لست أدرى ما هو الهدف من وراء السماح لبعض الإعلاميين العرب بالخوض في مشاكل مصر الداخلية أمام ملايين المشاهدين في العالم كله الذين يشاهدون يوميا برامج للتوك شو تعرض لقاءات لمسئولين ورموز سياسية أو حقوقية أو ثقافية أو رياضية لايفعلون شيئا سوى الخوض في الأعراض والسب والقذف في حق بعضهم البعض مع إظهار استمتاع السيد الإعلامى المذيع بما يجرى أمامه من خناقات ونشر غسيلنا القذر أمام العالم كله. ولا أعلم أيضا ما هى المحصلة النهائية من إذاعة هذه النوعية من البرامج التى لا يتعلم منها المشاهد العربى الكريم سوى التعرف على بعض الكلمات الجديدة في قاموس السب والقذف وتعلم سياسة الفرقة والحقد بين أبناء الشعب الواحد وزيادة فجوة التعصب في كل محافظات مصر.. أقول هذا الكلام بمناسبة ما شاهدناه في برنامج جديد تحت عنوان «أجرأ كلام» للإعلامى طوني خليفة فكرة وإخراج ميلاد أبى رعد والذى يذاع يومى الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع على قناة القاهرة والناس - التى لا أعلم عنها شيئا - وغضبنا جدا من الأسلوب الذى أدار به طوني الحلقة التى ضمت كلا من الكابتن مصطفى يونس نجم النادى الأهلى والمنتخب الأسبق والدكتور علاء صادق الناقد الرياضي، حيث قام باستفزاز ضيفيه ونجح في خلق مواجهة نارية بينهما وبعد أن اشتدت المعركة التزم الصمت مع ظهور ابتسامة خفيفة وخبيثة على وجهه لنجاحه الساحق في تحقيق هدفه وهو استغلال حالة الفوران الثورى التى نعيشها الآن لتصل مصر إلى ما يتمناه أعداؤها وهو الوصول إلي حالة الحرب الأهلية التى عانت منها بعض الدول العربية - مثل لبنان - والتى وصل الحال فيها إلى حد الصراع المسلح بين المليشيات المتناحرة وكأن الإعلامى المشهور يتمنى أن يتحول المجتمع المصرى إلي مجموعة من المتصارعين والمتناحرين.
فهل يجرؤ الإعلامى العربى أن يستضيف ضيفين من دولة عربية أخرى وهنا لا ينبغى أن نلقى باللوم على طوني خليفة وحده مهما كانت أهدافه أو نواياه لأنه يبحث في الأول والآخر عن الشهرة والنجاح ولكن اللوم كل اللوم لابد أن ينصب على كل من يلبى دعوة برنامج «طوني» ويشترك معه فى هذه الجريمة.