1- الشكوي الأولي .في يوم لم تطلع له الشمس.. أو طلعت بس كانت زي البطيخة المضروبة، وجدت أم العيال أو الجماعة تشتكي من كليتها، مع أن مافيش حاجة شغالة فيها خالص، قصر الكلام.. خدتها علي المستشفي الحكومي، لقيت طابور من أول الباب لحد آخر الشارع ولا طوابير العيش، ومافيش حد راضي يعبرني، لقيت حجرة مكتوب عليها الحكيمة، فدخلت وياريتني مادخلت ياإخواني، لقيت واحدة قاعدة علي مكتبها وقدامها طبق فول وحزمة بصل وجرجير ونازلة أكل ولا الوحش وعمالة تشخط شمال ويمين في العيانين، وبين الشخطة والشخطة، ينط الأكل من بقها اللي عامل زي البلاعة، ميلت علي واحد فيهم وسألته: مين الست دي؟! بص لي بعين ردية، وقال لي.. دي الدكتورة جمالات حقنة الباش حكيمة. ياصباح الشكشكة، وهي مالها كدة متضايقة قالي لي: ده حالها علي طول من ساعة مافاتها القطر.. قلت في سري ياريته كان عدي عليها وخلصنا منها، ولسه هاأخرج لقيتها بتصوت: أنتو مين، وهنا أنقذتني أم العيال وردت: أنا تعبانة وجاية المستشفي أكشف فردت عليها، وهي تدفع بنصف الرغيف في فمها، ياخفة دمك ياأختي، ما أنا عارفة أنك عيانة ولا حد قالك إنك في عبدالرحيم عمرو، أنا قصدي إيه اللي دخلكم هنا، فقلت لها.. أصلي مش لاقي حد يدلني علي الطريق يادكتورة، فنفخت نفخة البطريق وقالت: روح علي طابور الكشف وأدفع يااقتصادي يامجاني، ومش عاوزة أشوف وشك تاني. ورحت علي الطابور لقيت واحد شبه الشاويش عطية قرب مني وقال: مالك، شكلك تعبان، قلت له: مش أنا دي المدام.. قال لي: أنت ابن حلال اطلع بالمعلوم، بدل البهدلة، ودخلني لحجرة دكتور قال له: استلم الزبون وبعد الكشف السريع قالي: 01 آلاف جنيه رديت: منين يابيه قال لي كليتها بايظة وخربانة، ولازم واحدة جديدة، قلت: أنا سمعت إن فيه علاج علي نفقة الدولة فنظر لي بقرف وكأني شحات، وأعطاني لستة طلبات من شهادات ميلاد لبطاقات حتي بطاقة التموين، المهم أخذت المدام وطلعت من المستشفي وكأني كنت في مستشفي المجانين.. ركبنا توك توك عشان نروح.. فلفت نظري إعلان متعلق فيه: "بدل كليتك القديمة بواحدة جديدة وعليها زايدة هدية بضمان سنة والسعر هنا"، سألت زغلول السواق، وفهمني الموضوع فقالت لي أم العيال: مانجرب ياسي عبدالعال، بس الحاجات دي مش مضمونة ياستيتة، رد السواق: علي ضمانتي ياأستاذ ده دكتور ممتاز، طلعت وأمري لله.. مش قصدي طبعاً للعيادة أصلها كانت تحت بير السلم ولقيت يافطة مكتوب عليها "دكتور ممتاز ساطور" فارتعشت من الاسم واستعذت بالله، فقالي السواق.. أصله لامؤاخذة بيشتغل جزار بعد الظهر ودي مهنة العيلة أباً عن جد، مش عاوز أطول عليكم أخذ اللي فيه النصيب وأخد ستيتة عالعمليات وقال يافكيك (طبعاً الدكتور) لكن حدث شيء غريب وأنا قاعد مستني العملية.. دخل واحد شكله عجيب ومعاه كام حمار علي كام معزة، ودخل أوضة مقفولة وبعد شوية خرج الدكتور ممتاز وطمني علي أم العيال رجعنا البيت وفضلت نايمة طول الليل، والصبح صحيت ولسة بحضر فطار للعيال لقيت ابن البكري بيجري ويقول: الحق ماما.. جريت علي الأوضة، لقيت الولية عمالة بتنهق بصوت حماري، جريت علي الدكتور لقيت العيادة مقفولة وهداني تفكيري للواد زغلول سواق التوك توك، وبعد ساعات وساعات لقيته فجريت وراه، وبعد العلقة التمام سألته: فين دكتور الحمير، قال لي: أنا ماضحكتش عليك أنت اللي اخترت ودفعت القليل، قلت له فهمني.. وراني الإعلان وفرده قدامي.. أتاريني ماأخدتش بالي. فبعد كلمات الإعلان وعند آخر كلمة: ضمان سنة والسعر هنا.. كانت المفاجأة، تحت الإعلان كان فيه أسعار: كلية حمار 3 آلاف كلية معزة 5 آلاف كلية بني آدم 01 آلاف وعدت إلي البيت، فوجدت السكون يخيم علي المكان، حمدت ربنا وقلت، جايز الولية خفت وكلية الحمار جابت معاها نتيجة.. وكانت المصيبة، الولية قاعدة بتفطر العيال. برسيم بالزيت الحار، فلقيتني بأضحك من غلبي وبأقول: قليل البخت.. لا تعاتبه ولا تلومه تطلب من الله.. ينقذ عقله ويرفع همومه.