صرخات السيدة «دعاء رشاد» زوجة الضابط المختطف «محمد الجوهرى»، التى شملت كشفها مفاجأة تورط الحمساوية فى اختطاف زوجها وزملائه الأربعة وتجاهل الإخوان المتعمد للملف ، لم تكن وحدها، فلقد كانت كلمات السيدة شيرين زوجة الرائد «شريف الهلالى» عن حقيقة المأساة التى تعيشها كلما يسأل أبناؤها عن سر غياب والدهم. الأوقات تمر عليهم دون أن يشعر أحد بالمرارة الذى يعيشونها. بدأت «مدام شرين» مؤكدة أنها تسعى مع باقى زوجات الضباط المخطوفين إلى مقابلة مرسى مرة ثانية فى محاولة منهن للوصول إلى أى خيط فى القضية فقد أكد لهن مرسى فى المقابلة السابقة أن الضباط الثلاثة المخطوفين ليسوا فى يد حماس رغم أن معلوماتنا تؤكد غير ذلك وأنه أجرى اتصالا بحماس وسألهم عن الضباط وأكدوا له أنهم ليسوا مختطفين من قبلهم ولا نعلم أى شىء عنهم. وأكدت «مدام شيرين» أن الرئيس قال لهم إذا أتيتن بأى إثبات حول ما إذا كان الضباط مخطوفين من قبل حماس فإنه سوف يدك حماس وسيأتى بهم.
وبمرارة شديدة استعادت «مدام شيرين» اللحظات الأخيرة قبل وقوع الحادث وذكرت هنا يوم اختطافه وزملائه، بقولها إن زوجها ذهب إلى هذه المأمورية أكثر من عشرين مرة وأنه معتاد على الذهاب إلى هناك للتدريب كل ثلاثة أشهر، ولكن هذه المرة كان مرتاباً وقلقاً جدا ولم يكن حاله هو فقط بل وجميع الضباط المرافقين له مجمد الجوهرى ومحمد حسين ، حتى إنه كان يشكو لزوجته أنه كان دائما ما يشعر أنهم مراقبون وكان قلقلاً للغاية فى هذه الرحلة على عكس كل مرة.
ومن يومها وتعيش زوجات الضباط فى حالة من الحزن على فقدان أزواجهن لن يشعر بها مرسى الذى أكد لهن أنه ممكن أن يصدر لهن ورقة طلاق حتى يتسنى لهن الزواج مرة أخرى.. مرارة من بلد غير قادرة على الدفاع عن أولادها الذين يدافعون عن أراضيها ومستعدون للموت من أجل ترابها.. عبارات جميلة جدا يتعلمها الضابط فى كلية الشرطة ولكن المرارة الحقيقية هى أن يكون الضابط مخطوفاً منذ أكثر من عامين وحياً يرزق وأغلب الجهات السيادية تعرف مكانه وغير قادرة على إرجاعه إلى أرض الوطن.
حزن شديد فى صوت مدام «شيرين» انتابها عندما سألتها عن حالة أولادها يوسف أربع سنوات وحبيبة ست سنوات فى ظل غياب رب الأسرة منذ عامين.. اختفاء الأب دون مبرر واضح للأطفال شىء صعب جدا على أى أم وأيضا على أى أب الذى يقضى سنوات عمره بعيدا عن فلذات كبده. ومنذ وقت ليس ببعيد أتى إليهن رجل يدعى أنه يعلم أماكن الضباط وطلب فدية مالية مقابل عودتهم ولكن بالاتصال بوزارة الداخلية أكدوا للزوجات أنه نصاب، وبالرغم من أنه جاء ببراهين مما دفعهن إلى قطع الاتصال به بعد مشاورات مع الداخلية التى تحسن معاملتهن كما تقول مدام شيرين.
وأشارت مدام «شيرين» إلى أنهن سيقمن الآن بمحاولة تصعيد القضية والتواصل مع منظمات حقوق الإنسان الدولية، خاصة أنه لم يتم أى اتصال بينهم وبين زوجاتهم أو أى أحد من العائلة أو الداخلية بعد الحادث.وبالرغم من هذه المأساة التى تمر بها عائلات المخطوفين وعدم قدرة الدولة على إيجاد أى حل لزوجات الضباط يخرج علينا عصام العريان فى تصريح جديد من تصريحاته المستفزة الشامتة لكى يقول لهم اللى أنتم فيه الآن هو اللى كانت مراتتنا وزوجاتنا فيه فى يوم من الأيام، وردت «مدام شيرين» على تصريحات العريان قائلة إنها لا تعلم أى شىء عن هذا الكلام، ولكن إذا ما قال ذلك فحسبى الله ونعم الوكيل هو القادر على الرد والانتقام منه.
وهى نفس الكلمات التى بدأت بها والدة «الرائد شريف» حديثها إلينا موجهة دعاءها إلى كل الجهات والهيئات المسئولة عن إرجاع الضباط إلى أهلهم مرة أخرى، وأكدت أنها منذ ما يقرب من عام ونصف وهى لا تقدر على دخول مبنى المخابرات العامة للتحدث مع أى مسئول ولا أحد يسمح لها بالدخول إلا وزارة الداخلية.