قال: د. عبدالناصر حسن رئيس الهيئة العامة للكتاب أن تدهور التعليم المصرى هو السبب الأساسى فى جميع المشاكل التى تعانى منها مصر اقتصادية وسياسية، مؤكداً ضرورة تطوير التعليم لتحقق الأهداف الاستراتيجية الوطنية واستكمال العمل الإصلاحى وألقى عبدالناصر اللوم على المجتمع المصرى بقياداته وهيئاته عن الحال الذى وصل إليه التعليم والذى من شأنه أن يستدعى حالة تطهير عامة. واستطرد د. كمال مغيث الخبير التربوى الحديث حول تدهور التعليم وعلاقته بالبناء الثقافى وكيفية تحقيق أهداف استراتيجية من خلال عناصر التعليم المكونة من المرسل والمتلقى والرسالة التعليمية خلال ندوة دار الكتب التى عقدت الأسبوع الماضى، قائلاً: إن الثقافة عبارة عن أفراد وجماعات محملون بقيم وعادات وتقاليد وانساق اجتماعية تعيش فى تفاعل دائم مؤكداً أهمية تميزتلك الثقافة بالاستعداد التام لتقبل كل ما هو جديد فى ضوء الثورة التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعى ك«facebook» و «twitter» كما ينبغى أن تتميز بإشاعة السلام الاجتماعى والقبول والمصداقية لدى المجتمع وأضاف د. مغيث أن البناء الثقافى بعد ثورة يناير 2011 قد تغير كثيراً، فانشرت مصطلحات سياسية جديدة مثل «الثورة» الحرية بعيداً عن المصطلحات التى دامت من قبل لسنوات طويلة ك «التوريث» و «الفساد» مؤكداً أن ثورة 25يناير كانت ضد الاستبداد أما 30 يونيو ثورة ثقافية ضد هيمنة الفكر الإرهابى واستغلال الدين فى السياسة.وأوضح مغيث أن الشعب المصرى فى ضوء البناء الثقافى المغاير بعد الثورة قد أعلن رفضه للاستبداد أو الحكم عن طريق المتاجر بالدين، ولكنه حتى الآن لم يعلم ماذا يريد مما يستدعى جهدًا ثقافيًا آخر، قد يتضح هذا الجهد من خلال الرايات الأربع للثقافة وهى النهضة «تحرير الوطن» تحديث المجتمع، تعقيل الفكر، وأخيراً توحيد الأمة، مضيفاً أن للتعليم عدة أهداف لخدمة تلك الثقافة.. وذلك من خلال إعداد الإنسان للمواطنة والثقافة من خلال استقبال كل ما هو جديد، والإعداد للعلم والرؤى العلمية من خلال البحث عن أسباب الأشياء، والإعداد لمهنة من المهن.
وأكد مغيث أن التعليم فى مصر لا يلبى طموحات التطور والنهضة لأنه تعليم رخيص لؤدى إلى تقديم المعلم لأقل قدر من المعلومات، كما يعتبر تعليم «كهنوت» صادر من السلطة العليا لحق مواطن «آمن» لا يعارض ولا يثور فكتب التاريخ هى عبارة عن منشورات حكومية لمادة دراسية، والدين فى المدرسة دعاية للتعصب بدلاً من التسامح.
شدد مغيث على وجوب تغيير نسق التعليم فى مصر حتى يتوافق مع ثورة يناير العظيمة، من خلال توفير ميزانية عادلة للتعليم، وإعطاء المعلمين كافة حقوقهم التى تؤهلهم لإعداد أجيال متطورة، وتحقيق الإنساق بين الأسرة والمدرسةوتغيير نمط الحفظ فى المدارس حتى يصبح الهدف من التعليم هو التطور والتثقيف وليس مجرد التلقين واجتياز الامتحان.