على غير ما يتوقعه العامة، وما يظنه المراقبون من تغيير الموقف عند الرئيس محمد مرسى الذى كان يتزعم حزب الحرية والعدالة، وفكر الإخوان المسلمين ثم ما لبث أن أعلن عن تخليه عن زعامة الحزب وخلع رداء الإخوان ما أن استقر على كرسى الرئاسة بحجة كونه قد صار رئيسا لكل المصريين! والمشهد المقارن ليس بعيدا عن الذاكرة حيث كان المستقلون قد غيروا من شكلهم المستقل وانضموا فور جلوسهم على كرسى مجلس الشعب فى الزمن الغابر إلى عضوية الحزب الوطنى تاركين وراءهم بؤساء جموع الناخبين فى حسرة بعد أن اختاروهم بصفتهم مستقلين! والناخبون فى الحالتين واحد وكان بالأجدر أن يجتمع هؤلاء بعد أن تنازل زعيمهم لبحث أمر التخلى ثم إعادة حساب النسب المئوية المفقودة نتيجة هذا التنازل! ولكن طالما صفقت له الجماهير على حسن اختياره لمريديه من بين صفوف قيادات العدالة والحرية وفرض تعيين رئيس الوزراء و70٪ من الوزراء ما يعطى شارة التجاوب والرضا والاستحسان، وهكذا يتم الاتفاق من دون إجراء استفتاءات شعبية ووجع دماغ المعارضة، كنا نريد من رئيس قد ارتضى المواجهة بشجاعة من تصدر لإثبات أن الإخوان المسلمين فى الصدارة وقد أزال عنهم كل خطايا الماضى لا أن يتخلى عنهم فى أول مواجهة فإن كان هذا التخلى غير صحيح فقد أثبت أن للإخوان وجهين، وجه فى الخفاء ووجه فى العلن وقد ارتضى هو العمل دون استحياء مع الوجهين معا!!