حلم تنامي حتي أصبح صرحا ثقافيا كبيرا نحتفل هذا العام ببلوغه العشرين عاما وقد زاد نضوجا وأثري المعرفة في كل فروعها وأعاد القراءة للأسرة بعد أن أصبح الكتاب وسعره الزهيد في متناول كل محب للقراءة. ولدت فكرة مهرجان القراءة للجميع في مؤتمر الاتحاد الدولي للناشرين الذي عقد بلندن عام 1988 وفيه تم مناقشة مكتبات الطفل في مصر والدور الاجتماعي والثقافي الذي يمكن أن تقوم به المكتبة في حياة الطفل والشاب والأسرة وتطورت فكرة الرعاية التي بدأت كمشروع رسالة الماجستير للسيدة سوزان مبارك بقسم الاجتماع بالجامعة الأمريكية لتتحول إلي مشروع قومي للقراءة بمسمي القراءة للجميع.. وظلت الفكرة موضع البحث والدراسة من سيادتها حتي دعت في 23مايو 1991 كل المهتمين بثقافة وقضايا الطفل المصري لاجتماع هام بمكتبة مصر الجديدة وطرحت سيادتها العديد من التساؤلات حول مستقبل الطفولة وتأثير ثقافة الطفل المصري علي تقدم الوطن وحددت سيادتها في هذا الاجتماع طبيعة المهرجان وأهدافه ليصبح أهم مشروع ثقافي عرفته مصر في تاريخها الحديث.. مهرجان القراءة للجميع دعوة للتنوير وإيمان بأن الثقافة هي بكل المقاييس أفضل استثمار يعود بالخير علي المجتمع المصري لأنه بيئة ثرية بالسلوك الفكري وهو أيضا مدخل لمهاجمة الأمية الأبجدية والثقافية والمهنية لتضييق فجوة التخلف التكنولوجي.. بدأ المهرجان بتوفير خدمة مكتبية عامة للأطفال تتضمن تيسيرات استخدامهم لمجموعة ملائمة من الكتب والمواد التعليمية المختلفة وربطهم بالمكتبة عن طريق برامج ووسائل ترفيهية وتعليمية بداية من تعرفهم علي الصور والكلمات حتي يتمكنوا من الاستفادة من الخدمات المكتبية للكبار والصغار. أهداف المهرجان حددت السيدة سوزان مبارك لمهرجان القراءة للجميع فلسفة واضحة أساسها الإيمان الراسخ بقيمة القراءة ودورها في صنع الأجيال وحق الطفل المصري في القراءة التي أصبحت في عصرنا تماثل حقه في التعليم والصحة والغذاء والوصول بالكتاب إلي كل طفل وقارئ بمصر وخاصة في المناطق المحرومة في الريف والحضر مع ترسيخ عادة القراءة وحب الكتاب وتنمية الشعور بأهمية القراءة لكل فرد من أفراد الأسرة وتشجيع الأسر علي تنمية عادة القراءة لدي أطفالهم ومنحهم الفرص الكافية للقراءة ومشاركتهم متعة القراءة وفوائدها وربط الأطفال بالمكتبة عن طريق الأنشطة التعليمية والترفيهية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بتعميم المكتبات والكتب بين القادرين وغير القادرين وتخفيف العبء عن كاهل الأسرة. دور الرعاية المتكاملة يعتبر مهرجان القراءة للجميع نموذجا فريدا في تحقيق التعاون بين الجمعيات الأهلية والهيئات الحكومية وأهمها جمعية الرعاية المتكاملة والوزارات والمحافظات ليصبح منظومة عطاء لتنمية المجتمع فساهمت جمعية الرعاية بإمداد 20 مكتبة جديدة في المحافظات بالكتب اللازمة لفتح مكتبات وأيضا ساهمت بإعداد مكتبات عامة للكبار تابعة للجمعية.. وتساهم الهيئة العامة لقصور الثقافة بدور هام في مهرجان كل عام نتيجة لاحتكاك الهيئة بأطفال مصر في كل المحافظات بتنمية الاتجاهات الإيجابية لدي الطفل والشاب وخاصة التي تمس الانتماء الوطني مثل التسامح والانتماء. مكتبة مبارك بالإسماعيلية وبمناسبة إطلاق دورة مهرجان هذا العام افتتحت السيدة سوزان مبارك مكتبة مبارك العامة بالإسماعيلية وهي إضافة جديدة لمكتبات مبارك وقامت بالتوقيع علي عدد من الكتب أهدتها للأطفال والشباب ضمن حملة المليون كتاب وقالت سيادتها في هذه المناسبة إن تحقيق الحلم لم يكن سهلا وتطبيق الرؤي والأفكار احتاج جهدا وعملا لأن عادة القراءة لم تكن متأصلة لدي بعض الأسر المصرية وكان إنشاء مكتبات مبارك في أكثر من مكان حلما طموحا فتم إنشاء شبكة متكاملة من مكتبات مبارك في الوادي الجديد وبورسعيد والدقهلية والقليوبية والغردقة ودمياط ودمنهور والفيوم والإسماعيلية وهناك عدد من المحافظات يعمل علي الانضمام لهذا المشروع. التطور التكنولوجي لم يقتصر نشاط القراءة للجميع علي القراءة فقط بل امتد ليواكب التطور التكنولوجي بإدخال التكنولوجيا للمكتبات بإتاحة وجود أجهزة الكمبيوتر والوسائط والشبكات الخاصة بالمعلومات العامة والدراسية إلي المدارس. اكتشاف المواهب المسابقات الثقافية والفنية التي تصاحب المهرجان هي فرصة لاكتشاف المواهب من الأطفال والشباب ويسارع الموهوبون لتقديم صور إبداعاتهم المختلفة مع قدرتهم علي التغيير والتجديد المستمر ليصبح المهرجان مهرجانا للإبداع والقراءة وتبنت السيدة سوزان مبارك جائزتها الخاصة التي تمنح كل عام للموهوبين في أدب الأطفال وكذلك المتميزين من الموهوبين في كافة مجالات الأنشطة الفنية والثقافية المصاحبة للمهرجان.. حضر إطلاق الحملة كل من فاروق حسني وعبد السلام المحجوب واللواء أحمد فاضل والدكتور صفي الدين خربوش وفريدة الوكيل وعبد الرؤوف الريدي.