«دونت ميكس» أصبحت شعار مرحلة، لا زلة لسان رئاسية، وفق الرؤية الضيقة للبعض.. فالمثل الأجنبى المعروف الذى استخدم فى غير موضعه «جاز أند ألكوهول.. دونت ميكس» يمكن بالفعل ترديده على الكثير من مظاهر المشهد المصرى الضبابى، الذى يعيش أجواء ما قبل الكارثة، فغير مفهوم بالمرة تجاوز البعض عن إصرار الإخوان على إبقاء صورة مؤسس جماعتهم «الخوجة» حسن البنا الذى تحول بقدرة قادر إلى «إمام»، رغم أنه لم يكمل حفظ القرآن وفق بعض التأريخات، فى صورة الرجل الطاهر الذى لا يخطئ أبدا، بل وصلوا بتطرفهم إلى وضعه فى مصاف الأنبياء، وانحرفوا فى توصيفهم لمصطلح «الإمام» إلى المعنى الشيعى عنه إلى السنى، بعدما وجدوه أعلى مكانة منه عند السنه، وكأنه أصبح الإمام الثالث عشر، بعد الإمام الغائب، فجعلوا منه الإمام الشهيد. وكأن هذا «الخوجة» لم يكن ديكتاتوريا.. متسلطا.. انقلابيا.. دمويا .. ومقربا جدا للقصر والإنجليز، ويوجد الكثير من المؤلفات التى تؤكد أن جماعته «صنيعة» المخابرات الغربية لتفجير المجتمع والدولة المصرية، وأشهر وأحدث هذه الكتب المهمة المسندة بوثائق لم يرد عليها الإخوان رغم الجدل العالمى الهائل الذى أثارته، كان الكتاب البريطانى «الشئون السرية» الذى أثبت العلاقات والتمويلات بين الإخوان والبنا والمخابرات البريطانية والأمريكية، ومن المفروض أن الجماعة الحاكمة ترد على هذه الاتهامات الخطيرة للغاية، فلا يمكن أن تقبل على نفسها أن يقال عنها إن مؤسسها كان مجرد عميل للمخابرات البريطانية. الغريب فى الأمر أن هذه الهالة الإخوانية التى يحيطون بها «البنا» بالإجبار، يحاولون إحاطة رئيسهم بها، ولكن المصريين أصبحوا أكثر يقظة مما مضى، رغم أن أتباعهم بالطبع أدمنوا هذا التصور بالسمع والطاعة، فزاد «لحاف» الهالة النورانية الإخوانى حتى يطال رئيسهم، لكننا نقول لهم على الطريقة المرسية «جاز أند ألكوهول .. دونت ميكس»!..لأنه وفق إعلان «الميكسات» المعروف فى ميكس تفتكر أنه عليك.. بس الحقيقة أنه بيوديك فى داهية.. زى عازف موسيقى هافى ميتل فى فرح صعيدى! وطبعا من المفروض أن نعتذر عن هذه السطحية فى الأمثلة والقراءات، لكنها تتمسح فى الذات الرئاسية، ونفعل مثلها .. تقربا .. هههههه؟! ففى الوقت الذى كنا نعانى فيه من تطاولات رئيس الوزراء على نساء ورجال مصر ممثلين فى أهل بنى سويف، وتضاعفت المطالب بإقالته يمينا ويسارا، وتزامن ذلك مع زيادة المطالب بتبكير الانتخابات الرئاسية، وجدنا «د. ياسر على» النافى الرسمى باسم الرئاسة هو الذى يبعد من منصبه فجأة إلى مدير مجلس معلومات مجلس الوزراء، وسط أنباء حول توزيع منصبه القديم على عدة أسماء منها اسم دبلوماسى يختاره وزير الخارجية بنفسه، الذى يعود للصورة مرة أخرى بعد طول غياب للقيام بهذه المهمة «الوطنية».. فى مثال صارخ لقاعدة «الدونت ميكس».. وكأنهم يذكرون من نسوا فى ظل زحام ودموية الأحداث أزمة زواج «ياسر» السرى بإحدى الصحفيات، التى تحولت إلى قصة شهيرة مؤخرا بسبب أجوائها الغامضة! لن نطيل كثيرا فى فكرة أن الساحة كانت تترقب استقالة الرئيس أو إقالة رئيس وزرائه، فتفاجأ بإبعاد «ياسر على»، لأن هذه الألغاز أصبحت طبيعة مرحلة، لكن الأهم من ذلك أن يدرك المتابعون أن الإخوان لن يتجاوبوا مع فيضانات المطالبات بإقالة قنديل لأنهم مرعوبون من فكرة نجاح أى حكومة إنقاذ وطنى فتقضى على باقى آمالهم التى يحاولون بناء قصورهم الرملية عليها للسيطرة على البرلمان ليسقطوا كل مقاليد الحكم فى أيديهم ويكتمل التمكين. ولن يتجاوبوا ايضا مع فكرة استقالة مرسى وتبكير الانتخابات الرئاسية وإشراك الشاطر فيها رغم الزخم الدولى بل العربى الذى يحيط بهذه المطالب الآن، وبالذات لأن هذه الانتخابات ستكون برقابة دولية كاملة من كل الأطياف العالمية لمنع تكرار التزوير، ويهدد الإخوان وحلفاؤهم الإسلاميون بإسقاط أى رئيس قادم قبل إكمال مدته خاصة لو كان غير إسلامى، وتصاعد فى هذا الإطار الحديث عن أن مرسى ونظامه ليس مثل نظام مبارك، ومن ينتظر إسقاطه بنفس أسلوب السكتة الدماغية التى ضربت نظام مبارك، فهو واهم، فلن يتركه أتباعه وحلفاؤه يسقط بهذه الطريقة التى أصبحت مكشوفة ومليونيتهم التى قالوا إنها ضد العنف، أكبر دليل على ذلك.. وبالتالى فمن المفروض أن تكون هناك طرق إبداعية جديدة لإنهاء الموقف.. وأيضا نردد «دونت ميكس»! وفى نفس السياق «الدونت ميكسى»، لم يلاحظ البعض تشابه الأسماء بين ابن الرئيس «عمر مرسى» الذى تردد تعيينه المفاجئ فى وظيفة مرموقة بإحدى شركات وزارة الطيران بمرتب وصل إلى 04 ألف جنيه، وهو خريج تجارة هذا العام، رغم أن الشركة نفت كالمعتاد، وهذا الشاب الثورى «عمر مرسى» الذى يعانى سكرات الموت بعد تعذيبه بنفس الأسلوب الاعتيادى فى الأيام الأخيرة، لكن ندعو ألا يكون مصيره الوفاة كزملائه، بعدما أصبح خبر اختطاف ثائر شاب وتعذيبه فى مكان مجهول حتى الموت أمرا طبيعيا، لو لم يحدث نستغرب، ونسأل: ليه مفيش حد مات النهارده.. لكننا نؤكد، وفى هذا المثال بالذات «دونت ميكس»!