لو علم «شكسبير» أو «ألكسندر ديماس» أو «موليير» أو غيرهم ممن اقتبست أفلامهم السينمائية بأن أعمالهم سيتم السطو عليها فى يوم من الأيام بهذه الطريقة، لأوصوا ورثتهم بإقامة الدعاوى القضائية ضد من سطوا عليها حماية لإبداعهم من السرقة. ظاهرة الاقتباس من الأفلام الأجنبية رغم وجودها فى السينما المصرية منذ بدايتها- أى أكثر من 100 سنة- إلا أنها زادت بشكل ملحوظ فى الأعوام الأخيرة، والمستفز أنها أصبحت تنقل بشكل حرفى كنسخة طبق الأصل ولكن على الطريقة المصرية. الظاهرة مثل كرة اللهب التى تأتى على السينما لتأكل الإبداع مقابل الاستسهال.
فى موسم عيد الفطر شاهدنا أحد الأفلام المقتبسة «مستر أند مسز عويس» ل «حمادة هلال» والمأخوذ عن الفيلم الأمريكى «مستر أند مسز سميث» ل «براد بيت» و«أنجلينا جولى»، وهى ليست المرة الأولى التى يقدم فيها «هلال» فيلما مقتبسا والذى يبدو أنه استمرأ اللعبة ليمارسها كل عام بعد أن قدم العام الماضى فيلم «أمن دولت» المأخوذ من فيلم «The Pogfier» ل «فان ديزل».
الغريب أن كثيراً من الأعمال المأخوذة عن أفلام أجنبية يستكبر من كتبها أن يعترف على تيتراتها بالاقتباس ويرفض أن ينسب الحق لأصحابه، وهو ما يعد جريمة أخلاقية يجور فيها من ادعى التأليف على حقوق الملكية الفكرية لصاحب الحق الأصلى، ويكون بذلك خائنا لأمانة النقل والاقتباس. فى فيلم «ألف مبروك» ل «أحمد حلمى» المأخوذ عن فيلم «Ground hog day» ل «بيل حوراى» أصر كاتباه «خالد ومحمد دياب» على تبرئة ذمتيهما بكتابة أن الفيلم مقتبس من أسطورة إغريقية كانت هى المادة الخام للفيلمين المصرى والأجنبى.
«حلمى» قدم أيضا من الأفلام المقتبسة «آسف على الإزعاج» عن فيلمى «The six thscace» و«Qbeautiful mindوكذلك «زكى شان» عن win adate withtas homilton.
وقبل تجربة «هلال» مباشرة قدمت لنا «يسرا» و«مى عز الدين» فيلم «جيم أوفر» المأخوذ عن فيلم «الحماة المتوحشة» ل «جينيفر لوبيز».
فى العشر سنوات الأخيرة وحدها شهدت السينما المصرية تقديم أكثر من 100 فيلم مأخوذة عن أفلام أجنبية منها فيلم «خليج نعمة» ل «غادة عادل» عن الفيلم الأمريكى «Sleeping with the enemy» ل«جوليا روبرتس» وفيلم «فاصل ونعود» ل «كريم عبدالعزيز» عن فيلم «memento» وهو ما أكده «أحمد فهمى» مؤلف الفيلم الذى أشار إلى أنه اختلف عن الفيلم الأجنبى الذى لعب على خط «الأكشن»، فى حين لعب هو على الخط الكوميدى، وفيلم «الدادة دودى» ل «ياسمين عبدالعزيز» من فيلم Voiceor music ل «جولى أندرو» و«حبيبى نائما» ل «مى عزالدين» من فيلم «shallowhal» ل «دونى براسكو» و«زى النهاردة» ل «بسمة» من «هابس» ل «ساندرا بولوك» و«تيتو» ل «أحمد السقا» من «LEON THE PROFESSIONAL ل «جون ريتو» الذى جاء أداء السقا مطابقا له فى استخدام عنصر الحركة.
سبقت هذه الفترة مجموعة من أفلام «عادل إمام» منها «أمير الظلام» عن «SCENT OF WOMANل «آل باتشينو» و«عريس من جهة أمنية» من «MEET THE PORENTS» ومن قبلهما «عصابة حمادة وتوتو».
الظاهرة فى حد ذاتها منذ أن طفت على السطح ويتم مواجهتها بعنف من خلال أقلام النقاد، صحيح أنهم فى بدايتها لم ينتقدوها بشكل لاذع على اعتبار أن السينما مازالت حديثة الولادة وتحتاج إلى وقت لتربية أجيال من المؤلفين إلا أن الأمر الآن وبعد مرور أكثر من 001 سنة يختلف حيث لابد من التصدى لهذه الظاهرة بحسم، وإذا كان هناك داع أو ضرورة من الاقتباس، فلتكن للفكرة فقط ليجتهد عليها المؤلف ويصيغها على الطريقة المصرية، خاصة أننا جميعا نعرف أن الأفكار فى كثير من الأحيان تكون متشابهة ولكن يبقى التناول والمعالجة ليكونا مختلفين.