هل سبق وشعرت أنك مررت بهذا الموقف من قبل؟ هل سألت نفسك إن كنت قد عشت من قبل فى زمان ومكان مختلفين؟ أنا شخصيا أعيش هذه الحالة.. أشعر أننى عشت فى أكثر من حياة، فى زمن الفراعنة كنت فرعونا، أحببت أميرة جميلة ذات بشرة سمراء وعيون واسعة مثل عيون المها، لكننى لم أكن موجودا إلى جوار كليوباترا، وربما لو كنت موجودا فى زمانها لوقعت فى غرامها بدلا من مارك أنطونيو، وانتحرت معها بسم الأفعى. وأظن أن آخر حياة سابقة لى كانت فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات، فأنا أعشق الرومانسية، والحياة بلونين فقط هما الأبيض والأسود، يَفْتِنى الشعر العمودى، ولا تجذبنى الكتابات الجديدة، أستمتع بنجيب محفوظ، ولا أستطيع تكملة رواية حديثة حتى ولو كان كاتبها علاء الأسوانى الذى باع النسخة المليون. وفى البوذية هناك معتقد يطلق عليه الكارما، وهى الأفعال التى يقوم بها الكائن الحى، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها، وعند وفاة الإنسان تبدأ الكارما رحلة البحث عن جسد آخر لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث من جديد ويسمى البوذيون هذا الهدف النيرفانا. ومؤخرا كشف النقاب عن دراسة قام بها فريق بحثى أمريكى طيلة الأربعين عاما الماضية فى المركز الطبى بجامعة فرجينيا الأمريكية بإشراف البروفيسور إيان ستيفنسون، شملت إجراء أبحاث على الأطفال تحت الثالثة عن ذكرياتهم الماضية فى الحياة! ويذكر إيان ستيفنسون فى كتابه حياة بعد الحياة: إن الأطفال فى سن الثالثة، المولودين فى أمريكا، لديهم ذكريات لأهل وأصحاب وحروب فى الجيش التركى وعائلات فى اليونان وصفوها وذكروا أسماء أفرادها، وتذكروا تواريخ ميلاد هؤلاء الأفراد وأسماء الدلع. أما أغرب ما توصل إليه فهو أن الميت المقتول يظل أثر جرح مقتله فى جسده التالى الذى تسكنه الروح، فمن مات مطعونا فى عنقه وعادت روحه فى طفلة بعد 70 عاما فإنها تحمل وحمة فى مكان الطعنة وبنفس الشكل، كما أنها تؤثر على الإنسان فى حياته الحالية ويكون معرضا لأن يرث الحقد والعدائية. لذلك لا أعتقد أننى حين أموت أحتاج إلى جنازة عادية أو خمس نجوم، فروحى غالبا ستعود لتحل فى جسد آخر، وفى حياة أخرى، وفى زمن آخر.. أشوفكم هناك!