موجة جديدة من الثورة تنتظر مجىء يوم 25 يناير 2013، وقد تطيح بكل العبث الذى يحدث منذ 11 فبراير 2011، الثوار بدأوا اجتماعاتهم ليضعوا خطة الاستعداد للعودة للميدان وبعث الروح من جديد فى ثورة يناير. إحياء ذكرى الثورة سيكون بلا إخوان، ولن يسمح لهم الثوار بالتواجد فى ميدان التحرير أو الميادين المركزية فى محافظات مصر، حتى لا يتحول المشهد لموقعة جمل جديدة كما شاهدنا عند القصر الرئاسى فى ديسمبر الماضى.
وعن أهم اجتماعات القوى الثورية التى حدثت خلال الأسبوع الماضى، يقول حسام مؤنس عضو المكتب التنفيذى للتيار الشعبى، إن التصور النهائى ليوم 25 يناير لم يكتمل إلى الآن ولم نتفق على المطلب الرئيسى، لكنه تم تشكيل ثلاث مجموعات، الأولى تتولى مسئولية تحديد الهتافات الموحدة والتى تتضمن الأهداف والمطالب الرئيسية وكذلك أعمال الدعاية للحشد، وتتولى المجموعة الثانية مهمة وضع خطة للتحركات والمسيرات والتى تهدف لجذب أعداد أكبر من الثوار والمتظاهرين الذين يشاركون بهذا اليوم.. أما المجموعة الثالثة فستعمل على التنسيق بين القوى الثورية والسياسية فى مختلف محافظات مصر والتواصل معها لإدارة اليوم بشكل ناجح.
وخلال هذا الاجتماع الذى انعقد فى مقر حركة شباب من أجل العدالة والحرية، ناقشت القوى الثورية أداء الحكومة والحالة الاقتصادية السيئة التى تتعرض لها البلاد، وأيضاً أزمة الدستور الإخوانى. ويضيف خالد تليمة عضو المكتب التنفيذى للتيار الشعبى، إنه رغم غيابه عن الاجتماعات بسبب سفره فإنه سيلتزم بأى قرارات تتفق عليها القوى الثورية، ويقول إن لديه مطلبين رئيسيين هما إسقاط الدستور الجديد لأنه غير شرعى- على حد تعبيره- منذ إنشاء الجمعية التأسيسية وحتى طريقة التصويت عليه، وتشكيل حكومة جديدة من ائتلاف وطنى، وسيطالب أيضاً بإعادة فتح التحقيقات فى قضايا قتل المتظاهرين منذ بداية الثورة وحتى حادثة قصر الاتحادية.. فالوضع السياسى وصل إلى هذا الحد لأن جماعة الإخوان منذ أن وصلت إلى السلطة أصبحت لا ترى إلا نفسها ومصالحها الشخصية، وأنه مهما اعتمدت الجماعة على قطر وأمريكا فطريقة حكمهم ستؤدى فى النهاية إلى فشل لهذه الجماعة، واستطاع الثوار أن يكشفوا زيف الإخوان وانعدام انتمائهم لهذه الثورة.
طارق الخولى
كما يؤكد تليمة أنه متفائل بانتصار الثورة، سواء اليوم أو غدا، لأن كل أشكال التصعيد السلمية متاحة ضد هذه السلطة، خاصة بعد أن سقطت شرعيتها بسقوط الدماء فى ذكرى محمد محمود ومحيط الاتحادية.
أما الناشط السياسى أحمد دومة فقال: هناك خطان للعمل اتفق عليهما معظم القوى الثورية، الخط الأول النزول فى يوم 25 يناير ومن المفترض أن يشارك به الجميع بداية من أصحاب السقف الأعلى فى المطالب وحتى السقف الأدنى، أى سيكون هناك المطالبون بإسقاط الدستور وصعودا إلى المطالبة بإسقاط النظام مرورا بإعادة محاكمة قتلة الثوار بدءاً من مبارك وحتى بعض قيادات الإخوان من المحرضين.. وفى الغالب تلك هى المطالب الرئيسية لليوم، لكن هناك خشية من أن يقوم بعض الشباب بتحويل اليوم إلى مهرجان كرنفالى، وسنحاول منع أى مظاهر احتفالية عن طريق التنسيق مع القوى الثورية المشاركة، وسيكون هناك استكمال للفاعليات يوم 26 يناير وسيكون بمثابة دعوة للتظاهر فى كل مكان ليصب فى النهاية إلى مكان واحد وغالبا سيكون ميدان التحرير ونتوقع أى رد فعل من السلطة ولكن لا أظن أن يصل الغباء بها إلى درجة مواجهة التظاهرات بالعنف من خلال الشرطة، لكن ربما نواجه مشاكل فى يوم . 26 يضيف دومة: الثوار لا يمتلكون من آليات العمل إلا الشارع، وأن فكرة التفاوض مع النظام غير مطروحة وغير مقبولة على الإطلاق حتى إن سقط الدستور وبدأت التحقيقات فى قتل الثوار، فسنظل فى الشارع حتى إسقاط النظام، والتفاوض الوحيد الذى يمكن أن نقبله هو حول صيغة هذا السقوط فقط، وأى قوى سياسية حتى بما فيها جبة الإنقاذ تقبل أن تسير منفردة إلى حوار مع مؤسسة الرئاسة دون الرجوع إلى القوى الثورية من الشباب، فهذا الفعل لن يخص أحداً إلا أصحابه ولن يطبق على أى شخص غير فاعليه.
وبسؤاله عن أسباب عدم التقاء جبهة الإنقاذ مع القوى الثورية فى طريق واحد، أجاب: مشكلة الجبهة أنها ولدت غير متفقة مع نفسها، لاختلاف الألوان والأفكار، خاصة أن هناك تفاوتا واضحًا بين أعضائها بدرجة الإيمان بالثورة من عدمه، فكيف تكون الجبهة التى هى من المفترض الواجهة السياسية للثورة موجود بها من لا يؤمنون بالثورة أصلاً, بل يعتبرون أعداء لها- مثل السيد البدوى وعمرو موسى- فمن الطبيعى أن يؤثروا بالسلب على ثوار الجبهة مثل حمدين صباحى.. أيضاً عدم وجود شباب ثورى داخل الجبهة يعتبر خطأ، حتى إن بعض القوى الثورية ناقشت فكرة تكون كيان ثورى يعبر عن الثورة غير جبهة الإنقاذ, لكننا نخشى عودة الانشقاقات وتعدد الائتلافات مرة أخرى لذلك رأينا أن إصلاح الجبهة سيكون أفضل بعدما يتم تطهيرها ممن لا ينتمون للثورة، أما بالنسبة لحزب الدستور فهو أيضاً لم يحدد بعد خطته ليوم ذكرى الثورة لكن جورج إسحاق القيادى بالحزب وعضو جبهة الإنقاذ قال إن المطالب الرئيسية للحزب ستكون تغيير الدستور بشكل كامل والذى لم يحصل على شرعية كافية لتمريره، وتكوين حكومة قومية لإدارة البلاد بدلا من حكومة قنديل التى فشلت حتى الآن فى الحفاظ على استقرار الاقتصاد المصرى.
أحمد دومة
وقال طارق الخولى وكيل مؤسسى حزب 6 إبريل: إن الحزب يشارك فى اجتماعات القوى الثورية المنعقدة بشكل شبه دائم لرسم صورة 25 يناير وأكد أنهم اتفقوا بشكل نهائى على عنوان رئيسى وهو «النظام لم يسقط بعد» وأن من أهم الهتافات سيكون إسقاط دولة الميلشيات، وتغيير الحكومة الضعيفة بحكومة ائتلاف وطنى، ورفض تحويل مجلس الشورى إلى هيئة تشريعية لأن الشعب لم يصوت له لهذا الغرض.
كما يؤكد محمد عادل عضو المكتب السياسى لشباب 6 أبريل أن الحركة ستشارك تحت شعار«الثورة مستمرة» ومطلب رئيسى هو القصاص للشهداء. كذلك أعلن التحالف الديمقراطى الثورى عن مشاركته فى ذكرى الثورة تحت هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» ومطلب رئيسى هو تشكيل حكومة إنقاذ وطنى تحقق أهداف الثورة، وأن مطالب المظاهرات هى نفس المطالب التى ينادى بها الثوار منذ بداية الثورة، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية وتمثيل مناسب للمرأة فى الحياة السياسية والحفاظ على استقلالية القضاء وتحرير الإعلام الرسمى من هيمنة السلطة.