يشهد جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أكبر مواجهة فى تاريخه فى عهد قيادته الحالية، حيث يصطدم فى الموسم الصيفى القادم بمأزق تمرير 5 أفلام تتراوح موضوعاتها ما بين ملف «زنى المحارم»، «الشذوذ الجنسى»، «الخيانة الزوجية»، حتى «تجارة المخدرات» وهو أكبر عدد من الأفلام المقدمة ليس فقط فى تاريخ الرقابة بل السينما المصرية.الرقابة أمام عناد صناعها لم تجد سوى وضع لافتة «للكبار فقط» التى كانت فى الغالب توضعها فى فترات متباعدة خلال الفترة الماضية وبالتالى دخول الجهاز الرقابى فى اختبار صعب أمام تربص التيارات الإسلامية بالأعمال الفنية. قائمة الأفلام تضم «الجرسونيرة» الذى تقوم ببطولته «غادة عبدالرازق» مع «منذر ريحانة» و«نضال الشافعى» ويتناول أزمات الخيانة الزوجية وهروب الأزواج من مؤسسة الأسرة إلى أوكار الرذيلة، وقصته تتناول محنة رجلين يملان من الروتين اليومى فى حياتهما الزوجية ليجدا لنفسهما مخرجا آخر وهو التعرف على إحدى فتيات الليل لتقوم بدور العشيقة، وهى «غادة عبدالرازق» أو الملكة كما يطلقون عليها ورغم أنها طلبت من مخرجه عدم اللجوء إلى المشاهد الجريئة للابتعاد عن المشاكل والهجوم المتوقع ضدها، فإن الأحداث نفسها تقول عكس ذلك،تلخص قضية الفيلم هذه المشكلة عبارة على لسان منذر ريحانة حسبما جاء فى السيناريو ل«غادة» «بحس أن مراتى واحد صحبى».
الرقابة من جانبها طلبت حذف «4» مشاهد هى: الأول مشهد ل«غادة» وهى بقميص نوم وتنتظر دخول الزبون «منذر» ورأى الرقباء أنه مخل ومباشر.الثانى لمشاجرة بين «منذر» و«نضال» للفوز بالملكة وهو لقبها فى الفيلم والذى احتوى فى مضمونه على إيحاءات وعبارات خارجة مثل «أنا نمت معها أكتر منك»، «مش كل واحد دخل وخرج على الملكة أثبت أنه دكر»، و«الستات كلها زى الطماطم الحمضانة تقرف تأكل منها».الثالث مشهد يقوم فيه «نضال» بالتعدى بالضرب على «غادة» ويمزق ملابسها مما يظهر الجزء العلوى من جسدها لذلك طالبت الرقابة بتعديله.المشهد الرابع، والذى رفضه الرقباء بالإجماع وطالبوا بحذفه دون إجراء تعديل عليه هو ارتداء «غادة» لبدلة رقص بينما يظهر فى المشهد كما هو مكتوب فى السيناريو «زبون» وهى تذكر الله فى سرها نادمة على ما تفعله واعتبره الرقباء إساءة للدين الإسلامى وابتذالا.
مخرج «جرسونيرة» «هانى جرجس فوزى» قال لنا: إن الفيلم يناقش قضايا ومشكلات تمر على حياتنا اليومية وأنه فى مرحلة المونتاج لتجهيزه للعرض فى عيد الفطر القادم وتأخير توقيت عرضه حسبما قال أيضاً لارتباك السوق السينمائية نتيجة الأحداث السياسية التى لا تتوقف.غادة قالت لنا إن فيلم «الجرسونيرة» يكشف نوعا آخر من النساء اللاتى ينتقمن من ظروفهن الاجتماعية بعد أن فقدن الأمل فى أن يصبحن زوجات محترمات وتكوين أسرة لتكون الزوجة هى الأداة فى خراب معظم البيوت.الفيلم الثانى «الصمت»، أو «زنا المحارم» وهو الاسم المباشر الذى اختارته المخرجة «إيناس الدغيدى».
«الصمت» المأخوذ عن رواية لمؤلفة تونسية وكتب له السيناريو والحوار د. رفيق الصبان وخاض جولات رقابية متعددة فى عهد الرئيس السابق لها «سيد خطاب» بسبب الاعتراض على المشاهد الصادمة التى يتناولها السيناريو ليتم حذف 15 مشهدا منها.. مشهد يدخل فيه الأب على ابنته ليتحسس جسدها ممارساً سلوكيات شاذة فى نفس الوقت، وآخر مشهد يظهر الأب فيه وهى يعتدى على ابنته لتظهر أمامه عارية وأخيراً مشهد يجمع فيه الأب مع ابنتيه لمعاشرتهما جنسياً كل هذا دفع الرقابة لرفض سيناريو «زنى المحارم» فى عهد «خطاب» ليحصل على الموافقة فى عهد «عبدالستار» بثوبه الجديد بعد تغير اسم الفيلم «زنا المحارم» إلى اسم آخر والالتزام باسمه فى الرواية وتعديل 7 مشاهد أغلبها خاصة بالأب ليكون هناك جانب نفسى مأسوى جعله يقدم على هذه الجريمة فى اغتصاب ابنته.. خصوصًا على خلفية حدوث انفراجة إنتاجية له كانت تمثل عقبة أمام تصويره إلى جانب الهلاوس الرقابية.
«إيناس الدغيدى» قالت إن الفيلم يرصد واقعا مأساويا تعيشه أغلب الفتيات دون أن تبوح به لأحد، خوفًا من نظرة المجتمع لها أو الحكم عليها بالإعدام لتشويه صورة والدها. «نيللى كريم» البطلة المرشحة للبطولة أضافت: إن الفيلم صادم للمجتمع وسوف يزعج شريحة كبيرة من الجمهور ولكن لابد من خوض التجربة التى تشبه تجربتها فى فيلمها «876» الذى ناقش قضية التحرش الجنسى، مؤكدة أن جسد المرأة لا يمكن العبث به لمجرد إشباع غرائز حيوانية وهذا ما يلمسه فيلم «الصمت» الذى يؤكد أن هناك أباء مرضى لا يستحقون الحياة أو النظر بعين الشفقة.
الفيلم الثالث فإن عنوانه يكشف أهدافه وهو يحمل عنوان «للكبار فقط» يناقش أيضا قضية «زنا المحارم» ولكن بصورة مختلفة عن فيلم «الصمت» ليدور حول رجل فى الخمسينيات من عمره، يؤدى دوره «محمود حميدة» يقيم علاقة مع ابنة زوجته القاصر التى تلعب دورها «غادة عبدالرازق» بعد وفاة والدتها حيث كان قد تزوج الأم للوصول إلى الابنة تجسيد لمعاناته من المرض النفسى وعقدة منذ أن كان صغيرًا، وعندما ارتبط بطفلة تبلغ من العمر 13 عامًا وتجمدت مشاعره عن هذه السن.
جهاز الرقابة قرر حذف (3) مشاهد وصفها الرقباء بأنها خارجة عن النص العام للسيناريو، الأول وهو دخول «محمود حميدة» على «غادة» فى غرفة نومها لاختيار فستان لها للسهرة معه فى إحدى الفنادق فيقوم بمساعدتها فى خلع ملابسها، وإن كان المشهد غير صريح على الشاشة إلا أن الرقابة اعترضت عليه.المشهد الثانى أثناء تذكر «حميدة» لماضيه، وهو فى ال13 من عمره ليكون المشهد بين طفل وطفلة وهما يتبادلان القبلات تحت بير السلم وجاء اعتراض الرقابة عليه لأنه لا يناسب قيم وأخلاقيات المجتمع.
أما المشهد الثالث فترتدى فيه «غادة» ملابس المدرسة لكونها بالصف الثالث الثانوى عبارة عن جيب قصير وقميص مفتوح، مما لا يتناسب مع مكان يتلقى فيه العلم حسب تقدير الرقباء.الفيلم الرابع «أسرار عائلية» ويسير على نفس الألغام حيث يناقش الشذوذ، ومأخوذ من قصة حقيقية مازال ينتظر الموافقة من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية إذا تم التعديل فى (13) مشهدا أجازتهما لجنة المتابعة بالرقابة.
الفيلم تدور أحداثه حول شاب يبلغ من العمر (23) سنة ظل يمارس الشذوذ مع نفس نوعه على مدار 10 سنوات ليقرر التعافى من هذا المرض اللعين من خلال دخول مصحة نفسية ليرى أن هناك كثيرًا يعانون من نفس الحالة.اعترض على بعض المشاهد التى وصلت إلى 13 مشهدا وطلبت تعديلهما كانت أبرزهما مشهد يظهر فيه البطل مجتمع مع أحد أصدقائه فى منزله يرتدون فيها 4 من أصدقائه قمصان نوم ويقوم هو بإقامة علاقة جنسية معهم على اعتبارهم فتيات ليل.
المشهد الثانى وهو تواجد البطل فى المصحة النفسية ليدخل عليه الطبيب ليتم تسليط عدسة الكاميرا على الجزء السفلى من جسده.الثالث هو الأسلوب الذى يتبعه أحد الأطباء مع المرضى وهو فكرة إقامة علاقات جنسية مع سيدات من خلال تجنيد الممرضات للقيام بذلك.«هانى فوزى» مؤلف الفيلم ومخرجه أيضا قال: إن الفيلم يرصد حالة فريدة من نوعها، ومأخوذة من واقعة حقيقية ومن هنا تستقى أهميتها وطرحها على الشاشة ولهذا قررت أن يكون أول تجربة احترافية لى.
أخيرًا فيلم «البرنسيسة» ل«علا غانم» التى قالت إنه يرصد تجارة المخدرات من خلال راقصة فى الملاهى الليلية وتورط بعض رجال الأعمال من جنسيات مختلفة معها من خلال إطار تشويقى ومثير.الفيلم يشارك فى بطولته «راندا البحيرى» و«شمس» و«حسام فارس» و«ضياء الميرغنى».وقد حصل على موافقة الرقابة بعد تعديل مشهدين لها وهى ترتدى فيهما بدلة رقص اعتبرهما الرقباء المشهد الذى يظهر فيه يتضمنان حوارا سوقيا.