«الإسماعيلية» مهد الإخوان الذى أعلن العصيان، كانت مفاجأة لكل المراقبين أن ترفض الطوارئ ويعلن حظر التجوال فى هذه المدينة الصغيرة رغم أن أحداثها كانت لا تقارن بدموية الغضب فى شقيقتيها السويس وبورسعيد، حتى وصل الأمر إلى أن بعض الإسماعيلاوية اعتبروا أن «مرسى» يعاقبهم على الاستقبال الذى قابلوه به عندما وصل إلى بلدهم بدون مبرر ووسط غضب الجميع، فيما تأكد من ناحية أخرى أن هناك حالة تربص بمدن القناة لأهداف سوداء، وكان الإسماعيلاوية ضمن شعب القناة الذى شارك فى سيمفونية ثورة «السمسمية» حتى تراجع ومحافظه عن الحظر لكن ماذا عن الطوارئ؟! «روزاليوسف» تجولت فى شوارع المحافظة التى أسقطت الإنجليز أمام بسالتها، وعرفت الإخوان حجمهم الحقيقى، وشاركت «روزاليوسف» فى المظاهرات الليلية، ورصدت التغييرات فى الشارع البرتقالى الذى يرفض تسييس خروجه على قرارات الرئيس، بل ويرفض أيضا اعتبار عصيانه حماية للبلطجية، مؤكدين أنهم يحاصرون البلطجية والخارجين عن القانون بأنفسهم ويساعدون الشرطة والجيش ضدهم، وفى المقابل يعارضون أى قمع للشعب الإسماعيلاوى فلن يعودوا للجحور أبدًا! فحتى العرسان شاركوا فى المظاهرات وأقاموا أفراحهم فيها على أنغام السمسمية، والعجائز لم يتركوها، وكانت مباريات المتظاهرين والجيش، فيما اختفى الإخوان والإسلاميون من الشارع! وسيطرت على المقاهى والكافيتريات بالإسماعيلية مشاورات وأحاديث تؤكد أن السبب وراء قرارات حظر التجوال وإعلان الطوارئ ما هو إلا رد فعل طبيعى من قبل مرسى على التجاوزات وعدم إظهار الترحيب والحفاوة من أهالى الإسماعيلية لزيارته للمحافظة، بالإضافة إلى عدم استجابة الفريق مهاب مميش لمشروعات الرئيس الخاصة بتنمية هيئة قناة السويس، وفق كلام الشارع الإسماعيلاوى. حظر التجوال وإعلان الطوارئ ضرب السياحة بالإسماعيلية، وهو ما كشفت عنه مصادر «روزاليوسف» عن سحب جميع الحجوزات الخاصة بفنادق الإسماعيلية من قبل النزلاء فور إعلان الرئيس لقرار حظر التجوال، وبالتبعية أثر ذلك على أسعار السلع والخدمات بالمدن الثلاث بصفة عامة والإسماعيلية بصفة خاصة فاختفى بنزين 80 بمحطات الوقود مع نقص فى بنزين 90 والسولار، فى الوقت الذى استغل فيه التجار تلك القرارات لزيادة أسعار الخضر والفاكهة حسب أهوائهم مدعين شراءهم فى الأصل لتلك السلع بأسعار مرتفعة منذ صدور قرار حظر التجوال وحالة الطوارئ. فيما أكد بعض من سائقى التاكسيات بالمحافظة عدم قدرتهم على توفير أقساط فبراير إلى الآن، متهمين جماعة الإخوان بوقف حال الناس فى الإسماعيلية، على غرار قيادتهم السوداء للبلاد بشكل سيئ تسبب فى انهيار الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية. أشرف كمال صاحب كافتيريا قال لنا إن الإخوان يريدون من وراء كل ذلك فرض الحماية الدولية على قناة السويس. وعن التربص بأهالى القناة قال محمد يوسف صاحب مركز تدريب بالإسماعيلية إن ما أصدره رئيس الجمهورية من حظر التجوال وإعلان الطوارئ ما هو إلا بالونة اختبار لتطبيق القرار على مدن صغيرة حسبها «ضعيفة» وبناء على نجاحه أو فشله يتم التعميم على محافظات أخرى، مما دفع أهالى القناة لرفع راية العصيان المدنى أمام هذه القرارات بالتنظيم لدورات كرة قدم وحفلات سمسمية ومسيرات تظاهرية تبدأ بعد الساعة التاسعة مساءً بالتزامن مع أوقات حظر التجوال، تلك القرارات التى أثبتت ظلمها لمدن القناة الثلاث، ويستنكر «يوسف» أحكام الإخوان قائلاً: من المفترض دراسة تبعيات تنفيذ القرار الصادر من الجهات السيادية عامة والرئاسة خاصة متسائلاً: هل ضمن الرئيس مرسى اتحاد الشرطة والجيش فى تنفيذ قرار حظر التجوال من عدمه؟ مؤكدًا أن جميع الكوارث تحدث نتيجة عشوائية قرارات الإخوان. وحذر عدد من المواطنين من استفزاز شباب القوى الإسلامية باستمرار التهكم على رموزهم، وقالوا إنه فى حالة خروج شباب القوى الإسلامية للدفاع عن الشرعية والمرتبطة بشخص الدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب فإن العواقب ستكون وخيمة، ولن يستطع أحد وقف بحور الدماء التى ستسيل. ويرى محمد عبدالسلام من الإدارة التعليمية بالتل الكبير أن قرار فرض حظر التجوال على مدن القناة كان وراءه مخطط إخوانى لضرب الجيش بمواطنى هذه المدن الثلاث باعتبار أن هذه المدن البوابة الشرقية لمصر وشريان التجارة بها وهو ما يعود بالنفع على الجماعة فى تنفيذ مخططاتهم المشتركة مع الولاياتالمتحدة، وفسر عبدالسلام ما أعلنه اللواء جمال إمبابى محافظ الإسماعيلية عن تخفيض عدد ساعات الحظر إلى ثلاث ساعات بأنه تجميل لخرق المواطنين لقرارات الرئيس!