بالأرقام.. يؤكد «الشهداء ميتر» أن أمواج الدم فى المد الثالث للثورة أكثر من المد الأول والثانى حيث بلغ عدد الشهداء يوم 25 يناير 2011 ثلاثة، قبل أن يرتفع فى اليوم التالى بسقوط أربعة آخرين، فى حين بلغ إجمالى عدد شهداء الثورة فى عهد النظام السابق، حسب تقرير تقصى الحقائق النهائى 846 شهيداً، بينما سجلت المراكز الحقوقية 1200 شهيد. بعد سقوط نظام مبارك وتولى المجلس العسكرى السلطة، استمر تساقط الشهداء، وشهدت أحداث ماسبيرو فى 10 أكتوبر 2011 سقوط 24 شهيداً، بينما سقط 43 شهيداً فى أحداث محمد محمود الأولى فى نوفمبر من نفس العام، وبعدها بأقل من شهر سقط 18 شهيداً فى أحداث مجلس الوزراء. فى وقت خلفت أحداث العباسية 11 شهيدا، فيما لم تشهد الذكرى الأولى للثورة سقوط ضحايا جدد. وبعد وصول مرسى إلى سدة الحكم، ازدادت أحداث العنف، وشهدت ذكرى محمد محمود سقوط «جيكا» أول شهيد فى عهد مرسى، وبلغ إجمالى عدد الشهداء 87 قتيلاً فى ستة أشهر منهم 58 قتلوا فى ذكرى الثورة الثانية بالقاهرة والمحافظات، يومى 25 و26 يناير. وما بين ثورة يناير 2011 وثورة يناير 2013 أو الموجة الثالثة للثورة كما يطلق عليها البعض كانت الشعارات واحدة وكانت المطالب ذاتها «ارحل يعنى امشى، والشعب يريد إسقاط النظام» و«عيش حرية عدالة اجتماعية» وكانت جمعة الخلاص فى 2011 أشبه بجمعة الخلاص التى شاهدناها فى ميادين التحرير بمحافظات مصر .2013 ما أشبه اليوم بالبارحة وما أشبه آخر خطاب للرئيس السابق عندما هدد باستخدام العنف مع البلطجية وخطاب مرسى الذى هدد فيه باستخدام القوة ضد معارضيه. فى يوم 25 فبراير، وتقريبا بعد تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك ب14 يوما، احتشد آلاف المصريين فى الميدان وطالبوا برحيل حكومة الفريق أحمد شفيق، وإقالة رؤساء الصحف القومية. متظاهرو الميدان الذين وصل عددهم يومها قرابة ال300 ألف، أدوا صلاة الغائب على شهداء ثورة 25 يناير وشهداء الثورات العربية لا فرق فى ذلك بين مسلم وقبطى. ولم تكد تمر أيام قليلة حتى آتت جمعة الخلاص ثمارها، واستجاب المجلس العسكرى الذى كان يجلس فى السلطة وقتها لطلبات الثوار، وأعلن قبوله استقالة رئيس الوزراء فى الحكومة الانتقالية الفريق أحمد شفيق، وتكليف المهندس عصام شرف وزير النقل الأسبق بالحكومة الجديدة، وكان ذلك فى يوم 3 مارس .2011 اليوم وبعد ما يقرب من عامين، تعود جمعة الخلاص من جديد، صحيح أن جمعة 1 فبراير 2013 اتفقت مع جمعة خلاص 2011 فى الاسم وفى نفس الشهر، وبعد أن كان الثوار والإخوان يداً واحدة لهم مطالب واحدة وهى إقصاء رجال النظام السابق، افترقوا، وظل الثوار فى ملعب الميدان، وانتقل الإخوان إلى السلطة. فى جمعة الأمس شاركت 35 قوة ثورية فى مسيرات توجه معظمها إلى ميدان التحرير وأخرى إلى قصر الاتحادية ومجلس الشورى ودواوين المحافظات فى إطار تصعيدها ضد نظام رئيس الجمهورية. واتفقت القوى الثورية فى مطالبها فى جمعة خلاص 2013 التى طالبت بالتصعيد لإسقاط النظام والرئيس بل ومحاكمته على سقوط عدد كبير من الضحايا. فى حين ترى بعد القوى والأحزاب أن المطالب تتلخص فى إقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى وإعادة المحاكمات وتعديل المواد الخلافية فى الدستور وتعديل قانون الانتخابات وتحقيق مطالب الثورة والقصاص للشهداء.. ويبدو أن مصر ستشهد صراعا أكبر خلال الفترة القادمة من أجل السلطة.