من الصعب أن تجد رجلا يحترف تشويه تاريخه فى نهاية عمره بهذه الطريقة، إلا لو كانت إرادة القدر ليكشف حقيقة هذا المدعى الذى خدع البعض طيلة هذه السنوات، نتحدث عن د. أحمد كمال أبوالمجد الذى يعرف نفسه بصفته القانونى، لكننا نعرفه على أنه رجل كل العصور وكل التيارات، من عبدالناصر وصولا إلى مرسى! «أبوالمجد» تولى منصب رئيس منظمة الشباب الاشتراكى فى عصر عبدالناصر ووزيرا للإعلام فى عهد السادات، وذلك على الرغم من إزاحة جميع القيادات الاشتراكية من مناصبها، وفى عهد مبارك ظل قريبا من القصر الجمهورى وتولى القيادة الفعلية للمجلس القومى لحقوق الإنسان! وتولى مهام مختلفة سرية ومعلنة، أبرزها فكرة الدبلوماسية الشعبية وقت القبض على بعض من جماعة الإخوان فى الكويت وكان مسئول التشاور عن هذا الملف مع بعض القيادات الإخوانية ومن بينها ثروت الخرباوى.
كان من المقربين لسوزان مبارك، حيث كان يشغل منصب مستشار المجلس القومى للمرأة، وعضو مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، ويروى عنه الدكتور مصطفى الفقى أنه كان رئيسا لجماعة حاولت التوفيق بين ثورة 25 يناير ونظام مبارك خلال فترة الثورة التى امتدت 18 يوما، والتى كانت تعقد اجتماعاتها فى جريدة «الشروق» التى يمتلكها زوج ابنته إبراهيم المعلم، أما فى فترة المجلس العسكرى فهو لم يختلف مع المجلس فى سياسته عقب الإطاحة بمبارك.
وتولى العديد من المناصب من بينها مديرا لمكتب «بيتر آند ماكنزى» اليهودى بالقاهرة، والذى تسبب فى ضياع مئات المليارات على شعب مصر، من خلال عمليات خصخصة مشبوهة وبيع متعمد لشركات القطاع العام، فضلا عن حماية أصول وأموال عدد من أبرز رجال النظام السابق!
وهذا المكتب تولى الدفاع عن مصر فى 33 قضية خسرتها القاهرة كلها!
كمال أبوالمجد أحد الشركاء الرئيسيين فى هذا المكتب، فضلا عن أنه يعمل مستشارا مع كريستين لاجارد فى صندوق النقد الدولى منذ سنوات، وهو أيضا المحامى بالنقض والمفكر الإسلامى وعضو المجلس الاستشارى وقت المجلس العسكرى، ورئيس مجلس إدارة شركة المصريين العاملين بالخارج ورئيس مجلس إدارة أكثر من عشر شركات مصرية وعضو مؤسس فى مكتبة الإسكندرية.
وفى تقرير ل «الواشنطن بوست» أعرق وأقدم الجرائد العالمية فى تسريب عن وثائق ويكيليكس فى 21/11/2011 أفاد أن هذا المكتب قد تسبب فى خسارة مصر لأكثر من 109 مليارات دولار على مدار ربع قرن بالاشتراك مع المركز المصرى للدراسات الاقتصادية واللذين يمولان من الوكالة الأمريكية للتنمية التابعة ل C.I.A منذ 1992 حتى 2011 بعشرة ملايين دولار سنويا!
«أبوالمجد» الذى يطل علينا الآن بوشاح المصلح الاجتماعى نال ما يستحقه من الإخوان قبل المصريين ردا على مبادرته الإخوانية المشبوهة التى أسماها حوارا وطنيا جادا.
«أبوالمجد» كان ينتمى لجماعة الإخوان، لكنه حدث خلاف بين عبدالناصر وبين الإخوان مما دفعه إلى الاختفاء عن الصورة، لكنه ظل من محبى الجماعة، وله مهمات خاصة يقوم بها بعيدا عن قوانين الجماعة.
ولكن السؤال هنا هو: لماذا جاءت هذه المبادرة من أبوالمجد فى الوقت الراهن؟ فالشارع المصرى أصبح أكثر دراية ووعيا عن ذى قبل، هل تأتى هذه المبادرة مصادفة للكلام الذى يدور فى الأوساط السياسية حول اجتماع سرى عقد بين عدة شخصيات عامة وبعض كوادر من الإخوان بهدف عودة الجماعة فى ثوب جديد فى الوسط السياسى؟ ويذكر أن من بين الشخصيات التى حضرت هذا الاجتماع أبوالمجد وإبراهيم المعلم وعادل المعلم وأعضاء من حركة «إخوان بلا عنف» و«أحرار الإخوان» وإسلام الكتاتنى ابن أخى وسعد الكتاتنى لطرح فكرة تأسيس حزب سياسى لكى يسهل ترشيح «العوا» رئيسا للجمهورية.