رغم أنها أصبحت اسما معروفا لدي الجمهور المصري بعدما تابع الجمهور العديد من المسلسلات التي قدمتها للدراما السورية خصوصا «الاجتياح» ومسلسلها المصري الوحيد «نسيم الروح»، لكن الممثلة الأردنية «صبا مبارك» لا تزال متمسكة بمبدأ عدم الانتشار علي حساب المضمون، وقالت ل «صباح الخير» وهي تحتفل بعرض فيلمها المصري الأول «بنتين من مصر» إن الأهم بالنسبة لها تقديم أعمال تمس المشاهد العربي أيا كانت لهجتها، وكشفت الكثير من الحقائق حول واقع الدراما العربية حاليا، وأزمة فيلم «مملكة النمل» ولماذا تبتعد عن الأعمال الكوميدية وحكايتها مع العنوسة في «بنتين من مصر». داليا طبيبة مصرية تعاني من العنوسة وتدخل في تجارب عديدة حتي تعثر علي الرجل المناسب، كيف تعاملت مع هذه الشخصية؟ - التعامل بدأ بالطبع مع وصول السيناريو، وقتها لم تكن هناك ترشيحات لممثلات أخريات، فاخترت شخصية «داليا» بنفسي ووافق المخرج «محمد أمين»، ثم تم ترشيح الزميلة «زينة» للشخصية الأخري، والمشكلة الوحيدة التي واجهتني كانت اللهجة، لا كون الشخصية مصرية، لأن ظروف حياة «داليا» متكررة في كل المجتمعات العربية، الفارق الوحيد أنها محسوسة أكثر في مصر بسبب عدد السكان الكبير، كما كان تخطي عقبة اللهجة أمراً ليس بالصعب، بالتالي كان التركيز أكثر مع الشخصية وتطورها وانفعالاتها واعتقد من رد الفعل الذي وصل لنا يوم العرض الخاص أننا نجحنا في تقديم فيلم يتمتع بمستوي جيد وهو الأهم بالنسبة لنا. لكن هناك من وصف الفيلم بأنه كئيب الأمر الذي قد يبعد الجمهور عنه؟ - غير صحيح من وجهة نظري، الأعمال الفنية التي تمس الإنسان تعيش أكثر وتراها أجيال متتالية، والمطلوب ألا نرضخ لقاعدة السوق عاوز كدة، لأن التوازن هو المطلوب في ظروفنا الحالية، يجب أن نقدم كل الأعمال لا أن نفتح النوافذ لنوعية معينة فقط ونفترض أن الجمهور لن يقبل علي نوعيات أخري. لكن الفيلم يعاني أيضا من تصنيفه باعتباره فيلما نسائيا ومخصصا فقط للفتيات المصريات؟ - الفيلم به العديد من الأبطال الرجال، لكن أدوارهم صغيرة نسبيا لأنهم يدخلون حياة كل فتاة ويخرجون سريعا قبل أن تبدأ تجربة أخري، ولا يمكن أن نتكلم عن المشكلات التي تواجه المرأة دون أن نستعرض أيضاً كيف شارك الرجل في صناعتها وتأثره بها، فالعنوسة ليست أمراً مرتبطا بالمرأة فقط، لكن المجتمع يدين الفتاة ويعفو عن الرجل الذي يفشل في إيجاد شريكة حياته، أما عنوان الفيلم فرغم وجود كلمة «مصر» لكنه مناسب لأي فتاة عربية لأن الظروف والهموم واحدة. كل الأدوار التي ظهرت فيها كانت بعيدة تماما عن الكوميديا، فهل أصبحت متخصصة في الدراما فقط؟ - بالعكس أنا أتمني دورا كوميديا، لكن بعيدا عن التهريج الذي أراه علي معظم الشاشات العربية، إنهم يريدون مهرجاً لا ممثلا، وأنا أريد تقديم ما يفيد المشاهد ويتعلق بذاكرته. هل غيابك عن الدراما المصرية رد فعل لعدم نجاح مسلسلك الوحيد «نسيم الروح»؟ - غير صحيح، الغياب حدث فعلا، لكن ليس بسبب التجربة الدرامية الأولي، فأنا بشكل عام أختار أعمالي بصعوبة، وعندما أتحمس لتجربة مثل مسلسل «بلقيس» لا يمكن أن أقدم عملا مصريا في نفس الوقت، ليست لدي هذه القدرة من الأساس علي هذه المهمة، ولهذا كنت أعتذر للعروض التي تأتيني من القاهرة، والأمر اختلف مع فيلم «بنتين من مصر» لأنه تجربة مميزة وتشبهني، وهناك كلام حول مشروعات أخري لكن ليست أكيدة الآن. ولماذا اعتذرت عن مسلسل «الجماعة»؟ - لم أعتذر لكنني ارتبطت بمسلسلين متتاليين في سوريا، الأول «وراء الشمس» مع سمير حسين والثاني «أنا والقدس» مع باسل الخطيب، لهذا طلبت من أسرة المسلسل تنسيق المواعيد وفي انتظار ردهم حيث لم يتم تصوير مشاهد شخصية «الملكة نازلي» حتي الآن وأنا متحمسة جدا لها خصوصا أن العمل من تأليف كاتب بحجم وحيد حامد وهو ما يضيف لي الكثير. لكن الشخصية تقدمها حاليا «نادية الجندي» في مسلسل جديد وقدمتها «وفاء عامر» في «الملك فاروق»؟ - نعم وعرضت علي شركة إنتاج مصرية تقديم الشخصية في مسلسل مستقل لكنني تراجعت، فعندي تخوف من مسلسلات السير الذاتية التي لا تكون مهتمة بتقديم الحقيقة الكاملة وتركز علي الجانب الإيجابي فقط، لكن في «الجماعة» سأقدم وجها واحدا من وجوه «نازلي»، بينما يتناسب مع دراما العمل ككل. وما الأدوار التي سنشاهدك فيها خلال رمضان المقبل؟ - في مسلسل «وراء الشمس» أقدم شخصية أم تكتشف أن طفلها الذي لم يولد بعد سيكون من متحدي الإعاقة وتبدأ رحلة الاستعداد لهذه المفاجأة الحزينة، ويقوم ببطولة العمل طفل من المصابين بمتلازمة داون أعتقد أنه سيكون نجما حقيقيا في رمضان المقبل، أما مسلسل «أنا القدس» فأجسد شخصية «سيرين» المرأة التي تحاول علي مدي خمسين عاما أن تحتفظ بحقها في المدينة العتيقة وجاء المسلسل في توقيت مميز جدا نظرا لما تتعرض له القدس حاليا من عمليات تهويد منظمة. خروج مشروع هذا المسلسل للنور يعد مفاجأة لمن يئسوا من اهتمام المنتجين العرب بتقديم مسلسلات حقيقية عن فلسطين بعد الاجتياح، ما تعليقك؟ - نعم للأسف هناك من يختار الاستسهال ويقول إن الناس تري الأحداث في نشرات الأخبار، وهي مغالطة كبيرة لأن الدراما توثق الحدث وتصل لكل فئات المجتمع وتعيش لسنوات طويلة، وما يثير التعجب أن هناك من يتحمسون لصناعة أوبريت غنائي يبث يومين أو ثلاثة وينسي بعد ذلك بينما لا يتحمسون لعمل درامي حقيقي. نريد توضيحا منك حول أزمة فيلم «مملكة النمل» وما قيل أنه يتعرض للجدار الحدودي مع قطاع غزة؟ - الفيلم وهو من إخراج شوقي الماجري يدور بالكامل بين القدس ورام الله ويتكلم عن الأنفاق القديمة التي حفرها الفلسطينيون علي مدي عقود طويلة للهروب من الحصار، وأتمني أن تنتهي المشكلات الإنتاجية قريبا ونبدأ في تصوير هذا الفيلم في أقرب فرصة. كفنانة أردنية بارزة ألا تشعرين بالضيق بسبب وصفك دائما بأنك سورية لغياب الأضواء عن الفن الأردني؟ - الفن الأردني يعاني عموما من التجاهل الإعلامي وعدم وجود فرص للموهوبين هناك، وقلة قليلة مثلي أنا وإياد نصار نجحنا في الخروج والبحث عن مجالات أخري، والفن الأردني عاش فترات نشاط كبيرة، لكن الظروف تغيرت ونتمني أن يعود بنفس القوة.