إلى متى سيظل القصر الرئاسى محاصرا ومحاطا بالعديد من مظاهرات أصحاب المطالب الفئوية وغير الفئوية من سائقى التاكسى الأبيض والمطالبون بالإفراج عن المعتقلين سواء فى مصر أو فى السعودية وضباط 8 أبريل وغيرهم الكثيرون ممن يملؤهم اليأس والإحباط والشعور بالظلم والاضطهاد. أعلم تماما أن هناك ظلما واقعا على العديد من فئات المجتمع وأن هؤلاء المتظاهرين يرفضون مغادرة القصر الجمهورى إلا بعد أن يطمئنوا على قضاء مطالبهم وتحقيق أحلامهم وأن أصواتهم وصلت إلى سمع الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الذى يعتبر بارقة أمل لهم.
ولكن رغم أن تلك المظاهرات توضح أننا بدأنا عصرا جديدا هو عصر الحرية بكل معانيها إذ لم يكن أحد يتجرأ على مجرد الاقتراب من أسوار القصر الجمهورى إلا أن المصلحة العامة تقتضى إنهاء تلك الوقفات والاحتجاجات ، فعجلة الإنتاج متوقفة والوضع الاقتصادى مترد ويزداد سوء يوما بعد يوم لا يبشر بأى خير.
لذلك أدعو كل وطنى مخلص أن يعلى مصلحة الوطن وأن يساهم الجميع فى مرحلة البناء والاستقرار وتحقيق الديمقراطية ولنعلم أن الدكتور مرسى مازال فى نقطة البداية فلنتركه يعمل حتى يستطيع تحقيق أهداف المائة يوم الأولى التى جاءت فى برنامجه الانتخابى.
وكل ما نرجوه من الدكتور مرسى ونحن نغرق فى تلك الظواهر الاجتماعية التى ظهرت مؤخرا والجديدة على المجتمع المصرى أن يعيد جدولة منظومة القيم الاجتماعية فى مصر بخطوات جادة وهادفة لتحقيق النهضة الاجتماعية التى تعد بمثابة السبيل لتحقيق التنمية الشاملة لمصر وما أحوجنا الآن لترسيخ قيم التعاون والتسامح وقبول الآخر ولم شمل الجميع.