كنا دائما نناشد الأزهر الشريف بضرورة إطلاق قناة فضائية باسمه تنشر الفكر الوسطى المعتدل للإسلام وترد على الافتراءات وتحارب وتواجه التطرف والإرهاب. وأخيرا ظهرت القناة فى بث تجريبى لها الذى أتمنى ألا يطول، فقد أصبحنا فى أمس الحاجة لإصلاح ما تم إفساده وغسيل تلك الأفكار المسمومة التى ظلت القنوات الدينية على مدار أكثر من عام تبثها فى عقول الشباب والكبار والصغار يوميا ولساعات متأخرة من الليل دون رقابة أو محاسبة.
ولقناة الأزهر الفضائية أهمية كبيرة خاصة فى ذلك الوقت الذى تمر به البلاد للتصدى لما يحاك بنا من مؤامرات داخلية وخارجية دينية وغير دينية، والتى كان آخرها ما كشف عنه مجمع البحوث الإسلامية من تداول مستخدمى الهواتف النقالة الحديثة نسخة محرفة من القرآن الكريم وظهور نسخة محرفة أخرى على الإنترنت وعلى بعض التطبيقات التكنولوجية الحديثة ورغم تحذير الأزهر الشريف من استخدام تلك النسخ المحرفة للقرآن الكريم وأنه سيقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن ينال من الإسلام أو يحاول تحريف القرآن الكريم بالزيادة أو النقصان أو التبديل فإن هذا التحذير لا يكفى وإنما ينبغى على الأزهر الشريف أن يقوم بعمل خطة متكاملة للبرامج التى سيتم بثها فى هذه الفضائية الأزهرية، بحيث تتناسب مع الفكر الحديث وتحمل فى طياتها فكر الأزهر الوسطى المعتدل وتصل لعقول الشباب بأسلوب مقنع وبسيط حتى تستطيع مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة والتصدى لشحن عقول الشباب بأفكار مغلوطة عن الإسلام، فالقناة لابد أن تكون بمثابة المرجعية التى يرجع الناس إليها فى أمور دينهم ودنياهم.
ويجب على الأزهر الشريف أن يقوم بعمل موقع خاص به يبث من خلاله نسخًا صحيحة من القرآن الكريم تكون مرجعا لكل من يريد القراءة وأن يقوم بالإعلان عن المواقع التى تلجأ إلى تحريف القرآن الكريم لتوعية الناس بها واتخاذ الإجراءات لمحاسبة المسئولين عنها.