مازلت أرى أن عودة الدورى غير آمنة، خاصة بعد اقتحام جماهير الألتراس لاستاد التتش للمرة الثانية والتى تعد رسالة قوية لرجال الأمن قبل النادى الأهلى لإعادة النظر فى قرار عودة الدورى وما حدث فى مباراة الزمالك وتشيلسى من دخول جماهير تزيد على الحد المسموح به بثلاثة آلاف متفرج يؤكد أيضا أنه من الصعب السيطرة على مداخل الاستادات فى حالة إقامة المباريات، خاصة فى المحافظات المختلفة، ولهذا فإن قرار عودة الدورى يتطلب مزيدا من الدراسة بالإضافة إلى أنه رغم الجهد المبذول فى محاولة استعادة الأمن والانضباط للشارع المصرى فإن الواقع يؤكد أنه لم يصل إلى درجة الأمان بنسبة تسمح بالمغامرة أو المقامرة باتخاذ قرار عودة الدورى، ولاشك أن عودة الكرة ستلعب دورا كبيرا فى الإحساس بالأمان خاصة أنها ستكون رسالة إلى العالم بأن مصر تعيش فى حالة استقرار أمنى الآن وستؤدى بالتأكيد إلى زيادة نسبة الإقبال السياحى على مصر، ولكن ليس من المعقول أن يتخذ قرار مصيرى متسرع بشأن عودة الدورى دون شعور الشارع المصرى كله بالأمان ولهذا أرجو أن يعاد النظر فى هذا القرار وعدم التسرع فى إعلانه رسميا خاصة أن هناك من يتربص بالاستقرار والأمن فى مصر، ويهمه زعزعة الاستقرار بشتى الطرق وهناك مأجورون يهمهم أن يحصلوا على مقابل زعزعة الاستقرار حتى لو كان الثمن أرواح الشهداء، خاصة أنه إلى الآن لم يتم القصاص فعليا لقتلة شهداء استاد بورسعيد.
∎ رحل عنا الأسبوع الماضى واحد من أبرز مدربى الكرة المصرية والذى وصفه الراحل عبده صالح الوحش الخبير الكروى بأنه مدرب عالمى وأنه يستحق هذا التصنيف من وجهة نظره، خاصة أن الجوهرى نجح فى أن يصل بمنتخب مصر إلى مونديال روما عام 1990 وبمشاركة الجوهرى مدربا لمنتخب مصر فى كأس العالم ليضعه ضمن تصنيف المدربين العالميين، وقد استحق الجوهرى هذا اللقب وهذا النجاح لأنه عمل من أجله منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها مسئولية تدريب المنتخب، وساعده على ذلك عشقه للكرة والتدريب وذكاؤه الشديد ونجاحه فى أن يحصل على دعم الدكتور عبد الأحد جمال الدين رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة آنذاك ودعم الإعلام المرئى والمسموع والمكتوب ورغم المشوار الصعب الذى خاضه الجوهرى مع منتخب مصر للوصول إلى نهائيات كأس العالم بإيطاليا إلا أنه كان من الذكاء أن يستغل كل عوامل النجاح ويستقطبها من أجل تحقيق حلم المونديال وقد كنت عضوا بالمكتب التنفيذى لرابطة النقاد الرياضيين فى ذلك الوقت وعقدنا معه صفقة إعلامية بحيث نضمن له مساندة الصحف والنقاد ونشر أخبار وهمية عن منتخب مصر لتضليل الفرق المنافسة وسفاراتها وأبرزها كانت قبل مباراة مصر والجزائر فى آخر مشوار تصفيات أفريقيا للمونديال ونجحنا معا فى ذلك الأمر وتأهل المنتخب فعلا لكأس العالم بذكاء الجوهرى وحرصه على أن يفتح القنوات مع الجميع وبصفة خاصة الإعلام، وهى تعد رسالة لكل من يريد النجاح.