فى نفس التوقيت قبل ثورة يناير تقريبا قدم «أحمد عز فيلم «365 يوم سعادة» ومصر كلها والعالم يولى وجهه شطر «ميدان التحرير» وبعد 730 يوم شقاء واكتئاب وحسرة من توابع لا تتوقف وأحداث لا تعرف المهادنة.. يطرح «عز» فيلمه «الحفلة» وكأنه كلمة سر الثورة ومفتاحها السحرى. الفارق بين الفيلمين أن الأول طرح بهدوء، لكنه كان يسبق العاصفة.. أما الثانى فقد عرض وسط أمواج من الترقب والحذر من قيام ثورة جديدة، لكن المنتج لم يعبأ بكل هذا وقدم فيلمه تحت «سماء حارقة» رغم الطقس المتقلب والبارد. فرغم الأجواء البوليسية والغموض الذى يغلف أحداث الفيلم من بدايته، فقد جاءت حفلة «أحمد عز» من غير معازيم أو «جمهور» كما توقع الكثيرون ووسط عزوف واضح من عشاق السينما عن شباك التذاكر.. حتى إن القلة حرصت على الحضور فى دور العرض والتى أتت عشقا فى «الدنجوان» أحمد عز اصطدمت بأن «محمد رجب» هو البطل الأساسى المتحكم فى إيقاعه وأحداثه فى حالة تألق غير عادى ليسترد «رجب» ثقته واعتباره فى دور مهم وحيوى مع شريك الشهرة «أحمد عز».. منذ أن قدمتهما إيناس الدغيدى معا فى فيلم «مذكرات مراهقة». أحداث الفيلم تدور فى إطار من التشويق حول «شريف» - أحمد عز - أحد رجال الأعمال العاملين فى البورصة الذى تكشف بداية الفيلم أن زوجته «سارة» - روبى - قد اختطفت فى أحد المولات التجارية، ويظل طوال الأحداث يبحث عنها برفقة رجل المباحث «فاروق» - محمد رجب - وتتركز التحريات حول «الحفلة» التى حضرتها «سارة» و«شريف» والضيوف فيها لاكتشاف لغز الاختفاء ثم القتل ليفاجأ الجميع أو الجمهور القليل فى دور العرض أن مهندس الاختطاف هو زوجها الشاب انتقاما منها بعد اكتشافه حملها من خطيبها السابق «حسام» - تامر هجرس - فى ظل تأكده أنه عقيم ولا ينجب. التفاصيل كلها تؤكد مقولة فتش عن «المرأة».. فهى الطرف الأساسى فى كل الصراعات والأحداث، وهى أيضا محور الفيلم من خلال نماذج الأرملة الجميلة «نانسى» - جومانة مراد - الباحثة عن الرجال والزواج الديليفرى.. الذى يحقق لها المال أو السكرتيرة «المزة» - سارة شاهين - التى تتطلع لرئيسها بحثا عن الأمان والمال.. أو الزوجة المحرومة «غادة» - «دينا الشربينى». المرأة فى الفيلم هى الرابط أو «اللينك الأساسى» خلف كل الأحداث.. فهى مصدر سعادة الرجل أو شقائه، دائما هذا من حيث المضمون، أما الشكل فقد تفوقت دينا الشربينى وسارة شاهين على حضور «روبى»، ربما يعود ذلك إلى السيناريو المكتوب الذى ظلمها ولم يستفد من بريقها وتأثيرها عند الجمهور ونفس السيناريو الذى كتبه وائل عبدالله الذى أعاد الاعتبار ل «محمد رجب» وأعاد له حضوره رغم مجهودات الفتى الأول «أحمد عز».. وحضوره اللامع، أما المخرج أحمد علاء.. فقد فلت منه كثيرا «أحمد عز» لحساب محمد رجب، ولكن يحسب له الإتقان فى حدود المتاح فى تقديم الأكشن وهو نوعية سينمائية تكاد تكون نادرة فى السوق السينمائية. حفلة «أحمد عز» رغم المعاناة التى سوف يقابلها من عزوف الجمهور وتربص قراصنة السينما.. يحسب لمنتجه جرأته وثقته فى شعبية «أحمد عز» وروبى الغائب الحاضر طوال الأحداث وأيضا إعادة الثقة «لمحمد رجب».