ابطال فيلم الشوق يمكن التأكيد بدون مبالغة أن فعاليات الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى التى انتهت قبل أيام بدأت بالتزامن مع العرض الأول لفيلم «الشوق» الممثل الوحيد لمصر فى المسابقة الرسمية، لكن الأيام التالية وحتى موعد عرض «الشوق» شهدت حضورا متوسطاً بسبب تباعد دور العرض على مستوى الأماكن وعدم وجود أحداث أو أفلام يجتمع عليها الحضور، بالتالى عاد الزحام للمهرجان من جديد عندما بدأت عروض الأفلام المصرية. الناقد الكبير رفيق الصبان الذى أدار الندوة أشاد بالعمل ككل وبكل الممثلين المشاركين فيه الأمر الذى أدى لطلب بعض الصحفيين الحصول على الكلمة بسبب ضيق الوقت المخصص للأسئلة، وأجمع الحضور على تألق الفنانة سوسن بدر وتميز المشاهد التى ظهرت فيها، لكن الانتقادات طالت الفيلم من جهة أخرى بسبب بطء الإيقاع أحيانا وعدم منطقية الأحداث فى أحيان أخرى، غير أن أسرة الفيلم دافعت بقوة عن «الشوق» حيث أكد المخرج «خالد الحجر» أن استخدام الإيقاع البطىء هو اختيار فنى لأنه اعتمد من البداية تكنيك ال«وان شوت» مشيداً بفريق الممثلين الذين تعامل معهم، وفى مقدمتهم «سوسن بدر» والممثل «سيد رجب» وهو أيضا كاتب السيناريو، واعتبر الحجر عرض الفيلم بمثابة رد واضح على الانتقادات الموجهة للشوق قبل عرضه، فهو لا يدور فى المناطق العشوائية وإنما الأحياء الفقيرة وهناك فارق كبير، كما أنه لا يضم مشاهد جنسية كما توهم البعض، وهو عمل إنسانى من المقام الأول، ورداً على من لم يعجبهم الفيلم قال خالد الحجر إنه قدم فيلما للجمهور، وعلى الناس أن تحدد موقفها منه بحرية، فيما أكدت الفنانة سوسن بدر سعادتها بالتجربة التى أتاحت لها الفرصة لتقديم شخصية جديدة عليها وعلى السينما المصرية مؤكدة أنها تخوفت من المقارنة بين شخصية «أم شوق» وشخصية «بدرة» فى مسلسل «الرحايا» بسبب الملامح الخارجية، لكنها بذلت ما فى وسعها للهروب من هذه المقارنة وتعتقد أنها نجحت إلى حد كبير، وقالت إن مشاهد التسول كانت صعبة لأنها كانت حقيقية لكن المشهد المؤلم بالنسبة لها كان موت الطفل، وكل فريق العمل كان يعيش حالة من الصمت خلال هذا اليوم، فيما دافع المؤلف «سيد رجب» عن الثغرات التى أوجدها الحضور فى الفيلم مثل وفاة الطفل بسبب عدم غسيل الكلى رغم توافره فى بعض المستشفيات الحكومية، لكن «سيد رجب» رأى أنه اعتمد على الضرورة الإنسانية لا الدرامية لأن هناك فعلا من يموت بسبب عدم وجود العلاج فى الوقت المناسب، وعن كون كل الشخصيات الذكورية فى الفيلم مهزومة قال إنه لم يتعمد ذلك لكن هناك سببين وراء الأمر أولهما أن البطولة للسيدات الثلاث «الأم وابنتيها» حيث الحكاية التى انطلق منها العمل، وفى نفس الوقت فإن هزيمة المجتمع للإنسان وجعله محتاجا لا مستورا أمر لا يفرق بين الرجال والسيدات من وجهة نظره، وختم خالد الحجر النقاش بتأكيده أنه لم يتعمد تقديم فيلم سوداوى لكنها حالة الفيلم وكان يجب الالتزام بها، وكل فيلم له حالة تخصه والأهم أنه قدم تجربة مختلفة تؤكد أن «الفقر قتل الحب لكن القلب يقتله الشوق». محمد رمضان وبجانب سوسن بدر كان هناك مجموعة من النجوم الشباب مثل أحمد عزمى الذى تغيب عن مشاهدة الفيلم و محمد رمضان الذى قدم نفسه فى شخصية جديدة تؤكد أنه قادر على التنويع أيضا شارك فى العمل الممثل الكبير «أحمد كمال» فى شخصية صاحب محل الخردوات ويوسف إسماعيل فى شخصية «أبوسالم» و ماهر سليم فى شخصية «عوض الكفيف» وكمال سليمان فى شخصية «الصعيدى بائع الخضار» و«سلوى محمد على» فى شخصية «أم سالم» و«بطرس غالى» فى شخصية «بائع الجاز» و«دعاء طعيمة» فى شخصية زوجته و«منحة زيتون» فى شخصية «تحية» فيما جسد السينارست «سيد رجب» شخصية الأب. ميريهان كواليس الندوة حرص عدد كبير من السينمائيين والفنانين على حضور العرض الأول لفيلم الشوق من بينهم المخرج محمد خان، خيرى بشارة، درة التونسية، خالد أبوالنجا. أهدى المخرج خالد الحجر شريط الفيلم لروح صديقه الراحل مهندس الديكور حامد حمدان، وكلاهما من خريجى مدرسة المخرج الراحل يوسف شاهين. أثارت الممثلة غادة إبراهيم استياء حضور الندوة بسبب إصرارها على مدح كل أبطال الفيلم لمدة طويلة رغم أنها زميلتهم وتستطيع الحديث معهم فى أى وقت بدلاً من الجور على الوقت المخصص للصحفيين والإعلاميين. حددت إدارة المهرجان 30 دقيقة فقط لندوة الفيلم بسبب ظروف دار عرض فاميلى سينما، خصوصا أن الندوة بدأت قبل منتصف الليل بقليل فيما فتحت دار العرض صالتى 3و4 للحضور لتخفيف حدة الزحام.