لعبة المصالح والبزنس مازالت هى الأهم لدى المسئولين باتحاد الكرة والنادى الأهلى، فكل منهما يلعب لمصلحة خزائنه، الاتحاد المصرى يلعب من أجل تحقيق المقابل المادى فقط، وليس من أجل إعداد الفريق القومى، والمهم لديهم شيكات الدولارات، ومباراتا غانا وكوت ديفوار دليل إدانة، وكذا رفض مباراة تونس أصدق تعبير، فلم تهتم الجبلاية بمن يلعب المنتخب، ونفس الشىء بالنسبة للنادى الأهلى الذى حرص على التمسك بلاعبيه وليس مهما اسم وسمعة مصر، والمهم لديهم شيك مباراة الهلال السعودى والذى يبلغ 200 ألف دولار. والأسئلة التى طرحت نفسها هى: هل الأهلى كان يستطيع فعل ذلك مع مدرب آخر غير بوب برادلى، هل كان اتحاد والكرة سوف يقف مكتوف الأيدى أمام ناد آخر غير الأهلى؟! وكيف سمح المدير الفنى والمدرب العام والجهاز بأكمله والمسئولون فى الاتحاد للأهلى بحجب سبعة لاعبين هم القوام الأساسى للمنتخب، من أجل مباراة ودية.
من المسئول؟.. إن ما فعله الأهلى فى تلك المباراة سوف يكون وصمة فى تاريخ قيم ومبادئ الأهلى تكون بالتالى نقطة سوداء فى تاريخ النادى.
الأهلى رفض ترك 80٪ من عناصر المنتخب والذى كان سيخوض مباراة مهمة مع فريقين كبيرين (غانا وكوت ديفوار) وهما خير إعداد ليس فقط للاعبى الأهلى وإنما للمنتخب والذى يستعد لتصفيات كأس العالم.
الجهاز الفنى رفض التفريط فى لاعبيه ومعه إدارة الأهلى بحجة إن عقد المباراة ينص على أن يلعب الأهلى بكامل نجومه وبعد مفاوضات ترك الأهلى وائل جمعة والسيد حمدى من أجل مصر، يا سادة الواضح أن مصر ليست على أجندة أحد من المسئولين فى الرياضة، المهم أن تمتلئ الخزائن بالورق الأخضر، فالدولار هو كلمة السر فى التعامل بالمنظومة الرياضية.
وليس اسم وعلم مصر أو مشاعر الجمهور المصرى فى الدول العربية، ذلك الجمهور الذى يزحف خلف اسم مصر فى كل ملعب على مستوى العالم، ذلك الجمهور الذى بسببه سخر من لاعبى الفريق فى مباراة غانا بعد الهزيمة القاسية 3- صفر مع الرأفة.
والغريب أن الأهلى باع كل شىء، اسم مصر وسمعة الكرة المصرية حتى الجهاز الفنى للمنتخب، ذلك الجهاز الذى وقف بجوار الأهلى كثيرا فى المشوار الأفريقى ومنح الأهلى العديد من الاستثناءات ولم يضم لاعبيه فى أكثر من مباراة ودية فى الأجندة الدولية لمساندة الأهلى، وكان رد الجميل بحرمان المنتخب من لاعبيه من أجل مباراة يلعبها الأهلى باللون الأخضر لون العملة الأمريكية، والغريب أيضا أن من حرم المنتخب من لاعبيه أحد المسئولين عنه وهو المدرب العام ضياء السيد، والذى قاد مفاوضات مباراة غانا مع سيد عبدالحفيظ مدير الكرة فى الأهلى وحسام البدرى المدير الفنى، فقد تم عقد جلسة مفاوضات بين الثلاثة قبل المباراة، واتفق الثلاثة على أن يترك المنتخب لاعبى الأهلى السبعة ويأخذ اثنين فقط، ليشارك بكامل نجومه فى مباراة الهلال السعودى، تلك المباراة المهمة ذات ال200 ألف دولار على أن يعود بعد ذلك للمنتخب، ذلك لأن أجندة الأهلى الودية ليس بها مباريات قبل 28 يناير فى الكويت فى اعتزال عادل عقلة اللاعب السابق ومدير الكرة الحالى لنادى الكويت الكويتى مقابل 250 ألف دولار.
والسؤال المهم هنا هل بوب برادلى وضياء السيد يعدان الآن الأصلح والأنسب لمصر فى تلك المرحلة، فالأول أعلن مفاجأة كبيرة وهى أنه قام بالتضحية بمنتخب مصر من أجل مصلحة النادى الأهلى وخزينة الأهلى والثانى قال قبل المباراة نحن لا نعانى النقص العددى قبل مباراة غانا وغياب لاعبى الأهلى لن يؤثر فينا وهى فرصة لتجربة البدلاء، وبعد الفضيحة حمل لاعبى الأهلى المسئولية وأنه ضحى من أجل الأهلى.
ليس بوب برادلى والأهلى وحدهم المسئولين فقط عن هذه الفضيحة، بل هناك أطراف أخرى منهم ضياء السيد المدير العام وبسبب المحسوبية فى عهد سمير زاهر، أصبح المسئول الثانى عن المنتخب المصرى هذا المدرب الذى يلعب لمصلحة نفسه فقط، ويعمل للأيام القادمة ولكى يضمن مكانا فى الأهلى بعد ذلك، حيث فضل مصلحة الأهلى على مصر بعد أن اجتمع بالمسئولين فى الجهاز الفنى للأهلى ووافق على ترك سبعة لاعبين من الأهلى فى تلك المباراة، ليخسر المنتخب هذه الخسارة المهينة ويظهر بهذا الشكل المهلهل فى الملعب.
ويأتى دور الاتحاد الذى لا يهتم سوى بعائد المباراة ولا يهتم باسم مصر وسبحان الله خسارة مذلة فى المباراة، ثم توقيع الشركة الراعية غرامات مالية لأن الفريق لم يلعب بنجومه، أى موت وخراب ديار لمصر ومكسب وعائد للأهلى فقط.
والعجيب كان تصريح خالد الدرندلى عضو مجلس إدارة الأهلى فى تبريره تلك الفضيحة أننا وقعنا عقداً مع نادى الهلال صاحب مهرجان الاعتزال يتضمن شرط مشاركة اللاعبين الدوليين فى المباراة عشان طبعا الأهلى يأخذ 200 ألف دولار نظير المشاركة ولكن السؤال لماذا تم وضع ذلك الشرط الذى يأتى ضد مصلحة وسمعة مصر التى تلعب أمام فريق قوى مثل غانا ولكن طبعا الأهلى لا يهمه هذا الكلام: لا سمعة مصر ولا غير سمعة مصر أو خسارة المنتخب أو مكسبه المهم مصلحة الأهلى ومصلحة خزينة الأهلى، برغم أن إنشاء الأهلى أو أى فريق هو تكوين منتخب قوى.
ذلك المنتخب الذى كان من المفروض أن من يرتدى قميصه يكون الصفوة وهى أغلى أمنية لأى لاعب فى أى دولة ولكن فى مصر مصلحة الأندية فوق مصلحة مصر. أى الأهلى فوق الجميع.. حتى فوق مصر!!