ينسى السيد غير الطيب «أردوغان» - رئيس وزراء تركيا - أن التاريخ لايموت والدم لايبرد.. سليل السفاحين يتطاول على مصر، متجاهلا أن بيته من زجاج وأن هذا الإرهابى عميل المخطط الغربى لتكسير مصر، يحمل فوق ظهره وقلبه وروحه الخربة دماء آلاف الأرمن والآشوريين، الذين أقيم فى بروكسل أوائل الشهر الجارى نصب تذكارى لتذكير العالم بهذه المذبحة والتى نذكر قراءنا بمقتطفات قليلة من تاريخها مطالبين أن توقع مصر على وثيقة ارتكاب تركيا لهذه المجازر فتحرم تركيا من عضوية الاتحاد الأوروبى للأبد، وتحمل العار بختم لايمحى أبدا! القضية بدأت فى عهد السلطان عبدالحميد الثانى، حيث ادعت الدولة العثمانية أن روسيا قامت بإثارة الأرمن الروس القاطنين قرب الحدود الروسية العثمانية، فبدأت بتحريضهم وإمدادهم بالمال والسلاح والقيام بتدريبهم فى أراضيها وتشكيل الجمعياتالمسلحة من أمثال - خنجاق - وطاشناق.
الإبادة الجماعية للأرمن فى أعوام 1894-1896 قضت على بضع مئات الآلاف من الأرمن، وجرت فى ثلاثة موجات رئيسية.. الموجة الأولى فى ناحية ريزنى من قضاء ساسونة والثانية فى عدة مناطق من تركيا فى شتاء وخريف عام 1895 والثالثة فى منطقة ريزنى العائدة لمدينة استانبول وآيالة وإن كانت احتجاجات الأرمن هى الحجة للإبادة واحتجاجا على عدم حل مشاكل الأرمن قرر حزب غنتشاكيستى، فى سبتمبر من عام 1895 القيام بمظاهرة كبيرة، ولكن الشرطة قامت بمحاصرة المظاهرة وإطلاق الرصاص عليها، ونتيجة لذلك سقط عشرات الأرمن قتلى والمئات، اعتقلت الشرطة الكثير من الأرمن وقامت بتسليمهم إلى طلاب المدارس الدينية فى استانبول، الذين بدورهم قاموا بضربهم حتى الموت. هذه الحملة استمرت حتى 3 اكتوبر. فى 8 اكتوبر قام مسلمو طربزون بقتل وحرق آلاف الأرمن، هذه الأحداث أصبحت تتواتر فى العديد من مدن شرق تركيا، لتصبح سلسلة من الإبادة الجماعية المنظمة تحت رعاية السلطة العثمانية، حيث تكررت فى محافظات: ارزيرجانه، ارضروم، غوموشخان، بايبورت، اورفه وبيتليسه.
ليس من الممكن إحصاء أعداد القتلى فى مذابح اعوام 1894-1896 ولكن، حتى قبل انتهاء اعمال القتل، قام المبشر اللوثرى يوحنا ليبسيوس، والذى كان فى تركيا فى ذلك الوقت، بجمع أعداد الضحايا من المصادر الألمانية ومصادر أخرى. الإحصائيات التى جمعها تقول: قتل - 88243 وجرح - 546000 القرى التى نهبت 2493 القرى التى أجبرت على الإسلام 456 تهديم الكنائس والأديرة 649 الكنائس والأديرة التى جرى تحويلها إلى جوامع .328
وفى أثناء الحرب العالمية الأولى بدأت مشانق الأرمن العلنية بعد بضع ساعات من توقيع الاتفاقية السرية بين تركيا والمانيا حيث أعلن حزب الاتحاد والترقى التعبئة العامة، بنتيجة ذلك جرى استدعاء كل أرمنى سليم إلى الخدمة العسكرية، الاستدعاء الأول شمل الأشخاص فى الأعمار بين 20-45 سنة والاثنان اللاحقان شملا الأعمار 18-20 و 45-.60 على الفور بعد إعلان الحرب العالمية الأولى وجدت تركيا نفسها مشاركة بعدة جبهات. على الجبهة الروسية الإيرانية رفع من مقدار الانتهاكات ضد قرى الأرمن عدة مرات، إذ بين يناير 1914 وابريل 1915 جرى نهب 4-5 آلاف قرية أرمنية وقتل ما مجموعه 27 ألف أرمنى والكثير من الآشوريين. كما تم سحب السلاح من 100 ألف جندى أرمنى بعد هزيمة تركيا فى معركة سيارقميش مع روسيا فى يناير 1915وتم ذبح بعضهم من الرقبة ودفن البعض الآخر أحياء، الإبادة الجماعية بدأت فى 19 إبريل، عندما جرى قتل 2500 شخص فى محيط مدينة وان وبعد بضعة أيام وصل العدد إلى خمسين ألفا. الهجوم وإن كان نتيجة استفزازات مخططة من أعضاء جمعية الاتحاد والترقى، وهو الأمر الذى اعترف به لاحقا جنرالان تركيان هما إبراهيم عباس وحسان تاشين، وتحت التهديد بالإعدام جرى منع السكان المسلمين من حماية الأرمن.