بعد أسابيع من زواجها قابلتها وسألتها عن أحوالها، فإذا بها تقول لى : «أهى عيشة والسلام» ..! الحقيقة أن الجملة أفزعتنى وأزعجتنى وتصورت أنها تقول «إيفيه» أو دعابة ما، لكن بعد استمرار فى الحديث فوجئت بأن العروس تتحدث بمنتهى الجدية، حيث إنها بدأت تشعر بأنها ليست فى الحياة المثالية أو على الأقل فى الحياة المتوقعة التى رسمتها لنفسها قبل الزواج. سألتها عن فترة الخطوبة، ففاجأتنى بإجابتها: شهرين ! والأكثر دهشة أنها لم تكن تعرف هذا الشاب من قبل، فقد ارتبطت به بعد مقابلتين فقط، ومن ثم حدد الأهل موعد الخطوبة والزواج، حيث إن كل شىء - على حسب تعبيرها- كان جاهزاً. وهل عرفته جيداً ؟ فأجابتنى الفتاة: عادى، عرفت إنه ابن حلال وعائلته كويسة وشغله كويس .. واتكلمنا شويه .. وخلاص! وبعد أن حكت تفاصيل كثيرة عن مدى الاختلاف بينها وبين زوجها، قالت بمنتهى العفوية: بصراحة أنا قررت أتزوج بسرعة ولا أطيل فترة الخطوبة «عشان أنجز .. لأن سنى كبر وكان لازم أتجوز» !! ببساطة .. تزوجت بسرعة ليس حباً فى زوجى ولا فى الزواج نفسه .. لكننى عاوزة أكون أم .. عاوزة أنجب قبل أن يمر العمر بى وتقل فرصة الإنجاب ! أذهلنى منطق الفتاة، ولكن الذهول الحقيقى أنها لم تكن المرة الأولى التى أسمع فيها هذه الجملة : «نتجوز عشان نجيب أولاد»! زواج مزيف قائم على هدف آخر بعيداً عن هدف الزواج الحقيقى، بعيداً عن الرغبة فى صناعة حياة زوجية سعيدة، قد تسفر عن حياة أسرية سعيدة، لكن هناك البعض يقوم باختصار مراحل عديدة من حياته ليتجاوز بها إلى مرحلة أخرى لاحقة. وغالباً من يفكر بهذه الطريقة لا يستطيع أن يعيش أيا من المراحل بشكل سليم أو حتى سعيد. لا يمكن أن تكونى أماً سعيدة إلا لو نجحت فى أن تصبحى زوجة سعيدة. لا تكونى أنانية .. تساهمى فى وجود كائن لاحول له ولا قوة فى الحياة إلا بسبب رغبتك الأنانية فى أن تكونى أماً. لا تجلبى التعاسة لحياتك ولحياة طفل برىء.؟