لم تعد حياة رئيس الجمهورية ملكا خاصا له مثلما كان فى عهد النظام السابق، بل أصبحت حياته أشبه بالزجاج الشفاف والكتاب المفتوح للجميع وتحت الميكروسكوب والمراقبة، والتى ينبغى على المواطنين أن يدركوا عنها كل شىء، بل ويتجهون للمقارنة بين حياته السابقة ومنذ أن تولى مهام الرئاسة رسميا، لذلك حاول «الدستور الأصلي» أن يفتش في تفاصيل الرئيس الحالي الدكتور محمد مرسي وأن تعرف الأمور التى اعتاد عليها وهل زالت عقب توليه مهام الرئاسة أم لا؟ «إعتكاف الرئيس» أصبح أمرا محيرا، لا سيما مع وصول أول مرشح إسلامي لمنصب الرئيس، الأمر الذى يطرح عديدا من التساؤلات، حول إمكانية اتجاه مرسي إلى الإعتكاف في العشر الأواخر من رمضان على حساب مسؤوليات ومهام الرئاسة وشؤون الدولة، مثلما اعتاد على ذلك منذ كان عضوا في مكتب الإرشاد وقبل أن يكون رئيسا للجمهورية.
حيث قال أسامة محمد مرسي، نجل الرئيس الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، في تصريحات خاصة ل«الدستور الأصلي»، إن الرئيس كان يعتكف الليالى الفردية من كل عام، موضحا أنه كان حريصا عليها ويقوم بها كل عام، سواء في القاهرة أو الزقازيق، حسب المكان الذى يقيم به، منوها بأن الرئيس اعتاد على القيام بأداء صلاة العشاء ثم التهجد ثم الإعتكاف خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، قائلا «إن عبادات الرئيس أمر خاص به فقط ولا يمكن أن يتدخل فيه أحد»، متوقعا أن يواصل والده -رغم مسؤوليات الرئاسة- عادة الاعتكاف التى يحرص عليها كل عام من شهر مبارك.
وقال نجل الرئيس ل«الدستور الأصلي»، «والدى اعتاد الإعتكاف في بعض الأيام الفردية من العشر الأواخر في الشهر الكريم، لذا فمن المتوقع أن يحافظ الدكتور مرسي على عادته خلال الشهر المبارك بغض النظر عن الأعباء الرئاسية».
بينما أكدت مصادر مقربة من الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي منذ عضويته بمكتب الإرشاد، أن الرئيس منذ أن تولي عضوية مكتب الإرشاد بالجماعة لم يكن يعتكف اعتكافا كليا فى العشر الأواخر من رمضان كل عام، رغم أنه كان حريصا على الإعتكاف في العشر الأواخر، إنما كان يعتكف فى أوقات معينة وعلى فترات مختلفة لا طوال الوقت، موضحا أن أغلب الأوقات التى كان يتجه فيها الرئيس محمد مرسى منذ كان في الزقازيق كان يعتكف فيها فى مسجد المدينةالمنورة، وكان يقوم بالإشراف على الإخوان المعتكفين في كل مساجد الزقازيق، ومتابعتهم بشكل يومى ومستمر ومتواصل. وأضافت المصادر، في تصريحات ل«الدستور الأصلي»، أنه خلال السنوات الخمس الماضية لم يكن مرسي مواظبا على الإعتكاف في المسجد خلال شهر رمضان من كل عام، نظرا لوجوده في منطقة التجمع الخامس، التى يقطن بها، لكنه كان مواظبا على الصلاة في المسجد، لكن الاعتكاف لم يكن بشكل منتظم في العشر الأواخر من رمضان، نتيجة انشغاله بالأعمال الحزبية والسياسية.
بينما قال محمد سعيد، مسؤول مسجد «فاطمة الشربتلى» بالتجمع الخامس، المجاور لمسجد الرئيس فى التجمع الخامس، الذى يصلى فيه الرئيس، في تصريحات ل«الدستور الأصلي»، إن الدكتور محمد مرسي منتظم منذ بداية شهر رمضان فى أداء صلاة العشاء والتراويح والفجر، يوميا دون انقطاع، لافتا إلى أنه يلجأ فى بعض الأوقات إلى الصلاة فى مسجد «الحمد» المجاور لمسجد «فاطمة الشربتلي»، لكنه لا يخرج عن إطار هذين المسجدين فى التجمع الخامس، مؤكدا أنه لم تصل إليه تعليمات أو أوامر تتعلق باعتكاف الرئيس خلال فترة وجوده بالمسجد، منوها بأن الرئيس حريص دائما على صلاة الفجر فى المسجد بال«جلابية البيضاء»، والبدلة في أثناء صلاة العشاء، نظرا لمواعيد عمله ومسؤولياته المتعددة، مؤكدا أن التشديدات الأمنية يوميا حول المسجد مكثفة بشكل واضح لتأمين الرئيس فى أثناء الصلاة، لكنه يتعامل بشكل طبيعى مع المواطنين دون استعلاء وبتواضع ملحوظ ويسمع لشكواهم وما يقولونه.
د.محمد حبيب، نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، أكد ل«الدستور الأصلي» أنه لا يوجد شروط معينة لأعضاء الجماعة للاعتكاف فى المساجد فى أوقات شهر رمضان، إنما كل فرد من أفراد الجماعة يعتكف فى الوقت الذى يريده، وكل حسب حريته دون قيود على أحد، مؤكدا أن مرسى انتقل من الزقازيق إلى القاهرة في عام 2009، ولم يكن هناك متابعة للأعضاء في شؤون الإعتكاف، لأنه سنة، لا فرض على أحد، لذلك فكان لكل عضو مطلق الحرية فى الاعتكاف سواء يوما أو يومين أو الأيام العشرة كاملة، وفق ظروف كل عضو فى الجماعة ومسؤولياته ومشغولياته.
من ناحيته دعا الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، المسلمين إلى الاعتكاف فى المساجد فى العشر الأواخر من رمضان، حرصا على أجرها، محذرا من الشقاق والخلاف فى هذه الأيام. وطالب المرشد فى رسالته الأسبوعية المصريين بالإخلاص فى الدعاء، قائلا: أخلصوا الدعاء لأولياء أموركم الصالحين والصادقين، وأعينوهم بقوتكم وسواعدكم.. افعلوا الخير للناس جميعًا. وأضاف المرشد: احملوا هموم أمتكم كلها فى الداخل والخارج، أخلصوا الدعاء لإخوانكم فى سوريا وبورما وكشمير وفلسطين.
وفى كل بقعة يعانى فيها المسلمون وتراق فيها دماؤهم وتغتصب أرضهم وتنتهك حرياتهم. وشدد بديع على الوقوف فى وجه الأعداء قائلا: وقِفوا فى وجه أعدائكم الذين يكرهون لكم العزة والحرية والكرامة يبغونها عوجا، ويعرقلون مسيرتكم ويحاولون إفشال جهودكم وثقوا بعد ذلك فى نصر الله لكم، وتأييده لجهدكم، وادعوه مخلصين أن يتقبل منكم، وأن يجعل خير أعمالكم خواتيمها، وخير أعماركم أواخرها، وخير أيامكم يوم لقائه.