«لم أرسم أحلاماً. بل أرسم واقعى الحقيقى فقط» هكذا تقول الفنانة المكسيكية المعروفة صاحبة الحياة التراجيدية الصاخبة. ولدت فريدا كاهلو فى إحدى ضواحى مدينة مكسيكو، درست الطب وتعرفت على الرسام الشهير دييجو رييفرا diego rivera الذى وجهها إلى الفن وقد تزوجا فيما بعد. أصيبت فريدا بشلل الأطفال وترك عاهة بساقها اليمنى، تعرضت بعد ذلك لحادث واضطرت للتمدد على ظهرها عاما كاملا، هنا طلبت أوراقا وألوانا لترسم وبدأت ترسم وجهها يوما بعد يوم فى المرآة لتكتشف موهبتها وحبها للفن. هى لم تدرس الرسم دراسة أكاديمية وإن كانت تلقت بعض الدروس الخصوصية فيه. نلاحظ فى لوحاتها الصغيرة الحجم انعكاس تجربتها الخاصة فى المعاناة، فالرسم هو المتنفس الوحيد لها ولآلامها وعذاباتها، إن أعمالها تعبير عن هذا الواقع الذى نراه مجسدا فى ملامح وجهها إنها ترسم نفسها المقهورة والمحبطة نفسيا، ليس وجهها فقط بل جسدها الذى حاولت أن تنقل تفاصيله الظاهرة والخفية إن ثلث تراثها لوحات رسمت نفسها فيها، لقد تركت أكثر من 150 عملاً، وحظيت بالتقدير والشهرة بعد وفاتها، تقول فريدا عن نفسها «لست مريضة أنا منكسرة ولكنى سعيدة لأننى أستطيع أن أرسم»!