قنابل سينمائية موقوتة داخل الرقابة على المصنفات تنتظر الانفجار، أغلبها تجمد فى عهد كل من «سيد خطاب» و«عبدالستار فتحى» الرقيبين السابقين وتترقب الاستئناف فى عهد الرقيب الجديد المخرج «أحمد عواض» والذى تولى الحقيبة الرقابية الأسبوع الماضى، ويأمل البعض فيه خيراً عما سبقوه فى التخلى عن وضع العراقيل وإعلاء سقف الإبداع.. روزاليوسف تكشف الستار عن بعض السيناريوهات التى مازالت حبيسة الرقابة داخل صندوق يشار له بعلامة « X» باللون الأحمر. السيناريوهات التى تواجه ما يشبه الاعتقال بسبب رفض الرقابة لمحتواها الجرىء والصادم ولاقتحامها من قضايا حساسة.
وحصيلتها حتى الآن 5 أفلام، فيلم الرحيل بطولة «محمود حميدة» و«يسرا اللوزى» و«مريم حسن» وتأليف وإخراج «هشام العيسوى» وهو نفسه مؤلف فيلم «الخروج من القاهرة» الذى أثار ضجة العام الماضى.
يفتح «الرحيل» ملف أسرة مسيحية مصرية مكونة من أب وأم وفتاة كبرى وأخرى صغرى مستعرضاً تحول الفتاة الكبرى وانحرافها لتصبح فتاة ليل، وتحاول توريط شقيقتها فى علاقة محرمة بموافقة أبيها الذى يضحى بأى شىء من أجل الحصول على الأموال التى ينفقها على القمار، ولكن الفيلم قوبل بالرفض التام، بحجة أنه مسىء إلى الأسرة المسيحية المصرية.
الرقباء اعترضوا على 6 مشاهد صارخة وهى أبرزها: يجمع بين «مريم» وأحد الرجال ممن تتواعد معهم فى صورة صارخة وهى ترتدى بدلة سوداء جلد وبيدها كرباك تضرب به الرجل مع بعض الإيحاءات الجنسية المثيرة.
المشهد الثانى: يجمع بين «محمود حميدة» والذى يجسد دور الأب و«مريم» والتى تجسد دور الابنة الصغرى فى حوار ساخن.. مريم: ما أنت كل يوم بتأخد منى فلوس من شقايا وتعبى ارحمنى بقى.
محمود: ليه هو انتى أصلاً بتتعبى فى إيه ده انتى حتى بقالك كام يوم قاعدة من الشغل. مريم أصل عندى «الدورة» هتنيل إزاى وأنزل.
محمود: آه قولتيلى.. أهى الدورة دى اللى مبوظة الموسم بتاعنا.
المشهد الثالث: يجمع بين «مريم» وشقيقتها «يسرا» التى تحاول فيه «مريم» وضع مخدر لشقيقتها حتى يستطيع والدها «اغتصابها».
المشهد الرابع: يجمع بين «محمود» و«مريم» وهو يتفق مع ابنته للذهاب إلى رجل صديقه طلب فتاة تقضى معه ليلة ورشحتها له وأخذ منه 1000 دولار ويمكن يدفع أكتر.
ومن تشويه الأقباط إلى الإساءة إلى الدين الإسلامى من وجهة نظر الرقباء فى فيلم «تحت النقاب» والذى تم تعديله إلى «خلف الستار» من تأليف «على عبدالغنى» وإخراج «على رجب» والمرشح لبطولته «غادة عبدالرازق» و«رانيا يوسف» و«نهى العمروسى»، لأنه يناقش قضية حساسة، من خلال قصة سيدة ترتدى النقاب كغطاء لها فى إدارة شبكة منافية للآداب، ولكن الفيلم سبق ورفض من الرقابة فى فترة تولى «على أبوشادى» كما رفض أيضا بعد عرضه على لجنة التظلمات وقد قام المؤلفون بعرض سيناريو الفيلم مرة أخرى على د.«سيد خطاب» ومن بعده «عبدالستار فتحى» ولكنه رفض بحجة أنه يسىء للدين الإسلامى ويتنافى مع قيم وأخلاقيات المجتمع وتدور الأحداث حول شخصية «نجوى» و«منة» و«ابتسام» وحصيلة المشاهد التى تم الاعتراض عليها هى 10 مشاهد أبرزها.
يجمع بين البطلة والتى تجسد شخصية «نجوى» وهى تحاول أن تعطى دروساً لبعض الفتيات فى كيفية معاملة الزبائن والتى احتوى فيها الحوار على بعض الإيحاءات والألفاظ الجنسية. فيلم «خايف موت» هو ثالث الأفلام التى عانت من رفض الرقابة لها من عام 2008 وهو قصة وبطولة «أحمد عيد» وسيناريو وحوار «فيصل عبدالصمد».
الفيلم يناقش تعذيب المصريين داخل أقسام الشرطة وقد حصلت «روزاليوسف» على مشاهد من السيناريو من الممكن أن تثير جدلا عند عرضه على الشاشة.
النسخة الأولى والتى قدمت قبل الثورة وصفت ضباط الشرطة وبالأخص فى جهاز أمن الدولة بأنهم «قوادين» من خلال بعض المشاهد التى حصلنا عليها.. يلخص هذا المعنى مشهد يجمع بين ضابط وفتاة ليل يحاول فيه الضابط الاتفاق معها بالتعرف على شخصية مهمة فى الدولة للإيقاع به والتصوير معه لفضحه ويحمل المشهد العديد من الألفاظ الخادشة فى حوار الضابط مع الفتاة.
النسخة المعدلة والتى تم تقديمها أغسطس 2012 كان هناك اعتراض من الرقابة على 4 مشاهد لابد من حذفها بخلاف ال 3 مشاهد السابقة.
أبرزها مشهد تواجد ضابط فى لجنة بالشارع حتى تقف سيارة بها فتاة من المفترض أنها شقيقة «أحمد عيد» بالفيلم فيطلب منها رخصة القيادة محاولاً التحرش بها وملامسة جزء حساس من جسدها.
فيلم «مؤذن الكيت كات» من الأعمال المؤجلة لاعتراض الرقابة على بعض تفاصيله، وكان مرشحاً لبطولته المطرب «سامى يوسف» و«أحمد راتب» و«عمر الشريف» ومن إنتاج وإخراج «منير راضى» ومن تأليف مؤلف فرنسى وهو مأخوذ عن قصة فرنسية شهيرة بنفس الاسم وهو من الأعمال الشائكة سياسياً ودينياً، من خلال مناقشته لقصة شيخ وداعية إسلامى ومؤذن طيب الخلق ووسيم الشكل، يبدأ بأن يكون مؤذناً فى منطقة شعبية بمصر وهى «الكيت كات»، ويذيع صيته ويصبح أشهر مؤذن فى العالم، ويقوم بتحريك مشاعر المسلمين بإقامة مسيرة تبدأ من مصر لتحرير القدس.
وتبعث أمريكا وبريطانيا مندوبى سفارتيهما فى مصر لمراقبة خطوات المؤذن ليجدا خطأً فى حياته لكنهما لا ينجحان، إلى أن يتهماه بالشذوذ، وتتفرق الأمة الإسلامية بين معارض ومؤيد، وتتوقف مسيرة تحرير القدس حتى يقتل المؤذن.
رغم أن محتوى الفيلم يشير إلى قبل ثورة يناير وتحريك مسيرات تطالب بتحرير القدس، بالإضافة إلى اقتراب الأحداث بالعام الماضى وما حدث فى عهد الإخوان المسلمين والفكر الإسلامى الذى تحدث مراراً عن تحرير القدس بشعار «للقدس رايحين شهداء بالملايين» بعض المشاهد التى يحتوى عليها الفيلم تؤكد ما كان سيحدث فى هذا العام، خاصة أن السيناريو قدم للرقابة قبل تولى الإخوان ب 5 سنوات.
روزاليوسف توجهت إلى رئيس الرقابة الجديد المخرج أحمد عواض ليتحدث عن مصير هذه الأعمال التى يرى مؤلفوها أنها واجهت تعنتا رقابيا، فقال: سوف أتعامل مع هذه الأعمال وفقا للتقاليد الرقابية والفنية فى حالة تقديمها مرة أخرى وهذا هو حق طبيعى لأصحابها وإذا رأى الرقباء استحالة إجازتها سوف أعتمد رفضها بعد إقناع أصحابها بوجهة نظر الرقباء.