محافظ أسيوط يكرم أسر الشهداء وقدامى المحاربين في يوم الوفاء (صور)    بدء اجتماع خارجية النواب لمناقشة تعديل قانون فرض رسوم لمبانى وزارة الخارجية بالخارج    محافظ سوهاج يوقف معدية غير مرخصة بالبلينا بعد تداول فيديو لطلاب يستخدمونها    رئيس الوزراء يصدر 9 قرارات مهمة اليوم    انخفاض الأربو، أسعار الكتاكيت والبط اليوم الخميس في بورصة الدواجن    الليلة.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي في مصر وتأخير الساعة 60 دقيقة    14 % تراجعا لمشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثالث من العام الجاري    المشاط: محفظة التعاون الإنمائي لبنك التنمية الأفريقي مع مصر ارتفعت إلى 7.79 مليار دولار    رئيس الوزراء يستقبل نظيره الكويتي بالعاصمة الإدارية الجديدة    محافظ شمال سيناء: لدينا 3 خطوط كبيرة لتقديم الخدمات للمصابين في غزة    نتنياهو: التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة هو "استراتيجي" من الدرجة الأولى    جوارديولا: أنا سعيد من أجل مرموش    تأجيل النطق بالحكم في قضية رمضان صبحي إلى 27 نوفمبر    مجلس الزمالك يصرف دفعة من مستحقات الجهاز الفني    ضبط سيدة تدير نادٍ صحي دون ترخيص لممارسة الأعمال المنافية للآداب بالجيزة    الداخلية تضبط 331 قضية مخدرات و128 قطعة سلاح ناري    رئيس الإدارة المركزية لشئون الامتحانات ووكيل تعليم القاهرة يتفقدان مدارس المستقبل    ضبط 100533 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    إصابة 5 اشخاص إثر انقلاب ملاكي في قنا    المشدد 18 عامًا لسائق و3 عاملين بحوزتهم أسلحة نارية وذخائر بالقليوبية    قصة ولادة المتحف المصري الكبير من الحلم إلى الواقع    موعد ومكان جنازة المصور ماجد هلال المتوفى في حادث بورسعيد    بيان روزاليوسف لن أعمل إلا للأمة !    يوم برج العقرب.. الزمن يعيد نفسه من الملك مينا إلى المتحف الكبير    التأمين الصحي الشامل: الهيئة تحملت 980 ألف جنيه تكلفة علاج مريض ضمور عضلات بالأقصر    «الصحة» تعلن إنجازات تنفيذ التوصية التنمية البشرية قبيل انطلاق مؤتمر«PHDC'25»    محافظ الجيزة يتابع أعمال التجميل والإنارة بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    الزمالك في اختبار مهم أمام البنك الأهلي لاستعادة التوازن في الدوري المصري    تأجيل محاكمة البلوجر أم مكة لتعذر حضورها من محبسها    منتخب مصر يواجه إسبانيا في نصف نهائي بطولة العالم لكرة اليد «ناشئين»    الاتحاد الإسباني يعلق على خلاف يامال وكارفاخال: مجرد لحظة انفعال    الضفة.. مستوطنون إسرائيليون يحرقون مركبتين فلسطينيتين    المستشار الألماني: نرغب بتوسيع شراكتنا الوثيقة مع تركيا    محمد سلام والمخرج حسام حامد والمؤلف أحمد عاطف من كواليس مسلسل كارثة طبيعية    محافظ الغربية يستقبل مفتي الجمهورية لبحث سبل التعاون المشترك    هل يحق للزوج منع زوجته من العمل بعد الزواج؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة قناة السويس تنظم زيارة ميدانية لطلاب مدرسة طلعت حرب الثانوية التجارية    «الصحة»: خطة طبية متكاملة لتأمين احتفالية المتحف المصري الكبير    طريقة عمل طاجن البطاطس بالدجاج| وصفة شهية تجمع الدفء والنكهة الشرقية    توروب يوافق على رحيل أشرف داري في يناير المقبل    الرقابة المالية تلزم شركات التأمين بضوابط لسرعة حسم شكاوى العملاء    توفيق عكاشة: السادات أفشل كل محاولات إشعال الحرب في السودان    الصحة تكشف الخطة الطبية لتأمين احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير    السيسى يوافق على اتفاق تمويل دراسة جدوى امتداد الخط الأول لمترو القاهرة    الصحة النفسية والجسدية: علاقة لا يمكن فصلها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في محافظة قنا    طابور الصباح فى الشرقية يحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. فيديو    قواعد صارمة للدعاية الانتخابية.. مساواة كاملة بين المرشحين ومنع الشعارات الدينية خارج الإطار القانوني    السجن المشدد وغرامة 10 ملايين جنيه عقوبة بيع الآثار خارج مصر    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في الشرقية    "تعاطي المخدرات والاضطرابات النفسية".. التفاصيل الكاملة لإشعال كهربائي شقته بالفيوم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 30اكتوبر 2025فى محافظة المنيا...تعرف عليها بدقه.    صبري فواز يدعو لاستخدام مصطلح «المصريين القدماء» بدلًا من «الفراعنة»    طريقة استخراج جواز سفر مصري 2025.. التفاصيل كاملة    نبيل فهمي: سعيد بخطة وقف إطلاق النار في غزة.. وغير متفائل بتنفيذها    ترامب: كوريا الجنوبية ستدفع 350 مليار دولار مقابل خفض الرسوم الجمركية    بايرن ميونخ يهزم كولن في كأس ألمانيا ويحطم رقم ميلان القياسي    هل يجوز للزوجة التصدق من مال البيت دون علم زوجها؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيد إمام مفتى الجماعات الجهادية وصاحب «المراجعات» فى حوار صادم مع «روزاليوسف»: دولة الإخوان كافرة .. وحمل السلاح فريضة حتى على الراقصة والخمورجى

قاد المئات من الشباب لطريق العنف ثم عاد وحيدا!.. هو لا يسميه عنفا، بل جهادا ضد حكم الطاغوت!

.. فالجهاد عنده واجب على الراقصة و«الخمورجى» لكونهما مسلمين.. فالرقص والخمر - كما يرى - لا يخرجان من الملة، إنما الحكم بغير ما أنزل الله هو ما يفعل ذلك!

وبهذا المنطق، فإن عدم تطبيق الشريعة، يخرج حكام الدولة من «حظيرة الإسلام»، حتى إن وعدوا بذلك!

فى الواقع.. لم يكن سيد إمام مفتى الجماعات الجهادية، أول من ذهب فى هذا الاتجاه.. بل سبقه كثيرون.. هو يقول: لا تفت فى مسألة لم يسبقك إليها إمام.. المجتمع الجاهلى فكرة صكها سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق».. وترعرعت الفكرة على أيدى مفكرى الجماعات الجهادية.. مد سيد إمام الخيط علىاستقامته، فكان حكمه بجاهلية المجتمع، وقوله إننا فى دار كفر بواح!

ورغم أن «إمام» هو صاحب وثيقة ترشيد العمل الجهادى، فإنه لم يتراجع عن العنف نهائيا.. فله فى هذا الأمر - على حد توصيفه - فلسفة خاصة، فضلنا أن ننقلها كما هى دون حجب أو إقصاء - رغم ما تضمنته من عبارات قاسية لم تبق على أحد - فآراء الرجل، قطعا، تؤثر فى قطاع يبذل قصارى جهده - الآن - لحمل السلاح.. ولا يمكن أن نتعامل معها باستخفاف بأى صورة أو شكل من الأشكال.

قلنا ل «إمام»:

لنبدأ منذ تأسيس تنظيم القاعدة وعلاقته بجماعة الجهاد فى مصر؟

فقال لنا : تنظيم القاعدة نشأ فى أفغانستان وباكستان، أما الجماعات الجهادية فنشأت فى مصر فى سرية تامة، ونظرا للملاحقات الأمنية كانت الناس تخاف من بعضها البعض فكانت فى شكل خلايا لا يعرف بعضها بعضا.. وعندما جاءت قضية اغتيال السادات عام 1981 لم تترك السلطات أحدا يفكر بالعمل الجهادى خارج السجن.. هذه الجماعات نشأت فى البداية انطلاقا من فكر جماعة أنصار السنة فى نهاية الستينيات وبداية السبعينيات.. العلاقة بين الجماعات الجهادية وتنظيم القاعدة كانت علاقة تبادل منافع بمعنى توفير مدربين وكوادر تنظيمية وسياسية وهكذا.. بالمقابل أسامة بن لادن يدعم بالأموال.

∎هذا من الناحية التنظيمية.. ماذا عن الناحية الفكرية؟

- تنظيم القاعدة ليس له فكر محدد، بل كان يقوم على شخصية أسامة بن لادن الذى لم يكن يستطيع تجميع سرية واحدة من 30 فردا، تنفذ له ما يريد، فمن كانوا حوله من السعودية كانوا يشاركون معه، فى ال «week end» فقط، يستمرون فى المعسكر يومين إلى أسبوع ثم يغادرون.

∎وكيف نشأ التنظيم الذى أرعب العالم فيما بعد؟

- أردنا أن نربط الناس بالسمع والطاعة كى ننشئ تنظيما، وبالفعل أتى الشيخ أسامة بأبى مصعب السورى وهو رجل عظيم الخبرة بالتنظيمات، فقال لأسامة وقتها: كيف تنشئ تنظيما على السمع والطاعة، وتحصل على البيعة، بدون فكرة واضحة ومنهج محدد معلوم المرجعية الفقهية؟.. ظل يناقش أسامة فى وجود أبى حفص، ورفض أسامة فجاءنى وكان شديد الحزن وعندما سألته، قال: «إن أسامة يريد أن يتعامل معنا كعمال عنده فى الشركة، فبعد نقاش طويل معى قال لى «لو مش عاجبك.. اللى جابك يجيب غيرك»

∎أين كان دور أيمن الظواهرى من هذا؟

- أيمن الظواهرى زميل دراسة فى كلية الطب وربطتنا فى السابق معرفة شخصية، وعندما كنا معا فى باكستان قال لى: وجودك معنا أعفانا من الحرج، فالجماعة الإسلامية تفتخر بأن على رأسها عالما من العلماء وهو الشيخ عمر عبد الرحمن، وأنت معنا.. وهناك إجماع بين الإخوة على قيمتك وعلمك.. أيمن لم ينضم إلى التنظيم إلا فى وقت متأخر.. فمنذ 1998 أنشأ ما سمى بالجبهة العالمية لجهاد اليهود والصليبيين بمشاركة أسامة بن لادن، لكن عناصر جماعة الجهاد رفضوا هذا الأمر وانشقوا عنه فدخل هو بصفته ومعه عدد محدود فى الجبهة، لكنه لم ينضم للقاعدة تنظيميا إلا عام 2001.


هو انضم للقاعدة من باب «شىء أفضل من لا شىء»، لكن لا هو كان يثق فى أسامة ولا العكس، ولم يكن يعلم شيئا عن ترتيبات ما حدث فى سبتمبر .2001

∎ولكن بعد وفاة أسامة بن لادن أصبح التنظيم فى يد الظواهرى؟

- ما بقى من القاعدة بعد أسامة بن لادن تنظيمات محلية وليس تنظيما عالميا، فالقاعدة بالأساس كان مبنيا على سعوديين ويمنيين تابعين لأسامة، وهؤلاء الشباب قدراتهم محدودة.. تصدر بعد ذلك المشهد لأن أغلب قيادات القاعدة إما اعتقلوا فى جوانتنامو أو قتلوا.. إنما هو كشخص غريب على القاعدة.

∎ كيف كانت بداية علاقتك أنت بهم؟

- فى بداية علاقتى بهم قلت لهم أنا طبيب ولدىّ عملى وانشغالاتى وليس لدىِّ وقت ولا قدرة على الأمور التنظيمية مثل استقبال الإخوة وترتيب اللقاءات وما شابه، فقالوا لى: نحن نحتاجك فى النواحى الفقهية فحسب.. أول مرة أرى الشيخ أسامة بن لادن كانت عام 1988 وكان فى أحد المعسكرات وكان مصابا بإعياء شديد، وكان نحيفا جدا فأتى به أبوعبيدة وأنا أعمل فى المستشفى وهو فى حالة إعياء شديد وأجريت عليه فحوصات فعلمت أنه مصاب بمرض السل.

∎ ربما لازمه هذا المرض حتى الموت؟

- لا، فالمرض سهل الشفاء خاصة إذا كان الشخص قادرا ماديا.. وأنا أعطيته نصائح طبية ونظاما غذائيا سار عليه وعندما قابلته فى السودان بعدها كان قد تماثل للشفاء من مرضه.

∎ هل كان له طبيب خاص ؟

- لا.. كان يعتمد على أى من الإخوة الموجودين من تخصصات الطب المختلفة.

∎لماذا لم يقف دورك عند الجوانب الفقهية وتطور للسفر لليمن والسودان وأفغانستان؟

- لم يكن وراء السفر المشاركة فى أمور تنظيمية، لكن ما حدث هو أنه بعد اغتيال السادات لاحقت السلطات كل من فكر فى العمل الجهادى، وعلمت أنى مطلوب فقررت الاختفاء لدى بعض الأصدقاء على أمل أن تخف القبضة الأمنية بعض الشىء، لكن بلا جدوى ومن ثم ففى أول فرصة استطعت فيها السفر سافرت، ففى فبراير 1989 انسحب الروس من أفغانستان، ولكنه ترك أسلحة حديثة فى يد النظام الشيوعى هناك، بالتالى استمر الجهاد ضد الحكومة الشيوعية.. واستمر الجهاد حتى أبريل 1992 وتدخلت الأمم المتحدة لإنهاء القتال هناك، واتفقت مع الحكومة على وقف القتال على أن يغادر أعضاء هذه المجموعات إلى بلدانهم، وبدأت حرب أهلية فى أفغانستان قضت على كل شىء هناك، وبالفعل بدأت عمليات الترحيل إلا لمن يحصل على موافقة من سفارة دولته بالبقاء فى باكستان، وبدأ أغلب المجاهدين العرب فى العودة لبلادهم حينها بدأت ملاحقة العائدين إلى مصر قضائيا فى قضية «العائدون من أفغانستان»، فبدأ التفكير فى السفر لمناطق أخرى، يمكن دخولها بدون تأشيرة فكانت اليمن والسودان.. اليمن فى هذاالوقت كانت مقبلة على الحرب الأهلية هناك ثم الانفصال، فذهبت إلى السودان.

∎ومتى انتهت علاقتك بتنظيم القاعدة تحديدا؟

- علاقتى بتنظيمات الجهاد انتهت فى منتصف 1993 عندما تركت السودان وتوجهت إلى اليمن.. حاولوا بعد ذلك أن يكون لى دور استشارى معهم وأنا رفضت.

∎لماذا؟

- لأننى رأيت فى السودان أن كل التنظيمات الجهادية مخترقة من جهاز المخابرات السودانية، بل تتحكم فيها المخابرات، بمن فى ذلك أسامة بن لادن نفسه، فهو كان يكتب منشورات ضد السلطات السعودية بتحريض من المخابرات السودانية، وكذا الجماعة الإسلامية وغيرها من التنظيمات.



∎وماذا عن اختراق المخابرات الأمريكية؟!

- ليست لدى معلومات دقيقة فى هذا الموضوع، ولكن ماذا يجعل هذه الجماعات تخترق؟.. أنها تكلف نفسها بما لا تستطيع، فهى تكلف نفسها بما لم يجب عليها شرعا، فربنا قال: ( يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًامِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).. ( الأنفال 65 - 66).

.. إذاً فالنسبة التى حددها الله هى 1 إلى 2 .. وعدد الجهاديين مقارنة بعدد العدو ممثلا فى الحكومة المصرية أو الجيش أو الشرطة لا يصل أبدا لهذه النسبة.. هنا يصبح الجهاد غير واجب.

∎وماذا يجب فعله حينئذ؟

- ممكن تقوم بعمل أى شىء يخدم الإسلام كالدعوة وغيرها، لكن لا تقوم بما يضرك ويضر غيرك.

∎لكن عدم إلغاء المبدأ يعنى أن تكوين تنظيم بقدرات عالية يمكن معه إعادة المحاولة؟

- قلت وأقول إن الأحكام الشرعية واضحة ولها شروطها، أما التطبيق على الأمر الواقع فهذا مردود لكل شخص بحسب قدراته واستطاعته، ومن الناحية العملية أنا أرى أن مصر بعيدة جدا عن إمكانية التطبيق.

∎لماذا ؟

- لأنه لا يوجد توفيق من الله، نظرا لأن المستوى السلوكى للحركة الجهادية لا يصل لدرجة أن ينال توفيق الله، وأنا عايشت التجربة وأعرف كثيرا من سلبياتها.

∎ما هى؟

- مخالفات شرعية ومخالفات أخلاقية وخداع وكذب وغيره.

∎على مستوى الأفراد أم على مستوى القيادة؟

- الجميع قيادة وأفرادا، مستواهم السلوكى لا يبشر بخير، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءه الوحى ورجع إلى خديجة رضى الله عنها قالت له : «والله لن يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسو المعدوم، وتعين على نوائب الحق».. هذه هى المقدمات التى بنت عليها حكمها بأن الله لن يخزيه.. وهذا لا ينطبق على التنظيمات الجهادية فقط، وإنما يمتد إلى الحركة الإسلامية ككل.

∎النموذج المثالى للمجتمع الذى تحلم به صعب إن لم يكن مستحيلا وجوده فى واقعنا؟

- على الأقل هناك حد أدنى، يتمثل فى عدم الكذب وعدم الخداع.. هذا الكلام أنا كتبته بالتفصيل فى كتب أعد لإصدارها قريبا.

∎الجماعات الموجودة فى مصر حاليا سواء فى سيناء أو فى غيرها.. إلى أى مدى توجد بينها روابط فكرية أو تنظيمية؟

- الحقيقة أن علاقتى بالإخوة فى هذه الجماعات منقطعة منذ فترة طويلة ولا أعلم بشأن تواجدهم وتنظيماتهم الآن شيئا.

قضيت عشر سنوات فى الجهاد الأفغانى، لا توجد حركة فى العالم تهتم بالعمل الجهادى لم تشارك فى الجهاد هناك، ولو ببعض أفرادها، ابتداء من الفلبين إلى الأرجنتين، بما فى ذلك الإخوان الذين شاركوا فى الأعمال الإغاثية وما شابه.

∎هل كان هناك شكل هرمى للتنظيم يرأسه أسامة بن لادن، تتبع لهالتنظيمات فى الدول حول العالم؟

- العلاقة بين أسامة والمجموعة الصغيرة المحيطة به كانت علاقة بين القيادات بمعنى أن يكون أحد القريبين من أسامة جزائريا فيكون حلقة الوصل مع الجهاديين فى الجزائر، ويحاول إقناعهم بالانتماء إلى التنظيم وتشكيل فرع له فى بلادهم، وهذه العلاقة بين التنظيم الأساسى والفرع قائمة على تبادل المنافع.

∎ماذا تقصد ب «تبادل المنافع» تحديدا؟

- أقصد المساعدة والدعم فى التدريب والخبرات والنواحى التنظيمية، فى المقابل يتولى التنظيم الأساسى دعم الفرع ماليا.

∎بعض الجماعات القائمة فى عدد من الدول تعلن، بالفعل، انتماءها إلى تنظيم القاعدة بدون سابق رابط.. ما الهدف من ذلك؟.. هل الدعم المالى فقط أم ماذا؟

- أحيانا يكون المطلوب دعما ماديا من قبل الفرع، وأحيانا يكون الهدف أن يحصل القاعدة المركزى، على صخب أو ظهور إعلامى، عن طريق تمويل مجموعة فى تركيا مثلا لاستهداف أمر فى بلادهم، يحصل فى مقابلها على منفعة ما من هذه الدولة أو غيرها.. قد يستغل تضخيم الحدث إعلاميا فى تحقيق هدف سياسى، ومن ثم تلاحظ أن عملياتهم كلها محدودة المنفذين، على أن تكون واسعة الصدى الإعلامى والسياسى.

∎رغم أن الهدف المعلن للتنظيم هو اليهود والصليبيون - بحسب توصيفكم - إلا أنه لم تنفذ عملية واحدة داخل إسرائيل؟

- لأن الهدف المعلن دعائى بالأساس وليس هدفا حقيقيا، وحتى أحداث 11 سبتمبر كان الهدف منها دعائيا للوصول لأهداف سياسية أخرى، وهذه قصة طويلة يطول شرحها.

∎وما الهدف الأساسى إذاً؟

- الهدف صنع زعامة دولية بمناطحة أمريكا، فبعد الحادث ظن الناس أن تنظيم القاعدة هذا خرافي وممتد، ولكنه فى الأصل خلاف ذلك، فمنذ أن تأسست القاعدة لم يكن أسامة بن لادن يستطيع جمع 30 أخا ليؤسس بهم سرية واحدة.

∎وبالتالى من مصلحة بن لادن أن يأخذ شو إعلامى بأن تنظيمه ممتد فى أكثر عدد من الدول حول العالم حتى وإن كانت تبعية غير حقيقية؟

- صحيح.. لأنه يخدم المشروع الأساسى له.

∎وما صحة ما يتردد عن تمويل تنظيم القاعدة من أموال تجارة الأفيون فى أفغانستان وباكستان؟

- هذه الجزئية كان لها أثر فى عملية 11 سبتمبر.

∎بمعنى؟

- الحادث كان جزءا من معركة دولية على تجارة الأفيون هناك وتم تلبيسها ثوب العمل الجهادى الإسلامى.

∎أى عمل تقوم به التنظيمات الدينية تهتم بأن يكون له تأصيل شرعى، على الأقل أمام عناصر التنظيم، فكيف كانت هذه التنظيمات تبرر لمثل هذه الأفعال؟

- ليس شرطا أن يعرف أفراد التنظيم مثل هذه المعلومات، وإن عرفوا تقدم لهم التبريرات.. المخالفات التى ترتكب أدت إلى تفشى ظاهرة خطيرة فى التنظيمات الدينية وهى ظاهرة التبرير اللاحق للفعل ومحاولة شرعنته بدلا من أن يسبق التأصيل الشرعى الفعل.

∎لو جاءك أحد يريد الانضمام لتنظيم القاعدة بم تنصحه؟

- الجهاد المسلح واجب ولا نقاش فى هذا.. وأنا قلت قبل ذلك إن الجهاد واجب على الراقصة والخمورجى لأنهما مسلمان.. إذا توافرت القدرة والاستطاعة على الجهاد وجب وإذا لم تتوافر القدرة سقط عنهم.. والحقيقة أنى وجدت أن الانخراط فى مثل هذه الجماعات وعجزها عن التغيير سبب خسائر أكثر ومخالفات شرعية أفضل منها أن (تقعد ساكت).. فأنا لو جاءنى أى من الشباب أقدم له نصيحتى بعدم الانضمام.. إذا رأيت الحماسة تغلب العقل وقول الشرع اعتزل وهذا ما فعلته مبكرا.. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا رأيت هوى متبعا وشحا مطاعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذى رأى برأيه.. فعليك بنفسك ودع عنك العامة.

∎أنت قدت التنظيمات الجهادية إلى الخروج على الحاكم بالسلاح والآن تقول لهم عودوا.. كيف تقيم التجربة؟

- لم اقل لشخص اشترِ كتابى ولم أطلب من أحد أن يقتنع بفكرى ولم آخذ أى حقوق نشر على كتبى، بل أنفقت عليها من مالى ووقتى وجهدى فى سبيل هذا الدين، وقلت وأقول للناس إننى ناقل علم، لست شيخ طريقة ولا داعية ولا رئيس تنظيم ولا رئيس حزب.

∎ننتقل إلى الظروف والملابسات التى أدت إلى إصدار ما سمى بوثيقة ترشيد العمل الجهادى فى ,.2007 ما هى؟

- أؤكد بداية أنها ليست وثيقة وقف العنف وإنما ترشيد العمل الجهادى، فالمعنى يختلف، والملابسات هى أننى عندما وجدت نفسى فى السجون المصرية طلبت لقاء ضباط أمن الدولة وسألتهم: لماذا أنا هنا؟ فقالوا لى لأن كتبك مازالت هى المرجع الأساسى لكل الجماعات الجهادية فى العالم.. قلت لهم: تعلمون أنى منذ 1993 رفضت مواصلة هذا الدور، فقالوا لى نريد منك هذا مكتوبا، فكتبت الوثيقة التى تضم مبررات عدم وجوب ممارسة العمل الجهادى فى مصر فى الوقت الحالى.. المشكلة أن الجماعات الجهادية رأت ما يحدث فى أفغانستان وأرادوا تقليده فى مصر، الجهاد فى أفغانستان كانت تدعمه دول كأمريكا وباكستان والسعودية، أما فى مصر فالكل يحاربك فلا تتخيل أن التجربة قابلة للتكرار فى مصر.

∎لكن الوثيقة لا تتضمن إنهاء لفكرة الخروج بالسلاح على الدولة إلى الأبد؟

- لا .. أنا لا سميتها مراجعات .. ولا «وثيقة نبذ العنف»، وإنما ترشيد العمل الجهادى، لأنى رأيت الشباب المتحمس كيف يباع ويشترى، أما الجهاد فهو ماضٍ إلى يوم القيامة .

∎حتى ولو كان ضد نظام الإخوان الذى يقدم نفسه ويراه البعض على أنه نموذج إسلامى للحكم؟

- هم لا يطبقون الإسلام.. حال مصر منذ محمد على لا تطبق الإسلام، فقديما كان هناك القضاء الشرعى الذى ألغى وكل ما يأتى نظام جديد يعمق هذا الانفصال عن الدين الصحيح حتى وصلنا لدرجة تستعصى على الإصلاح.

∎هل نحن فى مجتمع كافر؟

- ليس مجتمعا كافرا، بل دولة كافرة، لأن الإسلام يفسد بترك ناقض واحد من النواقض وأهمها عدم الحكم بما أنزل الله، ولو فى حد واحد، وهذا ما يجعل الجهاد ضدها ضرورة إن توافرت الاستطاعة والشروط الواجبة.

∎وما ملاحظاتكم على مشروع الإخوان الذين يقولون إنه يمثل صحيح الإسلام؟

- عندما تأسست الجماعات الجهادية تأسست كمشروع رافض للإخوان، وكانت لدينا كراسة نتداولها حول المخالفات الشرعية التى يقع فيها الإخوان، وأهمها ما نسميه «الميوعة» الشرعية.

∎بأى معنى؟

- تأسيس جماعة للخروج على الحاكم فى دار الإسلام غير جائز شرعا، وإلا أصبح أعضاؤها بغاة، وبالتالى فوجود الجماعة لا يجوز إلا إذا كانت هناك قناعة بكفر الدولة، وإذا كانت القناعة موجودة فلماذا تخفيها جماعة الإخوان؟!

∎وماذا رأيتم بعد أن أصبحوا فى موقع التنفيذ؟

- لم نجد منهم إلا أنهم بعد أن قضوا أكثر من 80 سنة بين البغى للخروج على الحاكم أو الكفر لمساندته رغم كفره، ينتهون بنا إلى حاكم كافر (مرسى) لا يحكم بما أنزل الله، يضحكون على أمريكا ويقولون لنا إن لديهم مشروعا إسلاميا نصبر على تطبيقه سنة أو سنتين أو أكثر.. لا يمكننى تصديقه لأنه: ماذا لو مات قبل أن يطبق الإسلام الذى يعدنا به؟ .. أليس ميتا على الكفر؟

∎وهل تسمح الدول الغربية بما تطالب به أنت فى مصر؟

مشكلة رؤساء مصر أنهم إذا نالوا رضا الخارج سحقوا الناس فى الداخل، والبداية كانت بالإعلان الدستورى بعد اتفاق غزة إسرائيل .. ثم إنهم يتعاملون مع الشعب المصرى على أنهم مجموعة من الهبل فيضحكون على هذا بشعار الإسلام هو الحل وعلى ذلك ب«شوية سكر وزيت».. ثم من أين يأتى السكر والزيت؟.. من وزارة التموين أو من تبرعات القادرين.

∎وما رأيك فى العنف الذى يمارس فى بعض المظاهرات أحيانا وضرب المولوتوف؟

- هناك قاعدة تقول «لا يلام الصغير حتى يستقيم الكبير» .. الناس تقوم الآن بثورة.. هم يسمونها بلطجة.. لماذا يثور عليهم الناس ؟.. لحاجتهم إلى الحرية والعدالة .. ولأنه لا شىء تحقق من مطالب الثورة الأولى

∎وما تقييمك لما يسمى بالربيع العربى والسماح للإسلاميين بالحكم؟

- لا يوجد ما يسمى بالربيع، بل هو قيظ وصيف شديد الحرارة ولن يؤدى إلى أى شىء لأن بلادنا وصلت إلى حالة مثل المريض الميئوس منه، وينتظر موته.

∎ولكن المجتمعات لا تموت؟

- المجتمعات لا تموت .. لكن تحدث بها تغيرات جذرية، كما أن الدول تموت، وهو ما نحن بصدده ويمهد لخدمة المخطط الغربى بتقسيم الدول فى المنطقة.

===============

سيد إمام فى سطور

ولد سيد إمام فى أغسطس عام 1950م، فى مدينة بنى سويف، بجنوب مصر.. حفظ كتاب الله منذ صغره، وبدأ فى التأليف فى مطلع شبابه.. تخرج فى كلية طب القاهرة عام 1974م، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.. عمل نائبا بقسم الجراحة بكلية طب قصر العينى.. لوحق للقبض عليه عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981م، لكنه تمكن من الخروج من مصر.. عمل مديرا لمستشفى الهلال الكويتى بمدينة بيشاور الباكستانية.. تزوج من سيدة فلسطينية، وأنجب منها أربعة أولاد وبنتا، ثم تزوج من سيدة يمنية من مدينة «إب»، وأنجب منها بنتا.. غادر باكستان عقب اعتقالات العرب الشهيرة فى مدينة بيشاور عام 1993م، متوجهًا إلى السودان.. منها إلى اليمن أواخر حرب الانفصال، وعمل بمستشفى «الثورة العام» بمدينة «إب» جنوب العاصمة صنعاء، متطوعا - بدون أجر - ثم عمل فى مستشفى «دار الشفا» الخاص.. حكم عليه بالسجن المؤبد فى قضية «العائدون من ألبانيا» - التى لم يزرها قط! - فى أبريل 1999م. .ألقى القبض عليه بعد أحداث «11 سبتمبر»، فى 28-10-2001م،سُلم للسلطات الأمنية فى مصر فى 28/2/2004م وخرج منها بعد أن وضع وثيقة ترشيد العمل الجهادى المسماة بوثيقة نبذ العنف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.