ماذا جرى للمصريين؟ لماذا تغيرت أحوالهم واختلفت خصائصهم وطبائعهم فلم تعد النخوة والشهامة سمة من سمات المصرى الأصيل بل أصبحت لغة القوة والعنف والبلطجة هى المسيطرة على أفعاله وتصرفاته؟ ما الذى تغير فى نفسية المصريين لماذا لم يعودوا قادرين على تحمل بعض حتى لغة الحوار باتت تنتهى إلى طريق مسدود، لم نعد قادرين على احترام وجهات نظر بعضنا البعض فتحولت حياتنا إلى ساحة معركة، تاهت عاداتنا وأخلاقنا برغم ظهورها بوضوح وقت ثورة 25 يناير و30 يونيو إلا أننا نعيش هذه الأيام خللا نفسيا واجتماعيا وربما فى مثل هذه الفترات الحرجة من حياة الشعوب، نحتاج لمن يشخص لنا حالة المصريين وما مروا به من تغيرات نفسية واجتماعية حادة، أثرت على سلوكهم وتصرفاتهم. د. أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى يفسر لنا ما يحدث فيقول: المصرى فى صحة نفسية غير سوية، فالشخصية المصرية تعرضت خلال الفترة الماضية لمجموعة من التغيرات الطارئة السلبية أخطرها استهانة المصرى بالمجتمع والتمتع بلذة الإشباع الوقتية والخوف والقلق من الحاضر والمستقبل، مشيرا إلى أن المزاج (النوائى) المتقلب هو الذى يسيطر على معظم المصريين الآن مع خليط من المزاج الاكتئابى والعصبى.
واستطرد: إن أبرز التغيرات الطارئة على شخصية المصرى فى الوقت الحالى افتقاد الثقة فى أى شىء وكل شىء والتمركز حول ذاته ورفض الحوار والتواصل المجتمعى وانحصار مفهوم الانتماء لدى المصريين فى الانتماء للبيت، والوطنية فى تشجيع المنتخب الوطنى لكرة القدم.
وأضاف: للاسف الشديد لم يستطع المواطن أن يفرق بين الفوضى والحرية، ولكن ضعى فى اعتبارك أن المصرى عاش سنوات طويلة جدا فى ظل علاقة بين الحاكم والمحكوم تتميز بعبودية الشعب لرئيسه ومعاملته كرعايا وليس كمواطن حر له كرامة، وحتى عندما حكمها المصريون زادوا الطين بلة بدكتاتوريتهم البغيضة.
ويحضرنى هنا موقف تاريخى، فبعد الحملة الفرنسية على مصر، طلبوا من شيخ الأزهر فى حينها، الشيخ عمر مكرم ، أن يحكم مصر، فرض وقال : (المصرى لا يستطيع أن يحكم المصريين)، وأتى بمحمد على، وهذا كان بسبب هذه العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولم تتغير هذه العلاقة سوى فى سنتين ونصف السنة فقط، ولأول مرة يجد المصرى نفسه لديه القدرة على التعبير وحرية الرأى، وبلا شك أن مجتمعنا تصل نسبة الفقر فيه إلى 50٪، ونسبة الأمية إلى 40٪، وبه بطالة 20٪ وبه عشوائيات، وبه فساد فى النخبة وتدين كاذب، يجعلنا نطرح سؤالا : هل هذا الشعب يستطيع تحمل مسئولية الديمقراطية، كذلك عملية التخوين الفكرى التى شهدتها مصر، على مدار عصر طويل من القهر والاستبداد والجهل وهذا ما جعل المصريين يعانون بمرض (كرب ما بعد الصدمة)، وهذا المرض يأتى عندما يرى الإنسان مناظر العنف والقتل والدم والموت بشكل مستمر، ومتكرر، وله أعراض كثيرة، حيث يصاب الإنسان بنوع من أنواع البلادة النفسية، بمعنى أنك لا تحس بالألم، فعندما يقال لك اليوم مثلا أنه مات عشرون أو ثلاثون فإن إحساسك ليس هو نفسه منذ سنة أو سنتين عندما كان يموت خمسة، كان الإنسان حينها يجزع، وتوجد تجربة مشهورة للعالم النفسى سليجمان، الذى جاء بفأر ووضعه فى المصيدة وبدأ يسلط عليه صدمات كهربائية مؤلمة جدا، فيبدأ الفأر فى الصراخ والعويل والهياج من الألم، ولكن مع عدم وجود وسيلة للهروب من صدمات الكهرباء، وجد أن الفأر عندما تسلط عليه الصدمة الكهربائية ينظر لأعلى دون إحساس بالألم إطلاقا.
وأكد استحالة تغيير مصر والمصريين، بدون تغيير التعليم الحالى إلى تعليم قائم على أسس سليمة، لأنه لن يسعد الناس وظيفة جيدة وراتب جيد بدون تعليم جيد هو السبيل لتحقيق السعادة.
د. قدرى حفنى أستاذ علم النفس السياسى بجامعة عين شمس استنكر حنيننا إلى الماضى فى سؤالنا عن الذى جرى للمصريين قائلا: أننا نريد فقط الإيجابيات ولا نرى السلبيات فالقول بأن الماضى جميل والحاضر سيئ أمر نسبى.
وقال إن الشعوب تتغير أولا ثم تقوم بالثورات والمصريون تغيروا قبل 25 يناير فقاموا بالثورة، والتغيير لا يكون فى المكونات الأساسية للشخصية بل فى الاتجاهات.. مثلا ثورة 1919 لم تظهر نتيجة التغير إلا فى دستور 23 أى بعد 4 سنوات وبالتالى أتصور أن 25 يناير لم تغير الشخصية المصرية ولكنها أزالت عنها ترابا علق بها لمدة طويلة، وأزالت تشوهات ألصقت بها عقوداً وبالتالى فإن ما حدث للشخصية المصرية بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو ظهرت على حقيقتها ولم تتغير، مشيرا إلى أنه لا يوجد أى حدث فى العالم مهما بلغت ضخامته يمكن أن يغير من شخصية الفرد.
فبعد ثورة يناير لم يعد الشعب المصرى سلبيا ولم تعد السياسة حرفة السياسيين وحدهم، الكل اشتغل بالسياسة فظاهرة الاشتغال بالسياسة أنا لم أرها إلا فى لبنان وفلسطين. وأصبح المصريون أنفسهم يتناقشون فى طرق فض الاعتصامات. واكتشفنا أيضا أن المصريين أصبحوا لا يخافون من السلطة وأنهم أصبحوا ينظمون حياتهم، فلا يمكن أن يعود المصريون إلى الماضى، وأهم من يظن أنه سيجبر المصريين على العودة إلى سلبيتهم، فمشاركة كل هذا العدد الهائل من المصريين فى الانتخابات دليل على أن الشعب المصرى أصبح يهتم بالسياسة، فحاجز الخوف انكسر لديهم وهى صفة لها سلبياتها وإيجابياتها.
أما د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية فيرى أنه منذ ثورة عام 1952 آمن المصريون بالزعيم صاحب الكاريزما أو الملهم أو المعصوم من الخطأ وتنازلوا عن حقوقهم إكراما له وساعد الإعلام الموجه على تضخم هذه الكاريزما وعصمة الزعيم من الخطأ، وفى عام 1991 عندما اندلعت ثورة تكنولوجيا الإعلام سمح النظام بدخول الفضائيات وكانت خطة منظمة لإتاحة مشاهد قنوات الجنس ليأخذ معظم تفكير العاطلين والمراهقين فى هذه القنوات ومشاهدتها ليلا.
وكانت هذه الأشياء جديدة على المجتمع ومثيرة فى نفس الوقت وبعد فترة عزف المشاهد عنها وبدأ يتجول بين القنوات ليجد الإخبارية منها الجادة وعرفوا من خلالها حقيقة ما يحدث فى مصر ثم توالت وسائل المعرفة: الإنترنت والفيس بوك وتويتر والمواقع المعارضة المنتشرة والتى صنعت إعلاما بديلا للإعلام الحكومى الكاذب الذى صادر على عقلية المشاهد المصرى واستهان بها.
وأضاف: إن اختلاف التعليم فى مصر بين أربعة أنظمة: أجنبى وخاص وحكومى وأزهرى جعل خريجى كل هذه الأنظمة غير متفقين مع بعض والكل ينظر للآخر بريبة، لذلك أعتقد أنه من المفروض أن يكون مستوى التعليم الابتدائى (الإعدادى) والثانوى مرتفعا جدا للجميع وذلك لن يحدث إلا بنظرة مستقبلية وبالاتجاه إلى التعليم الإلكترونى حتى يتمكن الجميع من الاطلاع عليه وهذه التجربة الناجحة طبقها حاكم كاليفورنيا فوضع كل الكتب الدراسية على المواقع الإلكترونية لإتاحة الفرصة للجميع وهذا توجه عالمى فى الكتب والأبحاث. وقال إن التناقضات الاقتصادية الضخمة بين طبقات المجتمع وارتفاع مستوى الفقر إلى أكثر من 45٪ من المصريين تسبب فى تغيير التركيبة الطبقية لهم.
د. سمير نعيم أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس قال: أنا ضد الدعاية الكاذبة والمضللة التى تقول أن مصر تحولت بعد الثورة إلى حالة من الفوضى.. والعنف.. يوجد فوضى.. وبلطجة.. ولكن ليست نتاجا للثورة. وإنما يعود هذا العنف إلى القوى الشريرة المضادة للثورة.. فتوجد قوى داخلية.. وقوى إقليمية وقوى عالمية.. تحاول إجهاض ثورتى يناير ويونيو.. ففى نظام مبارك السابق كانت توجد طبقات أو فئات عملت اقتصادا أطلق عليه الاقتصاد النهبوى الفوضوى وهم طبقة رجال الأعمال..
استولوا على شركات القطاع العام واشتروها بأرخص الأسعار.. وكونوا ثروات هائلة.. هؤلاء لا يريدون الآن أن تنجح الثورة.
هناك منظومتان من القيم ومن الخطأ أن أعمم القول.. إن القيم الآن كلها سيئة.. فالقيم الموجودة بوجه بحرى مختلفة عما فى وجه قبلى.. والقيم عند المتعلمين تختلف عنها عند الأميين والجهلاء.. وفى بعض الفترات من الممكن أن تسود قيم ذات طابع إيجابى بناء وأحيانا تسود قيم ذات طابع سلبى هدام والمواطن المصرى لا يميل إلى العنف.. ولكن العنف أيضا موجود عند بعض المصريين.. ولكن بنسب قليلة تتواجد فى الشخصيات العدائية.. وعندما تتبدل ظروف المجتمع سيستعيد المواطن المصرى.. قيمه العظيمة.. فالشخصية تبنى من خلال الظروف التى تترعرع فى ظلها.
ولكن الآن حدثت هزة نفسية للمجتمع المصرى.. أدت إلى فقدان الثقة فى كل شىء.. بعد معاناة الشعب المصرى.. لأكثر من ثلاثين عاما.. فى ظل نظام مبارك ثم حكم الإخوان.. الذى استبدلت فى عصره القيم والمبادئ والأخلاق السامية.. بمعايير الاستغلال والنهب والسرقة.. فكيف يستعيد المجتمع ذاته من جديد ؟
فالشعب المصرى لم يفقد الثقة فى الله سبحانه وتعالى.. ولم يفقد الثقة فى إمكانية التغيير.. الشعب قام بثورتين لأن لديه ثقة فى المستقبل والعدالة.. الشعب المصرى فقد الثقة فى الحاكم المستغل.. والثورة قامت ليستعيد الشعب المصرى ذاته الحقيقية.. البناءة عن طريق إسقاط النظام السابق.
ونتساءل: هل تغيرت أخلاق المصرى؟ نعم فأصبحت هناك فوضى ضارية فى وسائل المواصلات وأصبح مصطلح (البقاء للأقوى) هو الذى يحكمنا.
فأخذت تسوء الأحوال أكثر فأكثر حتى شهدت هذه الفترة عملية تجريف كامل لكل مقدرات مصر.. قام فيها نظام مبارك ببيع القطاع العام وكسبوا أموالا طائلة من وراء ذلك.. باعوا أراضى الدولة.. نهبوا البنوك بالاستيلاء على مليارات الجنيهات بالقروض، وانهار التعليم.. وانهارت الصحة والمواصلات.. كنتاج للفساد.. المنتشر فى كل مكان، وأدى ذلك.. إلى ازدياد الفجوة بين الفقراء.. والأغنياء فأصبح 40٪ من المصريين تحت خط الفقر، 90٪ يحصلون على نسبة ضئيلة من حقوقهم، و5٪ يحصلون على كل شىء.. وهنا حدث الانقسام الحاد الذى لم يكن موجودا من قبل.. ترتبت عليه تأثيرات سيئة على مصر وبشكل خاص على الإنسان المصرى.. فمن الطبيعى أن أى شخصية هى نتاج للظروف الاجتماعية التى يعيش فيها.. والظروف تخرج من الإنسان أجمل ما فيه.. وأيضا أسوأ ما فيه.
وأضاف: إن نظام مبارك وعصابته ثم شللية الإخوان أفرزت أسوأ ما فى الإنسان المصرى.
وسألته هل يعنى ذلك انعدام القيم الإيجابية لدى المصريين؟
فرد بالطبع لا يمكن القول بذلك، فكل قيمة توجد فى المجتمع ومعها نقيضها فى نفس الوقت وعلى ذلك فالمجتمع المصرى لا يعدم الآن، ولم يعدم أبدا، قيما إيجابية بناءة ومحفزة على التقدم والارتقاء، ونستطيع أن نجد تجسيدا لها فى سلوكيات أفراد وجماعات فى مختلف قطاعات الحياة فى مصر، وعلينا تشجيع هذه القيم وتدعيمها ونشرها بكل السبل، غير أن هذه المهمة ليست سهلة، خاصة فى ظل منظومة القيم السائدة التى تجد دعما كبيرا من قطاعات فى المجتمع تتمتع بالقوة والنفوذ والثروة، بل إنها تتحكم فى الظروف المعيشية اليومية التى تكرس لهذه القيم وتدعمها.
ولقد قمت بعمل دراسة للفترة من بين 25 يناير وحتى 11 فبراير وحللت الموقف وأسميتها «مجتمع التحرير مصر الفاضلة»، ورأيت أن مجتمعنا المصرى هو المدينة الفاضلة، ففيه المساواة بين الرجل والمرأة وفيه تكامل فيه الروح الجماعية، الكل يتقاسم كل شىء مع بعضهم.. الطعام.. والعالم كله رصد فيلما تسجيليا كان عنوانه «الثورة الضاحكة»، رصدوا سلوكيات المصريين فى ميدان التحرير.. والذى تم عمل مسرح وطرب وثقافة.. وأيضا أقاموا متحفا عرضوا فيه غنائم موقعة الجمل.. وخرج الشباب لتنظيف الميدان.. ودهان الأرصفة.. هذا هو المعدن الحقيقى للإنسان المصرى الذى تجمعت قوى الشر الداخلية والخارجية تحاول أن تجهض ثورته.
وأضاف أن الأزمات المتعددة التى يعانى منها المجتمع سواء فى السكن أو المواصلات أو الصحة أو الغلاء الفاحش أو انهيار المرافق والخدمات العامة، كلها تمثل ضغوطا مدمرة على الإنسان المصرى، الذى لا يجد أمامه- فى ظل تخلى الدولة عن العديد من أدوارها الأساسية- سوى اللجوء إلى الحلول الفردية الذاتية لمواجهة هذه الأزمات التى لا يتحمل هو مسئولية حدوثها، وهكذا تتحول الأزمة من قضية عامة يمكن أن يشارك جميع المواطنين فى حلها فى ظل خطة قومية شاملة تضعها الدولة إلى مشكلة خاصة فردية على كل مواطن أن يحلها بطريقته الخاصة، وكل هذه الضغوط تضعف من القيم الإيجابية الداعية للعطاء للمجتمع وتدعم بدلا منها الأنانية والفردية وتزيد من شعور الفرد بالاغتراب عن مجتمعه، وتجعل من العسير جدا على الناس الاستمرار فى التمسك بالقيم الإيجابية، وتخلق بيئة مناسبة لظهور الفساد وانتشاره، مما يفاقم من أزمات المجتمع ولا يحلها.
وقال: إن التفاوت الطبقى الذى كان موجودا قبل ثورة يوليو لم يكن يقسم المجتمع مكانيا واجتماعيا كما هو حاصل الآن، فقديما كان الفقراء والأغنياء يتعايشون سويا ويتفاعلون معا بإيجابية، ولم تكن الزمالك مثلا معزولة بأسوار عن سكان بولاق تمنعهم من دخولها، أما الآن فالأغنياء أصبحوا يعزلون أنفسهم مكانيا فى مجتمعات مغلقة خاصة بهم لا يدخلها غيرهم، وأصبح هناك استقطاب مكانى حاد بين فئات المجتمع، كما أنه قديما لم يكن الثراء بهذه الدرجة من الاستفزاز الفاحش والتى تظهر فى سلوكيات الأغنياء ويراها الفقراء سواء من خلال وسائل الإعلام التى تتناقل حياة القصور والفيلات، أو حتى فى الشوارع العامة والحياة اليومية، قديما لم يكن الفقراء يعرفون الكثير عن حياة الأغنياء الخاصة، كما كان الأغنياء حريصين على عدم استثارة الغيرة والحقد الطبقى لدى الفقراء، أما الآن فزيادة وعى العامة ومعلوماتهم عن تفاصيل الحياة الخاصة للأغنياء خلقت المزيد من الحقد الطبقى والتطلعات المحمومة نحو هذه الحياة المترفة الناعمة.
أما الدكتورة فادية أبوشهبة أستاذ القانون الجنائى ورئيس قسم بحوث المعاملة الجنائية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية فترى أن هناك خللا أصاب أخلاقيات المصريين مما تسبب فى ارتفاع معدلات الجريمة وأشاع الفقر والبطالة والمخدرات، مؤكدة أن ظاهرة البلطجة فى مصر ليست مرتبطة بحالة الانفلات الأمنى التى أعقبت ثورة يناير، فهى ظاهرة وجدت من قبل فى المجتمع المصرى، وإن مرت بتحولات وتطورات كثيرة، ربما كان أكثرها وضوحا ما ارتبط بالفترة التالية على الثورة، ورغم قدم هذه الظاهرة فى مصر، فإن الدراسات التى اهتمت بدراستها وتحليلها محدودة، ومنها دراسة د.فادية والتى انتهت إلى أن نحو 50٪ من البلطجية تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، وهو ما يعنى أنها ظاهرة تجذب من هم فى سن المراهقة والمراحل الأولى من الشباب، كما انتهت إلى أن ثلثى هؤلاء البلطجية من الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، أى أن هناك علاقات عكسية بين درجة التعليم والميل للقيام بأعمال البلطجة.
وانتهت الدراسة كذلك إلى أن النشاط الإجرامى الأساسى للعينة التى تمت دراستها هو السرقة بالإكراه بنسبة 81٪، ثم الاتجار بالمخدرات بنسبة 72٪.
وقالت إن هناك العديد من المتغيرات التى غيرت فى سلوك المصريين فلم تعد الأسرة هى الوحيدة التى تشكل الوعى الإنسانى، وإنما الإنترنت والفيس بوك أصبحت مصادر تنشئة بديلة عن الأسرة، مؤكدة أننا نعيش فوضى مجتمعية يغيب عنها القانون والذى يحكمها هو الأقوى.