إذا كانت صناعة الدراما التليفزيونية مهددة بالتوقف نتيجة للأجور الاستفزازية لنجوم السينما في رمضان القادم.. فهي لا تختلف كثيرا عن حال البرامج التليفزيونية التي وصلت تكلفة إنتاجها إلي مئات الملايين من الجنيهات بدون أي فائدة حقيقية للمشاهدين سوي انتشار النميمة والهجوم علي ضيوف البرامج من الفنانين والشخصيات العامة واستفزازهم بأي صورة وأصبح مقدم البرامج الشاطر هو الذي يستطيع ان يستفز ضيفه إلي أقصي درجة تجعله يخرج من شعوره وهنا يشعر مقدم البرنامج بالارتياح علي اعتبار انه نجح في مهمته الاستفزازية.. وهناك نوعية أخري من البرامج تخصصت في إتاحة الفرص للمتخاصمين وأصحاب المصالح والقضايا أمام المحاكم في ان يعرض كل طرف قضيته من منظوره الخاص والذي لا يعبر في معظم الأحوال عن الواقع بأي حال مما يثير أطرافاً أخري للرد.. وهكذا أصبحت معظم البرامج التليفزيونية عبارة عن نميمة واستفزاز ووصلات من الردح الذي يصل أحيانا إلي السب والقذف العلني الذي يحاكم عليه القانون.. لقد تسببت هذه البرامج في تلوث الهواء التليفزيوني الذي يستقبله المشاهدون من جميع الأعمار وهم قابعون في منازلهم مما يجعلهم إما ناقمين أو محبطين.. فهل هذا هو دور التليفزيون الإعلامي والتنموي؟ وعلي سبيل المثال وليس الحصر هناك قنوات أنشئت فقط من أجل الهجوم والاستفزاز كما أصبح هناك مقدمو برامج متخصصون في تقديم هذه النوعية من البرامج لدرجة ان بعضهم نصبوا أنفسهم قضاة يحكمون في العديد من المشاكل والقضايا المثارة بدون وجه حق.. ومن هذه البرامج المستفزة »بلسان معارضة« لطوني خليفة و»بدون رقابة« لوفاء الكيلاني ومع نضال أحمديه و»الجريئة والمشاغبون« لإيناس الدغيدي، وناهيك عن البرامج الضعيفة مثل »001 مسا« لميس حمدان و»حيلهم بينهم« لإدوار، و»فابريكانو« لانتصار، »أسعد الله مساءكم« لسيد أبوحفيظة، وغيرها من البرامج التي عرضت خلال هذا العام التي تعتبر نموذجا صارخا لبرامج التلوث التليفزيوني واصبح مقدمي هذه البرامج نجوما يحصلون علي أجور بالملايين كما حدد ضيوف البرامج من النجوم أجور عالية لمجرد الاستضافة والموافقة علي الدخول في المعركة ووصلت الحلقة الواحدة من 05 ألف إلي 002 ألف دولار مما أصاب البرامج التليفزيونية الأخري الهادفة في مقتل لأنها ليس لديها ميزانية لاستضافة هؤلاء النجوم في برامج ثقافية وفنية هادفة.. لذلك فإن دور اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقياداته التليفزيونية ممثلة في نادية حليم رئيس التليفزيون وجمال الشاعر رئيس الفضائية المصرية وهالة حشيش رئيس القنوات المتخصصة في تقديم نوعية من البرامج الهادفة التتي تعيد للبرامج التليفزيونية رونقها وتحقق الهدف في توعية وثقافة وترفيه المشاهد حتي يستقبل المشاهدين هواء تليفزيونيا نقيا.