غريب وعجيب أمر حالنا الكروي.. الغرابة نابعة من الطرائف التي نفاجأ بها كل يوم.. الأهلي كان مشغولا طوال الفترة الماضية بالبحث عن مدرب يخرجه من مأزقه.. وفجأة ظهر شخص يدعي أنه وكيل المدرب الفرنسي رينارد، كان شوبير غائبا مشغولا بانتخابات مجلس الشعب، وفي اليوم التالي لإعلان هذه الانتخابات لم يتوقع حتي أقرب المقربين أن يظهر شوبير علي الشاشة، رغم إعلان عدم فوزه في هذه الانتخابات.. عاد شوبير وكأن شيئا لم يكن.. عاد جائعا للإعلام.. ويبدو أن هذا هو ملعبه الذي يتألق فيه بعيدا عن متاعب السياسة، عاد ويبدو أن معاناته مع الانتخابات جعلته يحاول تقصي الحقيقة من منابعها أو يحاول أن يكون برنامجه عنصر تهدئة لا عنصر تصعيد! شوبير فاجأنا بإيقاع برنامجه السريع، وفقراته المتتالية، التي يرد فيها علي كل ما يثار من أخبار وشائعات. بكل حيادية، وكل موضوعية، عرفنا الحقائق، واكتشفنا أن رينارد ليس له وكيل في مصر، واكتشفنا أن رينارد مدرب عند كلمته، يقول وبكل وضوح إنه يبحث عن وظيفة ويتمني أن يدرب الأهلي. وأصبح شوبير وأصبحت فقراته مصدرا أساسيا لكل أخبار الإنترنت والصحف، ينسبون الكلام لأصحابه ويفكرون أنهم قالوه عند شوبير في برنامجه، علي اعتبار أن الكل لا يمكن أن يكونوا قد شاهدوا البرنامج. لكن الإنصاف يقتضي أن تنسب هذا الأخبار لصاحبها، وهو شوبير وجهاز الإعداد في برنامجه اليومي.. «كورة النهارده». شوبير يكشف كل يوم مدي الفهلوة التي نسير عليها في الكرة التي ندعي إننا نحترفها.. ورغم أن شوبير أحيانا تطغي عليه بعض «الشخصنة» في كلامه، إلا أنه علي الأقل موضوعي في استعراض الأخبار وعرضها وتقديم الانفرادات منسوبة لأصحابها. لكن المشكلة الآن أن شوبير وبرنامجه أصبح مقابلا لمدحت شلبي وبرنامجه، والجماهير تقارن، وتتحدث هاتفيا منتقدة هذا البرنامج لهذا البرنامج، تبدو قنوات مودرن في النهاية، إنها تسير في اتجاهات متضادة، هناك قناة شوبير، وهناك قناة مدحت شلبي. كان هذا يحدث من قبل عندما كان محمد شبانة يهاجم مدحت شلبي في نفس القناة، وكأن القناة ليس لها أصحاب أو كأنها تسير بلا خطوط عامة تحكمها ولا معايير واضحة تسود أداءها. الحكاية فعلا تحتاج إلي إعادة نظر سريعة، لأن ما يحدث لا يجوز إعلاميا بأي شكل من الأشكال. برامج الرياضة أصبح لها جمهورها العريض، وأصبح مقدموها مؤثرين بشكل ملحوظ في سير الحركة الرياضية، ولابد من إعادة النظر في المعايير التي تسير عليها، لأن الانفلات بدأ يسود في ملامحها، وهذا له مردوده السيئ جدا علي الرياضة وصناعها في مصر. عودة شوبير أضفت حيوية من جديد علي البرامج الرياضية، وأعادت الأمور إلي نصابها، وكان له دور كبير في كشف الكثير من الحقائق الغائبة، والأخبار المغلوطة، في وقت أصبح السائد هو الحقيقة الغائبة والخبر المغلوط!