سحب 292 ملفا للترشح في انتخابات النقابات الفرعية للمحامين    رسائل قوية من السيسي لقادة أفريقيا وروسيا وبريطانيا وكوريا    التخطيط تترأس اجتماعا تحضيريا للجنة المصرية الأذربيجانية المشتركة للتعاون    خطة السلام الأمريكية تنص على تخلي أوكرانيا عن إقليم دونباس لروسيا    موعد المؤتمر الصحفي لمدرب الزمالك قبل مباراة زيسكو    بن رمضان ومعلول يقودان قائمة تونس في كأس العرب    رئيس صرف صحي القاهرة الكبرى يتفقد محطتي رفع بهتيم وبيجام بشبرا الخيمة    أحمد كامل يفاجئ جمهوره ب لسه حي، أول ميني ألبوم بقلم شاعر واحد    الرعاية الصحية تطلق حملة توعية لضمان الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية    زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب بنغلاديش    جامعة بنها وحياة كريمة ينظمان قوافل طبية وتوعوية بقرية الجلاتمة بمنشأة ناصر    أسعار الفراخ والبيض اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    طاقم تحكيم مباراة الزمالك وزيسكو في الكونفدرالية يصل القاهرة    كهرباء الإسماعيلية مهتم بضم كهربا    موعد التدريب الختامي للزمالك وزيسكو قبل موقعة الكونفدرالية    السياحة: تزايد أعداد السائحين البولنديين للمقصد المصرى بنمو 37% خلال 9 شهور    "النيابة" تستمع لأقوال المتهمين في واقعة قتل شاب بالدقهلية وإخفاء جثمانه 6 سنوات    أسماء مصابي مشاجرة الأسلحة النارية في أبو تشت بقنا.. إصابات بالغة بينها طلق ناري بالعين    ضبط 367 قضية مخدرات و229 قطعة سلاح نارى فى حملة موسعة    قائمة بنوك تتلقى رسوم حج القرعة 2026.. اعرف التفاصيل    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بين عائلتين بقنا    زيلينسكى يرفض إقالة أقوى مستشاريه رغم تفاقم فضيحة رشوة ال100 مليون دولار    فى ندوة اغتراب.. المخرج مهدى هميلى: أهدى هذا الفيلم إلى روح أمى    إكسترا نيوز من موسكو: العائلات وكبار السن من أبرز مشاهد انتخابات النواب    جامعة القاهرة: أصداء إعلامية عالمية واسعة للزيارة التاريخية للرئيس الكوري الجنوبي    تعرف على سر سورة الكهف.. وفضل قراءة السورة يوم الجمعة❤️    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" أذكار الجمعة التي تغيّر يومك للأفضل    تليجراف: ستارمر على وشك الموافقة على إنشاء سفارة صينية عملاقة جديدة فى لندن    رشا عبد العال: النظام الضريبي المتكامل للمشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه    "المهن التمثيلية" تحذر من انتحال اسم صناع مسلسل "كلهم بيحبوا مودي"    بورسعيد الأعلى، جدول تأخيرات السكة الحديد اليوم الجمعة    تطورات جديدة في ملف تجديد عقود ثنائي الزمالك    في عيد ميلادها.. جارة القمر فيروز كما لم تعرفها من قبل.. تعتني بابنها المعاق وترفض إيداعه مصحة خاصة    "القومي لعلوم البحار" يشارك في وضع إعلان بليم للمحيط COP 30    فيديو| ضحايا ودمار هائل في باكستان إثر انفجار بمصنع كيميائي    يامال: أريد الفوز بكل شيء مع برشلونة    أهلي جدة يستضيف القادسية لمواصلة الانتصارات بالدوري السعودي    إنشاء محطة الصب الجاف النظيف بميناء الدخيلة.. صور    الرئيس الفنزويلي يأمر بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ على سواحل الكاريبي ردا على تحركات عسكرية أمريكية    الجالية المصرية بالأردن تدلي بأصواتها في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    شهيدان بنيران الاحتلال خلال اقتحام القوات بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة    مصادر: انتهاء استعدادات الداخلية لتأمين المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025    أخبار مصر: مصير طعون إلغاء الانتخابات، تفاصيل اعتداء 4 عاملين بمدرسة دولية على 6 تلاميذ، أبرز بنود خطة السلام في أوكرانيا    بورصة وول ستريت تشهد تقلبات كبيرة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في الاحتفال بمرور 1700 على مجمع نيقية    ضجة بعد تحذير جنرال فرنسي من خسارة الأبناء ضد هجوم روسي محتمل    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    الصحة العالمية: اللاجئون والنساء أكثر عُرضة للإصابة ب«سرطان عنق الرحم»    دراسة تكشف عن علاقة النوم العميق بعلاج مشكلة تؤثر في 15% من سكان العالم    محمد منصور: عملت جرسونا وكنت أنتظر البقشيش لسداد ديوني.. واليوم أوظف 60 ألفا حول العالم    أوقاف القاهرة تنظّم ندوة توعوية بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب    المتحف المصري يفتح أبوابه لحوار بصري يجمع بين العراقة ورؤى التصميم المعاصر    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    القرنفل.. طقس يومي صغير بفوائد كبيرة    هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    هل عدم زيارة المدينة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح بقناة الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بورصة أسعار الاعتكاف فى زمن الجماعة

الاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان سنة عن الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» والغرض الأساسى منه هو الاختلاء مع الله وحده، من أجل مناجاته والدعاء له.. أما الاعتكاف فى السنوات الأخيرة فقد كان مختلفا، فأصبحت له أسعار خاصة.. فالمساجد كالفنادق.. خمسة نجوم.. ثلاثة نجوم.. بل ويوجد اعتكاف دليفرى واعتكاف بيتى !.. وبورصة أسعار الاعتكاف والاعتكاف نفسه قد اختلف، فالمعتكف فى عصر «مبارك» غير المعتكف فى عصر «مرسى»!

كما أن الاعتكاف فى مساجد الإخوان يختلف عن الاعتكاف فى مساجد السلفية.. أيضا وجبات الإفطار والسحور، تختلف من مسجد إلى مسجد آخر - فحسب ميزانية المعتكف - أما الأدهى والأمر فهو أن الاعتكاف فى مساجد الإخوان «مدعم»، خاصة مع عبارة قالها لنا أحدهم: «يكفى أن تُشرفنا حضرتك مجانا فى العشرة الأواخر من رمضان.. المهم تبقى مقتنع أن جماعة الإخوان المسلمين تبغى وجه الله»!

«روزاليوسف» اخترقت العالم الخاص بالمعتكفين والملىء هذا العام، انتقلنا بين الأحياء المختلفة فى القاهرة، لنتعرف على ما يجرى خلال ال 10 أيام فى إحداها ليلة القدر، لنجد أن الأمر قد تحول إلى «لعبة سياسية» تحت «غطاء دينى»، خاصة فى الأحياء الشعبية التى يتغلغل فيها التيار السلفى، والذى أعلن دعمه وتأييده لجماعة الإخوان المسلمين - رغم ما بينهما من اختلافات فقهية - نصرة للدين!

أيضا هناك مساجد يسيطر عليها شباب الجماعة، خاصة أنه كان لهم دور فعال فى دعم الرئيس «مرسى»، فيكفى مثلا أن قرار «مرسى» الأخير بإحالة المشير «طنطاوى» للتقاعد كان له صدى كبير فى معظم المساجد التى دخلناها، حيث كان الدعاء له، والفرحة مرسومة على وجوه المعتكفين، والتى كان لها أثرها لدرجة جعلت معتكفى مسجد «أسد بن الفرات» يقطعون اعتكافهم للخروج فى مسيرة تأييدا ل «مرسى» صوب ميدان التحرير !.. وكانت المفارقة أن مساجد السلفيين زادت أسعارها بزيادة أعداد المتقدمين للاعتكاف السنوى، أما مساجد الإخوان، فكانت الأسعار رمزية جدا، وهو الأمر الذى أدى إلى الإقبال الشديد عليها، خاصة أن الإفطار والسحور مجانى.. ولكن اكتشفنا أنك ستخرج من الاعتكاف «مجندا» فى جماعة الإخوان المسلمين!


«عمرو بن العاص»:

يعد مسجد «عمرو بن العاص» من أكبر المساجد من حيث أعداد المعتكفين التى تصل إلى 500 معتكف تقريبا.. والاعتكاف مجانى، ولكن عليك إحضار الإفطار والسحور بنفسك.. والمسجد تسيطر عليه الدعوة السلفية منذ نجاح ثورة 25 يناير، ويتردد عليه مشايخ السلفية لإلقاء الدروس الدينية.. زيادة أعداد المعتكفين هذا العام، فسرها لنا الشيخ «محمد عبدالمنعم» - أحد المعتكفين - قائلا: «زمان فى عهد المخلوع حسنى مبارك كان الواحد بيعتكف وخايف أن أمن الدولة يقبض عليه من منتصف مدة الاعتكاف، أما الآن فى عهد مرسى الواحد حاسس بأمان».. أما فيما يتعلق بوجبتى الإفطار والسحور، فقال: «أم زياد بتجيب الفطار، وأنا والإخوة بنشترى السحور.. إحنا جايين نعبد ربنا مش ناكل».

أما «محمد حسنين» - أحد المعتكفين أيضا - فقال لنا أن هناك «كوبون» نأخذه من المسجد ب 15 جنيها، ونسلمه لنأخذ وجبة الإفطار، ولكن هذا الأمر صعب، نظرا للزحام الشديد، وبالتالى نقوم بشراء الإفطار والسحور عن طريق أحد الإخوة المعتكفين «اعتكافا جزئيا» على حد قوله.

مسجد الثورة «عمر مكرم»

كان موعد ذهابنا إليه يوم إعلان قرارات «مرسى» الأخيرة الخاصة بالمشير و«عنان»، وكان دافعنا هو رؤية المعتكفين عن قرب فى حالة ازدحام ميدان التحرير بأنصار «مرسى»، وقد كان المسجد مزدحما أيضا سواء من الداخل أو الخارج، إلا أن المدهش تحول المسجد لمكان سياسى بدلا من أن يكون مكانا للعبادة، فبعدما تذهب لأى شخص لتسأله عن المسئول عن الاعتكاف بالمسجد، تكتشف أنه ليس معتكفا، وأنه قد أتى من منطقته لدعم قرار «مرسى» فقط لا غير !.. وهو ما اكتشفناه بعد سؤالنا العديد من الأشخاص داخل المسجد، فلم نجد بدا من أن نسأل أحد الذين يحافظون على أحذية المصلين من السرقة، فصدمنا بأنه لا يوجد اعتكاف بالمسجد، رغم أن المشهد الأولى من أناس نائمين ويقرأون القرآن وأغلبيتهم ملتحون يقول العكس تماما.. وسألنا: ما إذا كنا نبحث عن مواعيد موائد الرحمن، فى الوقت الذى انتشرت فيه إشاعة بقدوم «مرسى» للمسجد، وهو ما أدى لمزيد من التدافع داخل وخارج المسجد، وللمزيد من الخطب الحماسية والتى تصل إلينا من الميدان، حاملة حديث « مرسى»: «ثوار. أحرار.. هنكمل المشوار».. وكل هذا فقط من أجل «مرسى» !


مسجد « الفتح»:

رغم وجوده فى منطقة حيوية وتعج بالحركة ك «رمسيس»، إلا أنه لم يذهب إليه أى شخص للاعتكاف سوى من أئمة المسجد والموظف والمأذون «عبدالمنعم محمد حسين»، والذى أخبرنا بأنه لا يوجد فى المسجد أى شخص قد أتى للاعتكاف سواه، كما أنه أغلق هاتفه المحمول حتى لا يقوم أى شخص بالاتصال به، خاصة الذين يريدون زواجا أو طلاقا على حد قوله !.. المدهش أنه أخبرنا عن شخص يدعى د. «عمرو الخضرى» يسكن بجانب نقابة الأطباء بقصر العينى، والذى يقيم اعتكافا بهذه المنطقة، دون أن يحدد ما إذا كان هذا بمسجد أم فى مكان آخر !.. إلا أن «عبدالمنعم» عاد وقال: « يا ريت تروح هناك.. حتى بعدها عشان تفهم الدعوة، وتخصص بعدها من وقتك يوم أو يومين عشان تقوم بنصرة الدعوة بين زملائك ومعارفك».. وهى بالتأكيد « دعوة» صريحة لشىء آخر بخلاف الاعتكاف !.

مسجد « أسد بن الفرات»:

رغم شهرته الواسعة التى اكتسبها، لأنه كان بمثابة المقر الانتخابى للمرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية السابقة الشيخ «حازم صلاح أبوإسماعيل»، إلا أن الاعتكاف فى المسجد السلفى أو كما يلقبه البعض ب«مسجد حازمون» لم يخل من السياسة طوال العشر الأواخر من رمضان عن أحوال البلد السياسية، ولكن كان مساء الأحد الماضى بمثابة النصر للمعتكفين من وجهة نظرهم، حيث أعربوا عن فرحتهم البالغة بقرارات مرسى الأخيرة والمفاجئة بإحالة كل من المشير «حسين طنطاوى» والفريق «سامى عنان» للتقاعد، وقام المعتكفون بالخروج فى مسيرة تأييد له صوب ميدان التحرير للتعبير عن فرحتهم، رغم أن قطع الاعتكاف لا يكون إلا للضرورة القصوى حسب قول أهل العلم !

مسجد «السلام» ب « مدينة نصر»:

يعد مسجد «السلام» من المساجد الخمسة نجوم فى الاعتكاف، حيث إن أغلب المعتكفين من طلاب البعثات الخارجية الذين يدرسون بجامعة الأزهر الشريف، وربما كان لصوت إمام المسجد «أحمد رجب» أثر طيب فى تزايد الأعداد يوما بعد الآخر، ولكن الاعتكاف هذا العام زاد من 100 جنيه للعام الماضى إلى 150 جنيها، وقد فسرها المعتكفون بأن الوجبات «الديليفرى» زادت أسعارها، وأنهم ينفقون مثل هذه المبالغ مرة أخرى فى شراء «القطايف» و«الكنافة»! كما علمنا أن مسجد «السلام» من المساجد القليلة التى غابت عنها قبضة «أمن الدولة» فى عهد «مبارك»، حيث إنه يعتبر مسجد الطبقة الراقية، والمعتكفون به من أصحاب الفكر الإسلامى الوسطى، وبالتالى لم يكن المسجد من ضمن أهدافهم، وإن لم يخل أيضا من أخذ صورة للبطاقة من جميع المعتكفين، المقدر عددهم ب 75 معتكفا حسب سعة المكان المخصص للاعتكاف.

مسجد «دار الفائزين»

يعتبر الكثير من الإخوة السلفيين أن الاعتكاف فى مسجد «دار الفائزين» بالمعادى بمثابة «اعتكاف فرافير» على حد قولهم، وذلك لأنه أشبه بالنادى، أو ربما لأن المسجد محاط بحديقة واسعة تقام فيها الأفراح، ولأن المعتكفين أنفسهم من الطبقة الراقية، وبالتالى ستجد أن ال Ipad أكثر من عدد السبح الموجودة بالمسجد، ورغم أن الاعتكاف مجانى، حيث يقوم القائم على المسجد بالتبرع للمعتكفين بوجبات الإفطار والسحور، كما أنه يعد من أقل المساجد التى كانت تتعرض لمراقبة من جهاز أمن الدولة فى عهد «مبارك»، حيث إن المعتكفين لا يمثلون خطرا على الأمن القومى، كما قال لنا عبدالله السعيد - أحد المعتكفين - وأكمل حديثه: أعتكف منذ 5 أعوام، ولم يختلف الأمر كثيرا فى عهد مرسى عن عهد مبارك، عشان ببساطة إحنا مالناش فى السياسة، أو بمعنى أدق مش بنتناقش فى مسألة الحاكم وجواز الخروج عليه من عدمه.. احنا بنيجى العشرة أيام عشان حاجة واحدة هى ليلة القدر.


منطقة حلوان

كان من الواضح أن الاعتكاف قد أصبح فى مساجد دون أخرى، رغم شهرة بعض هذه المساجد، فمثلا مسجد «أنصار السنة المحمدية» الذى تسيطر عليه الجماعة السلفية لم يكن به أى اعتكاف من أى نوع، رغم أن المسجد لا يخلو أبدا من المصلين، بل من المقيمين فيه من السائقين والعاملين للراحة من عناء العمل، إلا أن التفسير الذى وصلنا إليه هو صغر حجم المسجد مقارنة بالمساجد الأخرى الموجودة فى نفس المنطقة.

سارعنا بعدها بالذهاب إلى مسجد «المراغى» وهو من أشهر المساجد بحلوان، والذى تسيطر عليه أكثر جماعة الإخوان، والتقينا بالمدثر طه - مهندس والمسئول عن المعتكفين - أخبرنا أن أسعار الاعتكاف قد قلت لتصبح 100 جنيه، بعدما كانت تصل إلى 150 و200 جنيه، كما أنه من الممكن أن يذهب أى شخص للاعتكاف فى أى وقت من ال 10 أيام، ليصل السعر فى تلك الحالة إلى 50 جنيها فقط، وأخبرنا أن معظم الأكل والوجبات تأتى عن طريق ربات البيوت، ويقوم البعض بشراء الطعام من الخارج، إلا أن بعض المحال الشهيرة كمحل «طأطأ» للأسماك الشهير يقوم بعمل مأدبة للمعتكفين، خاصة أن صاحب المحل هو شقيق إمام المسجد، إلا أن هذه الأشكال من المآدب لا تحدث على مدار الأيام العشرة.. أخبرنا أيضا أن المعتكف يأتى للاعتكاف بما يلزمه من ملابس أو غيرها من الأشياء، كما أنه لا يتم رؤية البطاقة الشخصية أو تصويرها - مثلما كان يحدث فى عهد مبارك إذا رغب أحدهم بالاعتكاف - أخبرنا أيضا أن عدد المعتكفين قد يصل إلى 50 شخصا أو يزيد، إلا أن الملاحظ أن الكثير من الأطفال والشباب هم أكثر المعتكفين، بل إنهم يستطيعون الاعتكاف فى أى مكان بالمسجد، خاصة أن المكان المخصص للاعتكاف قد ازدحم عن آخره.. أما يوم المعتكف فلا يخرج عن نطاق العبادات وقراءة القرآن، إلا أن النشاط المضاف هو محاولة التعرف بين الآخرين وبعضهم البعض.. ويضيف المدثر طه: أنا بفضل الله من الإخوان منذ كنت صغيرا، وبالتالى أى استفسار عن الجماعة فمرحبا به، ولهذا فهمنا سبب الاهتمام بالتعارف! كما أنه من المتاح للمعتكف الخروج من المسجد للعمل أو لقضاء الحاجيات، لكن على أن يكون هذا فى نطاق الأعمال الضرورية وليس الترفيهية.

ذهبنا بعدها إلى مسجد «عباد الرحمن» الذى يقع خلف قسم الشرطة، والملاحظ أن الشرطة قد فقدت السيطرة، بدليل أن الشيخ «سامح» الذى استقبلنا أخبرنا بأنه يتم الاكتفاء حاليا باسم الشخص لا ببطاقته، وأضاف: فقط تعال بحاجياتك ولا تفكر فى أى شىء آخر بعدها! الغريب أنه فى أول الأمر علمنا أن المسجد قد اكتفى بعدد المعتكفين، خاصة أن مساحته متوسطة، لكن الأمر اختلف نوعا بعدما قلنا إن هذه هى المرة الأولى لنا للاعتكاف، ليتم تعريفنا بالشيخ «محمود بركات» الذى حاول شرح يوم المعتكف لنا، وحينما أخبرناه أن لدينا أعمالنا، كان من الواضح أنه لا يوجد حماسة فى أننا نترك المسجد، إلا أنه قال: حاولوا توفيق أوضاع عملكم، علمنا أن سعر الاعتكاف قد وصل إلى 100 جنيه فى المسجد، ليتم تخفيضها إلى 50 جنيها أو حتى مجانا، فقط كل ما هو مطلوب الذهاب والاعتكاف بأقصى سرعة ممكنة!

منطقة «دار السلام»

رغم كثرة المساجد الموجودة، حيث يكاد يصبح فى كل شارع مسجد، إلا أن هناك تنافسا بين المساجد فى الاعتكاف هذا العام، تحديدا بين المساجد الإخوانية والسلفية، فكان لافتا أن المساجد التى يسيطر عليها الإخوان أسعارها رمزية جدا، رغم أن اعتكاف العشر الأواخر شامل وجبتى الإفطار والسحور، على عكس المساجد السلفية التى زادت أسعارها عن العام الماضى، نظرا لزيادة أعداد المعتكفين، وتحديدا بعد وصول «مرسى» للرئاسة - على حد قول أحدهم!
فى مسجد «عمر بن الخطاب» الاعتكاف ب 40 جنيها فقط، وفى مسجد «الرضوان» ب 50 جنيها، ويوم المعتكف فيه يبدأ مع صلاة الظهر، حيث الاستيقاظ للصلاة، ثم النوم مجددا إلى العصر، وبعد العصر توجد مقرأة إخوانية لقراءة القرآن، وبعدها يتم الحديث عن أمور البلد، ولا يخلو الحديث بالطبع من مدح لقرارات «مرسى» والثناء عليه طوال الوقت، وفى صلاة التراويح نجد الدعاء له بأن يثبت خطاه، وأن يرزقه البطانة الصالحة التى تعينه على أمور الخير لا أمور الشر، ثم بعد ذلك هناك صلاة التهجد ليلا حتى وقت وجبة السحور، وينتهى يوم المعتكف عقب صلاة الفجر، والحديث مرة أخرى فى أحوال البلد، والثناء على «مرسى» وكأن المطلوب هو التسبيح بحمد الرئيس الجديد!

أما فى مساجد السلفية، ويعد أشهرها مسجد «الدعوة»، مسجد «الهدى المحمدى» ومسجد «الأكحل» فالأسعار زادت عن العام الماضى، فالأول كان الاعتكاف فيه ب 60 جنيها ليصل إلى 100 جنيه، والثانى كان ب 100 جنيه العام الماضى ليصل العام الحالى إلى 200 جنيه، والثالث لم يكن به اعتكاف فى العام الماضى، وهذا هو العام الأول للاعتكاف به ب 100 جنيه، أغلب المعتكفين قالوا لنا إنهم يشعرون بالحرية والأمان بعد حل جهاز «أمن الدولة» اللعين الذى كان يتدخل فى الاعتكاف، ويمنع الدروس الدينية فى المساجد، بل يراقب المعتكفين عن طريق دس بعض الأشخاص بينهم.. حيث قال لنا الشيخ محمود عبدالسلام المعتكف فى مسجد «الهدى»: أعتكف بانتظام منذ 10 سنوات، وكان أمن الدولة يمنع إلقاء بعض الدروس الدينية، ويدس بيننا حوالى 10 أشخاص لمراقبة تصرفاتنا، وتسجيل حديثنا، وكنا نعيش فى رعب، ورغم أن الاعتكاف للخلوة مع النفس والرب، إلا أننا كنا مراقبين، أما الآن فى عهد الرئيس مرسى - حفظه الله وأعانه - فالوضع أصبح ميسرا، ولذلك زادت أعداد المعتكفين لتصل إلى 200 معتكف! أما فيما يتعلق بالسبب فى زيادة الأسعار، فقال: لا أعرف لماذا زاد السعر للضعف؟! زمان الاعتكاف كان ب 40 جنيها، ولما غلى بقى ب 70 جنيها.. بس الزيادة دى كثيرة أنا ما أعرفش سببها! أما إدارة المسجد، فقد فسرت لنا زيادة السعر بسبب زيادة أسعار الوجبات التى تقدم للمعتكفين خلال ال 10 أيام كاملة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.