كان فوز منتخب مصر الأول لكرة القدم على زيمبابوى فى تصفيات كأس العالم ثم فوز منتخب الشباب بقيادة المهذب ربيع ياسين ببطولة أفريقيا لكرة القدم وتأهله بالتالى إلى نهائيات كأس العالم بمثابة طاقة نور فى ليل دامس وابتسامة جميلة على خلفية أحزان ودماء ودموع، وبصرف النظر عن استثمار الدولة لهذه الانتصارات على المستوى السياسى، أو محاولة استغلالها من قبل الإخوان فالحقيقة الوحيدة فى ظل هذا كله تكشف أن الشعب خلاص قرف مما يجرى حوله فى الشارع ومن صراعات سياسية ولعبة مصالح وأنه قد حان الوقت لإيقاف هذه المهازل اليومية القذرة التى يعيشها المواطن لكى يعيش حياته، وأنه أصبح لزاما التصدى لتجار الثورة، والمتاجرين بقوت الشعب والتصدى لمن يسرقون أرزاق المصريين وتجار السوق السوداء سواء فى السولار أو البوتاجاز أو غيرهما، وعلى الحكومة إذا كان هناك حكومة أن تعمل بجد، وأن تشغل نفسها بقضايا ومشاكل الشارع والبيت المصرى وأن تكون قبضتها حديدية فى التصدى لحرامية الثورة والبلطجية الذين يعيشون على سرقة جيوب المواطن الغلبان الذى عانى الأمرين على مدار سنوات طويلة، فلم يكد يتخلص من حكومة الحزب الوطنى حتى وقع فريسة لحكومة الإخوان التى تفرغت لفرض قبضتها على مقاليد الحكم دون مراعاة للأزمات الحقيقية التى يعيشها الشعب الذى إذا كان قد صبر سنوات على استبداد حكومة الوطنى فلن يصبر طويلا على حكومة الإخوان، ولن يسلم نفسه مرة أخرى لها أو للسلفيين، ولهذا فمن المؤكد أن الانتخابات البرلمانية القادمة ستشهد السقوط المدوى والمروع لكل من الإخوان والسلفيين، ولن ينخدع الشعب المصرى بمعارضة السلفيين للإخوان، ولن يسلم الشعب المصرى ذقنه مرة أخرى لأى منهما، فمعاناة الشعب المصرى كانت كثيرة من الجميع سواء الحزب الوطنى أو الإخوان أو السلفيين ولهذا فسيكون الدرس قاسيا فى انتخابات مجلس الشعب القادمة فى أكتوبر القادم بمشيئة الله لكل هؤلاء، فلا تستهينوا بذكاء المواطن الغلبان الذى قد يصبر ولكنه يضع دائما حدا لصبره، ولا تنسوا درس 52 يناير، ومن طبيعة الأمور أن الحياة تسير ومهما كانت المؤامرات والدسائس ضده كمواطن. ولهذا فرغم تلك الغمة التى يعيشها الشعب المصرى الآن، ورغم المؤامرات القذرة لفلول الحزب الوطنى وجبهة الإفساد والإخوان المسلمين والسلفيين فلن يصح إلا الصحيح فى النهاية.