أسعدتنى قناة التليفزيون العربى التى خرجت إلى النور بمناسبة مرور خمسين عاما على مولد التليفزيون وإذا كان عمر التليفزيون المصرى يقترب من عمرى فإننى فى حقيقة الأمر كنت أستعيد ذكريات الطفولة الجميلة مع الراحل العظيم عبدالله غيث فى «هارب من الأيام» وماما سميحة التى ارتبط بها أبناء الجيل الذى أنتمى إليه والمعلق الكروى الذى ترك بصمة لن يمحوها الزمان محمد لطيف وذكريات كل نجوم دولة الفنون والطرب والأجمل من ذلك كله أن التليفزيون أخرج هذه الكنوز إلى النور وبدد مخاوفى التى زادها ما سبق أن استمعت إليه من أن المسئولين فى التليفزيون بددوا هذه الكنوز التى لا تقدر بثمن إما بإعادة التسجيل عليها أو بمنحها للآخرين على سبيل الهبة والمهم الآن بعد أن ثبت بما لا يقبل الشك أن ذاكرة التليفزيون بخير وأن شرائطه فى أمان والحمدلله فعلى السادة المسئولين تعيين رئيس لهذه القناة الوليدة تكون مهمته الحفاظ على هذه الخبيئة الفنية التى ليس لها مثيل بين تليفزيونات العالم العربى والتى ستتحول إلى مثار للفخر والتباهى لأن ما نملكه من تاريخ فى دولة الفنون لا يستطيع أحد مهما أوتى من مال ونفوذ وسلطان أن يأتى بمثله وعلينا أن نبحث جيدا فى دهاليز التليفزيون من بقية ذلك الكنز والعمل على الحفاظ عليه باستخدام أحدث الطرق العلمية.. لأن من لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل عنده والحمد لله أن تاريخنا محفوظ ومحفور فى ذاكرة هذه الشرائط التى هى بالنسبة لى تساوى فى أهميتها بل تفوق ما خلفه الفراعنة من آثار ولذلك فإننى أستحلفكم بالله أن تصونوا هذه الآثار الفنية من أى ضرر وياحبذا لو عملنا مجلسا أعلى لصيانتها والحفاظ عليها وبحث أفضل الطرق فى عرضها وتسويقها تماما مثلما هو الحال مع زاهى حواس فى المجلس الأعلى للآثار.. وأقترح أن نضم إلى هذا المجلس كبار مخرجينا وكتابنا ومؤلفى الدراما والفنانين الذين ساهموا فى صنع هذا التاريخ.. إنه مجرد اقتراح أتمنى أن يكون له صدى لدى السادة القائمين على الأمور فى ماسبيرو!!