«عينى على أهل كايرو» هذه ليست مجرد أول جملة فى التتر الرائع الذى كتبه أيمن بهجت قمر لمسلسل أهل كايرو، وإنما الجملة التى أرددها يومياً بعد مشاهدتى لهذا المسلسل بدءاً من التتر كملخص للمسلسل كله، والشخصيات التى نراها فى مجتمعنا الآن «هنا حرامى عامل عصامى.. فلاتى عامل شعاراتى.. بالليل هات نفس ياسامى.. ياما البدل بتدارى.. سلطة وماحدش دارى». ومروراً بالتمثيل الرائع للفنانين وعلى رأسهم خالد الصاوى الذى جعلنى أشعر أنى أمام ضابط حقيقى بأدق تفاصيل حركاته وانفعالاته بل وعفوية مفرداته، شعور لم يراودنى منذ أفلام أحمد زكى ووصولاً بالحبكة الدرامية المتمثلة فى شخصيات المجتمع المختلفة والمتباينة فى فرح «صافى سليم» والتى تمثل طبقة جديدة «واصلة من الآخر» على حد قول شباب اليومين دول فلها علاقات قوية برجال ذوى نفوذ ووزراء سابقين وحاليين، والشيخ الذى جاء للفرح ممثلاً طبقة الدعاة الجدد بسلاسة كلامه وتحايله على الظهور بالمظهر العصرى، وكيفية إيجاد أسباب لنفسه للتواجد وسط من يصفهم فى وقت آخر بالخارجين على الدين، وكيفية تأقلمه معهم وتبريره لذلك. ومازلت أتابع الحلقات التى ازدادت حبكة وإثارة بعد قتل صافى صباح يوم زفافها، ولكن الواضح أننا أمام تمثيلية مميزة من جميع النواحى. ومن أحلى المشاهد الموقف الذى يرمز لحكمة الشعب المصرى البسيط متمثلاً فى الرضا مهما كانت الجروح والأزمات، عندما قال التربى البسيط للجراح: «من منا بلا جروح كلنا عندنا جروح دا إحنا «جينا الدنيا بجرح» إزاى ماخدتش بالك وأنت جراح. وتحية لمايسترو العمل المخرج محمد على