مازالت تساورنى بعض الشكوك حول ما إذا كانت الأوضاع فى مصر سوف تستقر بعد انتخاب أول رئيس مدنى منتخب فى مصر.. ومازالت تساورنى الشكوك أيضا حول الصدام الذى كان من المتوقع حدوثه قبل وبعد الانتخابات الرئاسية فهل تم تأجيله؟! هذا ما يقلقنى ويقلق الكثير من المصريين، ولكن وبعد الخطابات الثلاثة التى ألقاها الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والتى تضمنت عدة مواطن للاطمئنان، حيث وجد الرئيس أنه من الذكاء أن يحاول إرضاء جميع القوى السياسية وجماعة الإخوان المسلمين وحزبهم والقضاة والقانونيين وقرر أن يحلف اليمين الدستورية ثلاث مرات الأولى فى ميدان التحرير لإرضاء القوى الثورية والثانية فى المحكمة الدستورى العليا تنفيذا للقانون والشرعية وأيضا ليصبح رئيسا فعليا لحكم الدستور والثالثة فى جامعة القاهرة أمام أعضاء مجلس الشعب المنحل فى محاولة للالتفاف على حكم الدستورية العليا بعدم دستورية مجلس الشعب، وإذا كان الرئيس قد أعلن فى جميع خطاباته أنه سيكون رئيسا لكل المصريين فإن هذا الإعلان يحتاج إلى وقت لإثباته حيث إن معظم المصريين يساورهم الشكوك حول ما إذا كان الرئيس الجديد على استعداد كامل أن يخلع عباءة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة - الذى كان يرأسه - أم لا خاصة أن موقفه من قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب مبهم وغير واضح،
فهل سيكون الدكتور مرسى رئيسا لكل المصريين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية؟! وهل يستطيع أن يحقق ما يسمى بالمصالحة الوطنية مع كل التيارات السياسية وأن يتخلص من عقد الماضى ويتخلى عن فكرة الثأر والانتقام سواء من رأس النظام السابق أو رموزه؟ لابد من أن يقوم رئيس الجمهورية بتنفيذ كل ما وعد به وأن يحدد موقفه من مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بالأفعال لا بالأقوال وأن يكون أول رئيس وزراء فى عهده مستقلا وليس من الجماعة - التى دعمته وجاءت به لمنصب رئيس الجمهورية وأن يعتمد فى كل اختياراته على أهل الخبرة والكفاءة الذين سيساعدونه على إنجاز المهام الصعبة التى تنتظره.