( إلحقينى ياما.. عزرا الحلاق أكل ودانى).. صحيت من أحلى نوم وأحلى حلم على هذه الجملة.. كنت بحلم إنى بتغدى ملوخية بشوربة الفراخ، منك لله يا عزرا مش عاوز تهنى ابنك على الأكل حتى فى الحلم.. المهم اتفزعت على صراع ابن جارتنا أم محمود وهو بيجرى على الشارع، جريت أنا كمان على أبويا لقيته قاعد، ولا كإنه هنا ولسة بسأله عن المصيبة اللى عملها لقيت أم محمود وأبوه وعيلته كلها جايين جرى، وقبل ما حد فيهم يفتح بقه فوجئنا بعزرا دخل فى هيستريا عياط وقعد يبوس على دماغ الولد اللى عوره، ورجل أبوه، ويقول: معلهش والله ما كانش قصدى.. أصلى حلقت له بغطاء علبة تونة عشان مش معايا فلوس أجيب موس حلاقة.. أعمل إيه أمى عيانة وصرفت عليها كل فلوسى، والواد ابنى كان نفسه فى قبقاب بدل اللى باظ، ده غير الولية مراتى وطلباتها مابتخلصش، وقعد أبويا يعد لهم فقره، وأنا واقف مذهول بتفرج على الكداب ابن الكدابين والناس مش عارفين يتكلموا معاه نصف كلمة هيعملوا إيه.. أصله صعب عليهم لدرجة إنهم نسيوا اللى عمله فى ابنهم ده غير أن أم محمود أول ما طلعت بيتها بعتت لى قبقاب، والراجل أبويا بدل ما يديهولى راح باعه، وأخذ ثمنه فى كرشه، ولقيتنى بقول فى سرى ماشى يا عزرا الكلب، والله لأفتن عليك.. وفضل أبويا على الحال ده بيحلق للناس وكل يوم خناقة، مرة يعور حد ومرة يحلق جنب ويسيب التانى، ولما حد يكلمه يقول له: دى موضة وكل ده طبعاً علشان ييجى له تانى ويحلق بفلوس تانية. ومرت الأيام وكبرت وكبر عزرا الأب وبقيت على وش جواز، وإحنا المثل عندنا بيقول: الجواز صون وعفاف، هو بصراحة ده مثل مصرى بس معلهش بقى ما إحنا كل حاجة بناخدها ونقول عليها بتاعتنا. ففكرت أتجوز بنت صاحب بابا الإسرائيلى وفعلاً رحنا نتقدم لها، وياريتنى ما رحت، ولا شوفت.. أصل ربنا ما يوريك اتنين إسرائيليين قاعدين يتفقوا مع بعض، قعد عزرا الأب يتفاوض مع أبو العروسة اللى هو فى الأصل صاحبه، ويقسموا مع بعض هايشتروا إيه لى وللعروسة وكل واحد فيهم مش عاوز يجيب حاجة أكتر من التانى، وبعد مرور خمس ساعات وطبعاً ما كنتش شربت أى حاجة عند حماى الجعان، وصلوا لحل وسط هيلموا تبرعات من أهل الحارة عشان يسترونا بعدها أبويا رضى بالعافية نعيش عنده فى البيت لكن الناس رفضوا كفاية اللى شافوه من أبويا الشحات فقررت أعيش يوم عند أبوها ويوم عند أبويا، وجاء يوم الفرح. عزرا صمم يحلق لى وكمان يحلق للعروسة، والمشكلة إنى عرفت أتهرب منه متحججاً بأن الشعر الطويل موضة، لكن المسكينة ما عرفتش تفلسع منه وطبعاً زى ما توقعت.. شال لها شعرها كله، قال إيه: عشان ما تفكرش تستحمى كتير أو تطلب جاز تدهن بيه شعرها.. أصله غلى وأول ما شافت المسكينة نفسها فى المراية جريت على أبوها، وقالت له: عزرا الجلدة حلق لى شعرى.. أنا مش عاوزة أتجوز ابن الراجل البخيل ده، وديه كانت نهاية قصة زواجى إللى لسة ما كانتش بدأت وبعدها جالى اكتئاب قررت أسيب البلد للراجل إللى ابتلانى بيه الزمن وخلانى أقول له يا بابا، علشان كده فكرت أكتب مذكراتى .