يأتى يوما يذهب فيه المواطن لتقديم الشكر للقسم والتهنئة لأداء الواجب.
∎ أهم مشاكل أفراد الشرطة هى العلاج، ومكافأة نهاية الخدمة وحسن معاملة الضباط.. كيف تم التعامل مع هذه المطالب؟
- نحن جميعا أسرة واحدة، ولو نجحنا سوف ننجح سويا، وإذا فشلنا نفشل جميعا، وبالنسبة للعلاج الوزير قرر أن من حق الأفراد العلاج بمستشفيات الشرطة ونفس الأمر لأسرة الفرد من خلال تقديم طلب من الفرد لرئيسه فى العمل، ونسعى لعمل مستشفيات للشرطة على مستوى الجمهورية، وهناك لجنة لمساعد وزير المالية والصحة لحل أزمة علاج الأفراد، ومكافأة نهاية الخدمة كانت لا تذكر مجرد مبلغ عشرة آلاف جنيه، لكن الأمر الآن اختلف ووصلنا إلى رقم يليق بمن خدم لسنوات فى العمل وبجانب هذا هناك تعديل وظيفى تم بحيث يرقى كل من يجتهد داخل الأفراد من مندوب شرطة إلى أمين ومن الأمين إلى ضابط لنزع المشاحنات والمساواة بين الجميع وهو لصالح الداخلية وجميع العاملين.
∎ ما دور النادى العام للأمناء والأفراد داخل الشرطة؟
- النادى دوره هام جدا فى واجبه تجاه الشرطة، ومن هذه الأمور أولاً: الدعم اللوحبستى والمعنوى للأفراد والمدنين على مستوى الجمهورية لدور الأمن فى هذه المرحلة.
ثانياً: تجميع كل المشاكل الخاصة بالأفراد وحلها مباشرة.
ثالثاً: اللقاءات المباشرة مع وزير الداخلية لشرح الأمور كلها أمام الوزير لكسب دعمه وثقته المباشرة.
رابعا: عقد مؤتمرات بين الزملاء فى كل مكان من القاهرة حتى أسوان لمواجهة الشائعات والأحداث بشكل مستمر والتركيز على الأمن لأنه عنق الزجاجة للخروج من الأزمة الآن مع التأكيد أننا جميعا لانتستر على مخطئ والذى يخرج عن الصف يعاقب يوميا ومن يجيد يكافأ.