أثار افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته 44، والذى يُعد أحد أهم أنشطة وزارة الثقافة العديد من الأزمات بسبب تجاهل دعوة عدد من أصحاب دور النشر المعارضين للإخوان المسلمين والاكتفاء بأصحاب دور النشر الإسلامية، والتى يعد أصحابها - كما تردد - من الموالين للرئيس وجماعته. معرض الكتاب الذى يعد هو الأول بعد الثورة المصرية افتتح الرئيس «مرسى» فعالياته والتى تستمر حتى الخامس من فبراير المقبل إلا أن الغريب أن اتحاد الناشرين استبعد دعوة عدد كبير من الناشرين المحسوبين على التيار المعارض لسياسات الإخوان ونظامهم من لقاء الرئيس، وفى مقدمة دور النشر «ميريت»، «مدبولى»، «عين»، «رؤية»، «بيت الياسمين»، و«الدار العربى» وغيرها، ولم يدع عدد آخر منهم، وعن استبعاد الناشرين المصريين أكد وزير الثقافة محمد صابر عرب أن المكان كان ضيقاً ولا يتسع لجميع الحضور، وبالتالى تم الاهتمام بالضيوف العرب وعدد من الناشرين المصريين!. بينما قال «عادل المصرى نائب رئيس اتحاد الناشرين المصرى ل«روزاليوسف» أن من حضر الافتتاح هم من ضمتهم القائمة التى أرسلها اتحاد الناشرين بناء على طلب مؤسسة الرئاسة التى حددت العدد ب50 ناشرا فقط من جميع الدول المشاركة، مؤكداً أن مصر وحدها لديها 600 ناشر، ولا يجوز اختيارهم جميعاً . وعن المعايير التى تم على أساسها اختيار الناشرين أكد «المصرى» أن الرئاسة طلبت اختيار 50 اسما فقط، وبناء على ذلك تم الاختيار مع مراعاة التنوع، بصرف النظر عن كونه إسلامياً أو غير ذلك بدليل أن هناك 4 ناشرين مسيحيين تمت دعوتهم، وحضر منهم ثلاثة، إلا أن هناك من يمثل المهنة وهم أعضاء مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصرى وعددهم 10 أعضاء، بالإضافة إلى 26 عضوا فى مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب، أى أن هناك 36 عضواً لابد من حضورهم، ويتبقى 14 فقط هم من الناشرين العرب والمصريين، وليس للأمر علاقة بناشر إسلامى أو غير إسلامى. وعلى النقيض تماماً خرجت تصريحات أصحاب دور النشر، حيث أكد الناشر «أحمد أبوسريع» صاحب إحدى المكتبات بسور الأزبكية ل«روزاليوسف» أنه تم منعه من دخول المعرض، بالرغم من تأكيدات منظمى المعرض على حرص الرئيس على لقائهم خلال افتتاحه المعرض، وتم منحهم تصريح الدخول، إلا أنهم فوجئوا بقوات الحرس الجمهورى تمنعهم من الدخول، وهو ما أكده أيضاً الناشر «حربى محسب». الروائى «يوسف القعيد» قال لنا إن الإخوان يقومون الآن بعملية ترميم سمعة، موجهاً عتابه للناشرين الذين ذهبوا كبديل للمثقفين.. وأضاف: أصبحنا الآن فى سجن اسمه الحرية، وكان يجب أن يكون المعرض ساحة للحرية، لكن هذا لم يحدث، لهذا قاطع الكثير من المثقفين المعرض، فكان يجب المحافظة على تقاليد المعرض والتضحية بمصالح الرئيس والجماعة الضيقة والآنية لصالح المعرض.