بصدور كتابه الجديد «ثورة المرأة» يدخل شريف الشوباشى من جديد إلى منطقة حرم الزلازل، ويتجول فى حقول الألغام! فلم يكد الحوار الساخن يهدأ حول كتابه «تحيا اللغة العربية.. يسقط سيبويه»! حتى طالعنا بكتابه الجديد «ثورة المرأة». فهل كانت مصادفة أن تكون رغبته فى تيسير التعامل مع اللغة العربية هى نفس الرغبة فى دفع المرأة للتمرد على ظروفها؟! والمرأة العربية كاللغة العربية لا يمكن أن تسلما قلاعهما هكذا بسهولة، فلكل منهما رموز ومفاتيح وخرائط، وتواريخ للسكون وأخرى للتمرد والثورة. * نزناز المرأة! ويقدم شريف الشوباشى لكتابه بقوله: «على الرغم من التعتيم على الوضع الحقيقى للمرأة وغياب حقوقها فى المجتمعات العربية والإحجام عن التناول الصريح لقضاياها بدعوى أن الدين قد حسم هذه القضية نهائيا وبلا إمكانية للنقض أو الاستئناف، فإن المرأة هاجس يؤرق المجتمع المصرى والعربى، و«نزناز» يستنزف طاقات التفكير فى المجتمع ويشغل بال الرجال أكثر من أى موضوع آخر، بل إنه هم مقيم فى مختلف العصور والأجيال وهاجس يستحوذ على الخيال فى اليقظة والمنام، لكن هذا الهاجس ينزوى فى مكان خفى من العقل والضمير، مكان لا يخرج منه للعلن ويظل مكبوتا بفعل التربية والثقافة المتوارثة، ولا يجرؤ العقل العربى على الاقتراب من هذا الوسواس القهرى وكأنه جمرة ملتهبة تحرق من يمسها». * لماذا أمسك بالجمرة؟! وينطلق الكاتب من رؤية مؤداها: «أن حقوق المرأة هى جزء من حقوق الإنسان، وإذا انتهكت حقوق المرأة فإننا نفتح الباب لانتهاك حقوق الرجل وحقوق الطفل وإهدار حقوق الفقراء والأقليات وكل الأطراف الضعيفة فى المجتمع»، ولأنه يرى أن من ينجح فى تحليل عقدة المرأة عند الرجل يكون قد فك جزءا مهما من شفرة العقل العربى فالرياء والتخدير سمات متجذرة فى موقف الرجل العربى من المرأة، وكان الدين هو الشماعة العليا التى استخدمها الرجل لإخضاع المرأة العربية منذ أربعة عشر قرنا بعد أن كانت مقهورة فى الجاهلية باسم التقاليد والموروث. ويؤكد الكاتب أن المرأة فى الدول الغربية أيضا لاتزال تعانى كثيرا برغم كل مكتسباتها ولاتزال تتعرض للضرب والإهانة من الرجل، لكن التقدم المادى والتكنولوجى الذى نجح الغرب فى تحقيقه أسهم فى توفير الظروف الموضوعية والمعنوية لتحرر المرأة بينما التخلف الذى لايزال العالم العربى يعانى منه يفرض أوضاعا تدهس كرامة المرأة وتحد من حريتها. * كانوا خائفين! ويؤرخ الكتاب للبذرة الأولى للتعرض الحقيقى لقضية المرأة ببداية الانفتاح الثقافى والاجتماعى على أوروبا فى عصر النهضة العربية فى نحو منتصف القرن التاسع عشر، وكان أشهر من تصدى لهذا الموضوع هو قاسم أمين «1863- 1908» فى كتابيه «تحرير المرأة» فى عام 1899، و«المرأة الجديدة» فى 1901. ولكن شريف الشوباشى يؤكد فى كتابه على أنه بقدر جرأة الأفكار التى طرحها هذا الجيل العظيم من الرواد الذين أضاءوا العقل العربى وأحدثوا طفرة فى أساليب التفكير وفى رؤيتنا للحياة، فإن قضية المرأة كانت المجال الوحيد الذى تحركوا فيه بحذر وتأنٍ، إن لم يكن بخوف حقيقى من العواقب، والسبب هو أن موضوع المرأة يشكل عقدة متأصلة فى أعماق ضمير الرجل العربى لا يمكنه التخلص منها بسهولة. ويتحدث الكاتب عن دوافعه لإصدار هذا الكتاب «ثورة المرأة» فى هذا التوقيت بالذات فيقول: «مشكلة المشاكل فى العالم العربى تتلخص فى الوعى، الوعى الذى يتبلور وينضج فوق نار هادئة ربما لعدة أجيال، لكنه يستلزم شجاعة مراجعة النفس وهز الأفكار المسلم بها والاستعداد لإعادة النظر فى الأفكار المسبقة والموروثة وعدم الخوف من الخوض فى أعماق الداء، لكن الإنسان العربى لايزال رافضا هذا المنهج ومتمسكا بمسلماته التى ورثها عن آبائه وبصفة خاصة فيما يتعلق بموضوع المرأة». * نظرة وقوانين! ويلخص الكاتب أزمة المرأة فى مجتمعاتنا العربية، ويرى أن المشكلة الحقيقية تكمن فى نظرة الرجل ونظرة المجتمع للمرأة، والتى تترتب عليها سلوكيات ونوعية من المعاملة تجعل المرأة مواطنا من الدرجة الثانية فى كل المجتمعات العربية دون استثناء، رغم أن القوانين المعمول بها فى مصر والكثير من الدول العربية بها قدر كبير من الإنصاف للمرأة حتى وإن كان الكثير منها فى حاجة إلى مراجعة، فالمرأة فى مصر تتقاضى راتبا مماثلا للرجل لنفس العمل وهو ليس الحال فى العديد من الدول الراقية، فأحدث دراسة فى الولاياتالمتحدة نشرت فى أكتوبر 2009 تدل على أن المرأة الأمريكية تتقاضى 77% مما يتقاضاه الرجل لنفس نوعية العمل. * مجتمع العضلات! ويرسم الكاتب خارطة لوضع المرأة فى بلادنا، فيرى أن التقدم التكنولوجى كاد يقضى على الاحتياج للعضلات وأصبحت التقنية العلمية تعوض المجهود الجسمانى للإنسان، وصارت الآلة هى التى تقوم بمعظم الأعمال البدنية، كما أن ثورة الاتصالات والمعلومات التى واكبت اختراع الكمبيوتر وملحقاته جعلت المجتمعات تخطو خطوات أوسع فى طريق تضييق الفجوة بين الرجل والمرأة؛ لأنها جعلت الأولوية للعقل على حساب العضلات، ورغم أن دول العالم الثالث تستورد الآلات والأدوات الحديثة من الغرب، فإن دور العضلات لايزال مطلوبا فيها بدرجة أكبر كثيرا من الدول المتقدمة، ومن أهم ما التفت إليه الكاتب فى تشخيص وضع المرأة فى دول العالم الثالث هو أن الظروف الموضوعية للدول المتأخرة التى لاتزال تعيش تحت تهديدات خارجية، ووجود احتمالات للحرب والقتال تجعل التحرر الكامل للمرأة أمرا مؤجلا، كذلك استمرار الاعتماد على القوة العضلية وفرض القيود على إعمال العقل، والمجتمع الذى تنعم فيه المرأة بحقوقها الطبيعية هو مجتمع يقوم على القانون وحفظ حقوق المواطنين من خلال سلطة الدولة، أما المجتمع الذى يترك مجالا فسيحا للبلطجة والاستيلاء على حقوق الغير واستخدام القوة للحصول على المكاسب، فإن الرجل سيظل فيه متفوقا على المرأة كما هو الحال فى مجتمعاتنا العربية. * النفاق والاحتيال ويمضى الكاتب فى تشخيص وضع المرأة فى المجتمعات العربية فيقول: إن لب الداء عندى هو أن المفهوم المتزمت الذى استخلصته الأجيال المتعاقبة من الأديان قد دفع الإنسان إلى النفاق فى كل المجتمعات وفى كل العصور، وموضوع المرأة له خصوصية فى هذا الإطار نظرا للمحظورات المفروضة على كل ما يتعلق بالجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة وكل ما يحيط بهما من السرية والكتمان والتحريم والخجل والشعور بالعيب. ويرى أنه فى مناخ تقديس المظاهر على حساب الجوهر الذى يسود مجتمعاتنا منذ السبعينيات من القرن العشرين تفاقمت ظاهرة خطيرة مثل ظاهرة الزواج العرفى التى يجد لها البعض تبريرات اقتصادية، لكنه يرى أنها تعد نموذجا للنفاق باسم الدين، فهناك شبه إجماع من علماء الدين بعدم شرعية الزواج العرفى لسبب جوهرى هو أن أحد أهم أركان الزواج هو الإشهار فى حين أن الزواج العرفى يقوم على السرية، ويأتى موضوع الميراث كرمز آخر من رموز تهرب الرجال من تطبيق شرائع الدين فيما يتعلق بحقوق المرأة بأساليب الالتفاف والنفاق والاحتيال، فقد صار التهرب من توريث الإناث عادة معمولا بها فى غالبية الأحوال خاصة لدى الأسر الكبيرة التى تضفى على الممتلكات هالة وقدسية لأنها «العزوة» وهى التى تحمى العائلة وتسهم فى وضعها بمكانة اجتماعية راقية، وكانت النتيجة مظالم لا حصر لها تعرضت لها النساء فحرمن من حق شرعى يكفله الدين، ولاتزال المرأة تتكبد المشاق وتلجأ إلى المحاكم حتى الآن من أجل الحصول على حقها فى الإرث، وعادة ما ينتصر عليها أشقاؤها أو رجال أسرتها وتخرج «من المولد بلا حمص»، مع أنها لا تطلب سوى تطبيق الشريعة! ومن الأمثلة الفجة للنفاق فى ممارسة المسائل الشرعية موضوع «المحلل» فقد قضى الشرع بأن من يطلق زوجته ثلاث مرات متتالية لا يمكن أن يعيدها إلا إذا تزوجت رجلا آخر ثم طلقت منه، والسبب واضح وهو الدفاع عن حقوق المرأة فى ألا تكون لعبة فى يد الرجل فيطلقها ثم يعيدها كما يشاء عشرات المرات، لكن ما يحدث فى الواقع أن الرجل أو الزوج «كثير الطلقات» يلجأ إلى وسيلة مريحة للتطبيق الشكلى لتعاليم الدين مع عدم الالتزام الفعلى الذى من الممكن أن يضر بمصلحته فيلجأ إلى رجل آخر «المحلل» الذى يعقد القران ثم يطلق زوجته المزعومة بعد فترة قصيرة قد لا تتعدى 24 ساعة دون أن يمسسها وربما دون أن يراها أصلا، وهو يتيح بذلك للزوج الأصلى أن يعيدها بطريق شرعى رسمى دون أن يلحق بعلاقتهما أى ضرر، ويتم كل ذلك مع أنه من المعلوم للجميع أن الزواج الشكلى الذى لا يقيم فيه الزوج علاقة شرعية مع زوجته محرم فى الإسلام، فهؤلاء الذين لجأوا إلى المحلل قد خالفوا جوهر الدين، لكنهم تمسكوا بالشكل وهى صورة كاريكاتيرية للنفاق والرياء! * اضربها ولكن لا تترك أثرا! ويسهم فى انتقاص حقوق المرأة ما يتم الترويج له إعلاميا من بعض علماء الدين على شاشات التليفزيون، فيرى الكاتب أن علماء الدين يروجون لفكرة أنه من حق الرجل ضرب زوجته، ومن واجبه ممارسة هذا الحق، وبعضهم لا يضع أية قيود على ذلك، لكن بعض «أصحاب القلوب الرحيمة» يضعون شيئا من الضوابط والشروط فيقولون «إن ضرب الرجل لزوجته مباح بشرط ألا يدمى أو يكسر ولا يترك أثرا على الجسد»، ويؤكد شريف الشوباشى أن المتهمين الذين يتعرضون للمساءلة أمام المحاكم يتعامل معهم رجال الشرطة حتى فى بعض الدول الغربية بنفس الطريقة فهم يؤذون المتهم ويوجعونه ضربا، لكن أحدا لا يستطيع الكشف عن ذلك، حيث تصل هذه «التقنيات» فى الضرب إلى مستوى «الاحتراف»! * التحرش الجنسى وإذا كانت بعض النساء يتعرضن للضرب من الأزواج، فإن بعضهن قد يتعرضن للتحرش الجنسى من الغرباء فى الشارع أو فى أماكن العمل أو فى المواصلات، وهذا السلوك الشائن للمتحرش غالبا ما يتم التعتيم عليه أو تكتمه فمعظم الفتيات يفضلن الصمت بدلا من التعرض للفضيحة، كما أن فكرة أن المرأة هى التى تشجع الرجل على المعاكسة وتستثير غرائزه وهى الفكرة التى يؤمن بها الرجال بصفة عامة كل ذلك يسهم فى نكوص الفتيات اللاتى يتعرضن للتحرش عن الإبلاغ وتصعيد الأمر قانونيا،و وهو الأمر الذى دعا الكاتب إلى أن يقول: «إن أخشى ما تخشاه المرأة فى هذه الحالة أن يسألها أبوها أو أخوها أو زوجها: «إنتى كنت لابسة إيه؟! وهنا يقع الذنب عليها وحدها! وذلك على الرغم من أن استطلاع الرأى الذى نشره المركز المصرى لحقوق المرأة فى عام 2008 يؤكد أن 72% من المحجبات يتعرضن للتحرش الجنسى! * مناخ دينى وإباحية فى الخفاء: ويرصد الكاتب أيضا ذلك التناقض الصارخ بين أحوال مجتمع أصبحت فيه المطالبة بتحجيب وتنقيب المرأة أولوية قصوى فى الوقت الذى تنتشر فيه كليبات وأفلام إباحية يتداولها الناس فى الخفاء، بل يتم الإعلان عن غشاء بكارة صينى، وهو غشاء صناعى يوهم الزوج بعذرية عروسه! ويرى الكاتب أن الضجة حول هذا الموضوع المفروض أن تكون بسبب أنه عملية خداع وكذب على شريك حياة الفتاة، ولأن الزواج بهذه الصورة يكون قائما على أسس غير سليمة من الغش والتدليس وعدم الأمانة، لكن الضجة كانت لأسباب أخرى، فقيل أنه يشجع الفتيات على الرذيلة ويزين لهن ممارسة الجنس دون الخوف من العواقب، ويقول الكاتب: «إن الفتاة التى تفرط فى نفسها قبل الزواج لا تفكر فى العواقب ولا تنتظر الاختراعات؛ لأنها عادة ما تكون تحت ضغط حبيبها ووعوده بالزواج، ويتساءل: من المسئول عن رواج مثل هذه الاختراعات الحقيرة التى تقوم على الغش والخديعة، وبدورنا نتساءل أيضا: من المسئول عن سلوك الرجل فى التغرير بالفتاة وخداعها وإيهامها بالزواج؟! أليس هذا أيضا من أساليب الغش والخديعة؟! ونتساءل أيضا: هل أصبحت الفتيات من الغفلة وعدم الثقة بالذات إلى درجة التفريط لمجرد التلويح لهن بالزواج؟! وينقل الكاتب إلينا رأيا وسؤالا وجهه إليه طبيب متخصص فى أمراض النساء: «من الفتاة الأكثر شرفا من الأخرى: هل التى مارست علاقات متعددة مع شبان مع الاحتفاظ بعذريتها أم تلك التى استسلمت لشاب واحد حبا فيه وأملا فى الزواج؟! فيجيب الشوباشى قائلا: «ولم أستطع الإجابة عن سؤال الطبيب، وإن كان لدىّ رأى واضح فى هذا الموضوع، وقد يقول البعض إن الاثنتين متساويتان فى العهر والانحلال الأخلاقى، وأترك لهؤلاء مهمة البحث عن فتاة لم يمسسها بشر فى مصر أو فى أى مكان.. وأتمنى لهم حظا سعيدا»! والحقيقة أن مثل هذا الكلام ينال من كرامة الفتاة المصرية، بل كرامة الفتاة كإنسان فى أى مكان؛ لأنه تشكيك فى سلوكياتها، كما أنه كلام يبعث الشك والريبة فى نفس الرجل الشرقى ويفقده الثقة بها ولا يجعلها أهلا للتحرر ولا للثورة. إن هذه الكرامة الأنثوية المضيعة هى التى دفعت بالفتاة العربية إلى مآزق ومشاهد مأساوية، ودفعت الرجل العربى إلى الاستهانة بمشاعرها وبجسدها معا، وهو ما يدفعنا إلى أن نذكر بنماذج الحب الراقية، والمشاعر الرهيفة التى لا تلغى الحس، لكنها ترقى به وأن نقدمها لشبابنا وفتياتنا وما أجمل قول الشاعر عزيز أباظة: لم نعتنق والهوى يغرى جوانحنا وكم تعانق روحانا وقلبانا نغضى حياء ونغضى عفة وتقى إن الحياء سياج الحب مذ كانا ثم انثنينا ومازال الغليل لظى والوجد محتدما و الشوق ظمآنا». * من أين نبدأ؟! ويدعو الكاتب المرأة إلى نقطة البداية.. إلى الثورة والعصيان المدنى فى المنزل بمعنى «أن تمتنع المرأة عن العمل كأجير بلا أجر داخل منزل الزوجية، ولا تؤدى إلا الواجبات الضرورية وخاصة لأطفالها حتى يقتنع الرجل بأن عليه هو الآخر دورا فى المنزل وأن زمن استعباد المرأة قد ولى إلى غير رجعة». ولكن هل نبدأ حقا ثورة المرأة من هنا؟! والمرأة لو طالبت بأجر على ما تقدمه لأسرتها من رعاية لأصبحت خادمة بالأجر بعدما كانت سيدة المنزل وربته، ثم ماذا لو رفض رجلها أن يسهم فى أعمال المنزل وهو أمر وارد فى بيوت الطبقات المثقفة ولا يمكن تخيله فى طبقات اجتماعية أقل ثقافة، ومهما قلنا أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يخيط ثوبه ويرتق نعله، فلن يستجيب أحد لمساعدة امرأته إلا لو تحضرت نفسه وتثقفت روحه، بل ستتحول البيوت إلى ساحات عراك مع أن الأعمال المنزلية قد تكون مجالا للرياضة البدنية للمرأة وللرجل، بل لكل أفراد الأسرة للتخلص مما جلبته حضارة الرفاهية والراحة على أجسادهم من تخمة وسمنة، وما ينتج عنهما من أضرار صحية خطيرة على الفرد، وهنا قد تتغير القاعدة أو العقلية التى تردد: «أبى يقرأ.. أمى تطبخ»، لتصبح «أبى يقرأ ويطبخ»، و«أمى تقرأ وتطبخ»! * الأمومة والتحرر! وفى معرض الحديث عن أعباء الأمومة وتأثيرها على قدرة المرأة على التحرر يرى الكاتب : «أنه سيأتى يوم قريب بفضل التقدم العلمى ربما لا يزيد على خمسين أو ستين عاما لا تكون فيه المرأة مضطرة للحمل من أجل الإنجاب، وبالتالى سوف تتخلص من عبء رهيب كان كالطوق الحديدى الذى يمنعها من الحركة والتنمية الذاتية، فلن تكون هناك امرأة حامل فى الدنيا إلا ربما بعض الاستثناءات فى المجتمعات شديدة التخلف، فهناك رحم صناعى به كل العناصر الموجودة فى رحم الأم ومحاولات لتصنيعه لينمو فيه الجنين نموا طبيعيا». فهل من الممكن أن يحدث هذا؟! وهل لن يمثل ذلك صاعقة تهدد توازن المرأة النفسى وهى التى ترتبط بجنينها ارتباطا وثيقا من الناحية النفسية والشعورية منذ وجوده فى رحمها، وهل تتنازل المرأة عن أمومتها لرحم صناعى؟! أليس من الأفضل أن ندعو إلى تفعيل القوانين التى تكفل للمرأة التوفيق بين عملها وأمومتها بدلا من انتظار حلول ربما لا توافق طبيعتها؟! ورغم هذه النقاط الخلافية، فإن كتاب «ثورة المرأة» لشريف الشوباشى حاول إنصاف المرأة وأهم ما فى كتابه أنه دعا إلى تحرير الرجل والمرأة معا مؤكدا على قول شاعر فرنسا الكبير «لوى أراجوان»: «المرأة هى مستقبل الرجل»!؟