قبل أسابيع قليلة ونحن فى «صباح الخير» نحتفل بمرور عشرين عاما على مهرجان «القراءة للجميع» بعدد خاص تحت عنوان «20 سنة قراءة للجميع» نرصد كيف بدأت الفكرة وكيف تطورت ومدى ما حققته من فرصة تاريخية فى بناء وجدان أطفاله وشبابه بناء حقيقيا يرتكز على الإبداع الثقافى والتنويرى. بعد أن تصدى مهرجان القراءة للجميع لأكبر المشكلات التى تعيق الإبداع الثقافى وتقف حجر عثرة بينه وبين انتشاره فى البيوت المصرية حين أصبح الحصول على كتاب عبئاً اقتصاديا كبيرا يضيف ضغطا على ضغوط تفاصيل الحياة اليومية.. فتتحطم هذه العثرة وتطوف ملايين الإصدارت من الكتب المتنوعة فى مجالات المعرفة الإنسانية فى المدن والقرى والنجوع. وفى هذا السياق قلت إننا جميعا.. شبابا وكبار قراء وكتاباً ومبدعين وباحثين وناشرين.. مدينون بالعرفان والتقدير للسيدة الأولى سوزان مبارك التى أطلقت هذه المبادرة ودعمتها بالجهد الدءوب والرؤية المستنيرة إيمانا بحق هذه الأجيال فى المعرفة والإبداع والتواصل الثقافى. مجتمع بأكمله مدين لهذه السيدة النبيلة - سوزان مبارك - وإيمانها بحق البسطاء فى حياه أفضل، وإصرارها الدءوب على الإنجاز خطوة خطوة وسنة بعد سنة وعلى أكثر من محور وفى أكثر من اتجاه.. بنفس الحماس ونفس التفانى فى العمل ونفس الإصرار على بذل الجهد والوصول إلى الهدف. وفى هذه الأمسية المهيبة التى قرر فيها مجلس جامعة القاهرة العظيمة منح السيدة سوزان مبارك الدكتوراه الفخرية فى علم الاجتماع بناء على توصية من مجلس كلية الآداب وبالإجماع.. يعلن رئيس الجامعة د.حسام كامل الحيثيات فى أن السيدة سوزان مبارك جمعت بين المعرفة فى العلوم الاجتماعية والعلوم السياسية فى المجالين الدولى والمحلى، ولها بصمات وأنشطة متميزة فى كل أنشطة التنمية البشرية، كما أن لها دورًا رائدًا فى العمل الثقافى ومبادرة «المليون كتاب»، وأصبح مشروع «القراءة للجميع» الذى استمر 25 عامًا علامة من علامات النهضة فى المجتمع، كما قامت بدور مشهود لتمكين المرأة على مختلف الأصعدة المحلية والدولية، وعملت السيدة سوزان مبارك فى مجال حماية الطفل والنشء من مخاطر الإنترنت، ودعم مستشفى سرطان الأطفال، وحملة شلل الأطفال وختان الإناث وصحة المراهقين، وقانون الجنسية المصرية والمساواة بين الأم والأب فى حصول الابن على الجنسية، كما أولت اهتماما غير مسبوق بالفتاة المصرية لمواجهة المفاهيم السلبية السائدة فى المجتمع ولجأت لحلول غير تقليدية فى حل هذه المشاكل. كما عملت على نشر ثقافة السلام وبذلت جهدًا منظماً فى الرعاية الطبية ودعم المعهد القومى للأورام ومشروعه الجديد فى السادس من أكتوبر، كما قامت بجهد كبير فى تطوير المدارس ومكافحة الفقر والاتجار بالبشر، فضلاً عن جهودها فى جمعية الرعاية المتكاملة والهلال الأحمر والمجلس القومى للطفولة والأمومة والنهوض بالمرأة بصفة عامة، وقد لاقت كل تلك الجهود تقديراً واعترافاً علمياً من مجلس الكلية، وتم منحها الدكتوراه الفخرية بالإجماع، فهى نموذج للمثقف الواعى الذى يستند إلى حقائق العلم الاجتماعى فى البحث والحلول. وتحت قبة قاعة احتفالات جامعة القاهرة التاريخية تتسلم السيدة سوزان مبارك الدكتوراه الفخرية.. وبكل مشاعر التواضع تشكر السيدة النبيلة جامعة القاهرة، وتجل من جامعة القاهرة ودورها وتاريخها ورسالتها التنويرية بشأن دور الجامعة وتأثيرها فى المجتمع المدنى. وتعلن السيدة سوزان مبارك عن إهدائها هذه الدكتوراه - بكثير من العرفان - لرفاق الرحلة وشركاء النجاح الذين عملوا معها فى خدمة المجتمع.. وقبولها هذا التكريم بفخر واعتزاز وشعورها بأن التكريم ليس لها وحدها وإنما لكل من عمل معها فى تحقيق أهداف نبيلة وطموحات كبيرة أضافت رافدا لملامح العطاء لهذا المجتمع. وتؤكد على دور ومسئولية المجتمع المدنى وسط مناخ يشجعه ويدعو إليه باعتباره ضلعا أساسيا فى مثلث المشاركة الضرورية من المجتمع والدولة ومجتمع الأعمال.. مشيرة إلى أنها لمست عن قرب - ولسنوات طويلة - أهمية هذه المشاركة وترسخت قناعتها بضرورتها فى التعامل مع مختلف المشكلات والهموم التى تواجه حركة التنمية، وكلها باتت مطروحة بقوة على أجندة العمل الوطنى. تسلمت السيدة سوزان مبارك شهادة الدكتوراه الفخرية من منبر جامعة القاهرة العظيمة فى تكريم لم يكن الأول، فقد سبق أن نالت التقدير والتكريم من مؤسسات دولية ومنظمات تمثل قارات العالم أجمع لها قدرها وقيمتها.. فى مشهد ساحر فى ليلة جليلة حيث تقدم أساتذة الجامعة من أعضاء مجلسها مرتدين الأرواب الجامعية تكريما لسيدة نبيلة عشقت هذا الوطن وآمنت بحق أبنائه فى حياة أفضل. محمد عبدالنور