ثمانية وعشرون عاما مضت على تحريرها.. سيناء الغالية بعد أن عادت معلنة انتصار إرادة تحدى أبنائها، فحينما قام الرئيس مبارك برفع العلم المصرى يوم 25 أبريل 1982 أعلن للمصريين انتهاء الحرب العسكرية، وبداية حرب أقوى هى حرب التنمية.. وعلى مدى 28سنة شارك المجتمع بأكمله فى هذه الحرب، كما شاركت القوات المسلحة فيها أيضا. تحتفل صباح الخير بذكرى احتفالات سيناء.. السطور القادمة تتضمن لقاءات مع قادة القوات المسلحة الذين ألقوا الضوء على دور القوات المسلحة فى حرب تنمية سيناء. كانت لحظة مجيدة حينما رفع الرئيس حسنى مبارك علم مصر فوق أرض سيناء وهو يعلن للعالم كله عن عودة كل متر من أرض مصر إلى أحضان الوطن، فاستردت مصر قطعة غالية جداً من أرضها، فقد قال الرئيس مبارك: إن مصر حررت سيناء بالحرب والسلام، فقد تجاوزنا هذه المحنة ببطولات جيشنا، ودماء شهدائنا وتضحيات شعبنا. لقد أصبحت سيناء رمزاً للسلام وأيضاً للتنمية، فهى بكل مقوماتها الطبيعية ومواردها الزراعية الصناعية والتعدينية والسياحية.. ركن من أركان استراتيجية مصر للخروج من الوادى الضيق حول وادى النيل إلى رقعة أرض مأهولة واسعة تغطى 25% من مساحة مصر تتسع لاستقبال الأعداد المتزايدة من السكان. رقعة تضاعف من فرص العمل والنمو، وتضاعف من القواعد الإنتاجية والمراكز الحضارية.. وبالفعل لقد بدأ هذا من خلال المشروع القومى لتنميتها، والذى بدأ عام 1994 ليمثل محوراً أساسياً من محاور الاستراتيجية طويلة الأمد ومن المتوقع أن ينتهى هذا المشروع 2017، وعلى عاتق قواتنا المسلحة المجيدة مهمة وطنية فى تنفيذ جزء كبير من هذه الخطة فى التنمية. * شمال سيناء لقد انعكس نصر أكتوبر وتحقيق السلام فى إظهار دور ومشاركة القوات المسلحة فى مجال التنمية الشاملة.. هكذا بدأ معنا اللواء أركان حرب جمال إمبابى - قائد الجيش الثانى الميدانى بالقوات المسلحة - حديثه مؤكداً على أن اهتمام القوات المسلحة المصرية بمشاركة الدولة فى خطة التنمية الشاملة لسيناء، وذلك فى شتى المجالات، ففى المجال الطبى تقدمت ست قوافل طبية سنوياً لعلاج أهالى سيناء ويتم تقديم العلاج الطبى ل (4500) فرد سنوياً، وأيضاً تم إنشاء نقطة إسعاف رابعة فى الطريق الشمالى للمساهمة فى علاج أهالى القرية وتقديم المعاونة الطبية على الطريق الشمالى. إلى جانب قيام المستشفى العسكرى بالعريش التى أنشئت عام 1998 بعلاج المدنيين من أهالى محافظة شمال سيناء، وفى مجال المشروعات الإنتاجية تمت زيادة المساحات الخضراء بمحافظة شمال سيناء، وتم إكمال أعمال التسوية واستصلاح الأرض وإنشاء مزرعة المليز للمساهمة فى إنتاج متطلبات المنطقة من المحاصيل الزراعية، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة. ويضيف اللواء أ.ح جمال إمبابى: أن القوات المسلحة قامت بجهد ملحوظ فى إزالة آثار السيول التى ضربت العريش هذا العام، فقد تم إنشاء معسكر إيواء ل (600) فرد، و(97) أسرة إلى جانب إنشاء خط صرف مياه بطول (800) متر لمنع ارتداد المياه للمناطق المنخفضة بعد الكسح وهذا الخط يسير فى اتجاه مجرى السيل فى اتجاه البحر المتوسط وهناك تدعيم كامل للمعاونة فى استعادة كفاءة الطرق المتأثرة بالسيول. أما بالنسبة لمجال القضاء على الزراعات المخدرة فقد تم الدفع ب 12 دورية بالإضافة إلى 3 حملات مكبرة وكلها للقضاء على الزراعات المخدرة بشمال سيناء، فضلاً عن أنه تمت إقامة سوق بمنطقة رفح يسمى (سوق رفح الأسبوعى)، وأيضاً قاعة الجلاء التى تضم قاعة احتفالات، وقاعة لكبار الزوار. أما بالنسبة لأهالى شمال سيناء، فقد تم تأهيل وتشغيل أبنائهم فى المنافذ والمزارع وضمان مشاركتهم الفعالة فى توزيع وبيع منتجات المشروعات على أرض سيناء، وأيضاً المساهمة فى تأهيل وتشغيل شباب الخريجين من بينهم، وفى مجال الرياضة أيضاً قام الجيش الثانى الميدانى بإنشاء ساحة العريش الرياضية والتى تتكون من أربعة ملاعب لكرة القدم وأخرى لكرة السلة والألعاب الأخرى. وقد تم تأهيل أبناء أهالى سيناء للتطوع بالقوات المسلحة، وأيضاً للقبول بالكليات والمعاهد العسكرية. * يوم تفوق حرس الحدود أما بالنسبة لقوات حرس الحدود، فمهمتها تأمين حدود مصر البرية والساحلية عامة، وتأمين حدود سيناء بصفة خاصة.. لذا كان لنا لقاء مع اللواء أركان حرب سيد مبروك - قائد قوات حرس الحدود، والذى أكد على أن قوات حرس الحدود هى أول قوات دخلت سيناء، وذلك يوم 26/5/1979 يوم رفع العلم المصرى على مدينة العريش، وانسحاب إسرائيل منها، وبهذه المناسبة فقد اتخذت قوات حرس الحدود هذا اليوم من كل عام ليكون يوم عيدها، والاحتفال بيوم تفوقها. وقوات حرس الحدود تحمى حدود مصر عن طريق منظومة متكاملة من الاستطلاع، والمراقبة، فهناك رادار مراقبة أرضية، ورادار مراقبة ساحلية، وأيضاً أجهزة ومعدات الرؤية والمراقبة الليلية بالإضافة إلى أجهزة الاتصال اللاسلكية، وأجهزة كشف عن (المخدرات والمفرقعات). وبالنسبة للتأمين الذى تقوم قوات حرس الحدود بتنفيذه هو المتبع فى أكبر الدول فى العالم باستخدام أحدث الأساليب والمعدات، بالإضافة إلى تأمين جميع المعديات والمعابر والمنافذ المؤدية من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية والعكس، وكذلك تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس. عن اتفاقية السلام أكد اللواء أركان حرب سيد مبروك أن قوات حرس الحدود تعايشت مع الاتفاقية التى تحتوى على أكثر من شق، فهناك الشق السياسى والعسكرى والاقتصادى، وعن الشق العسكرى فإنه يقسم سيناء إلى ثلاثة أجزاء أ، ب، ج يشتمل الجزء (أ) على قوات مسلحة مصرية معينة والجزء (ب) على قوات حرس الحدود والجزء (ج) على قوات شرطة مدنية وقوات أمن مركزى، إذن سيناء ليست منزوعة السلاح ومن يدعى غير ذلك فهو مخطئ تماماً. وعما أثير حول الأنفاق غير الشرعية والإنشاءات الهندسية السيادية التى أطلق عليها اسم الجدار الفولاذى فكان رده قاطعاً: إنه يرفض تماماً تسمية هذه الإنشاءات الهندسية بالجدار الفولاذى، لأنه من الطبيعى أن يصنع من الحديد حتى لا يستطيع أحد حفر أى أنفاق من خلاله، كما أن قوات حرس الحدود تحكم السيطرة على أى تسلل أو تهريب عبر الأنفاق أو غيرها، وكل دولة لها السيادة على حدودها ولها مطلق الحرية فى حماية حدودها كما يتراءى لها. أكد سيادته أنه منذ أن تم نشر وحدة من قوات حرس الحدود على خط الحدود الشماليةالشرقية المواجهة لقطاع غزة، بناء على أوامر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى السيد المشير حسين طنطاوى فى 12/9/2009، أثبتت قوات حرس الحدود أنها على قدر كبير من المسئولية التى كلفت بها من القيادة العامة للقوات المسلحة وهذا يتضح فى جميع المواقف التى مرت بها وعلى سبيل المثال أثناء نزوح العناصر الفلسطينية إلى الأراضى المصرية فى عام 2008 وكذلك أثناء العدوان على غزة فى العام الماضى. ومازالت تؤدى مهامها بكفاءة واقتدار بالرغم من التجاوزات التى تحدث من الجانب الفلسطينى إلا أننا نتبع سياسة ضبط النفس، لكننا بالفعل مسيطرون على حدودنا باعتبارها خطاً أحمر غير مسموح باختراقه. وكذلك نحن لا نتأخر عن تقديم جميع المساعدات اللازمة للإخوة الفلسطينيين عن طريق السماح بعبور المساعدات الإنسانية اللازمة، وكذلك عبور المرضى الفلسطينيين للعلاج بالمستشفيات العسكرية. ويضيف اللواء أ.ح سيد مبروك: أن قوات حرس الحدود لها أيضاً مهام فى تنمية سيناء فى القطاعات المختلفة، ففى مجال الثروة البترولية تقوم القوات بتسهيل عمل شركات البترول فى عمليات التنقيب فى الأراضى أو فى أعماق البحار وكذلك استخراج تصاريح انتقال العائمات البترولية. وفى مجال السياحة تقوم قوات حرس الحدود بالإشراف والمتابعة لجميع رحلات السفارى البحرية بمناطق البحر الأحمر وجنوبسيناء ومتابعة الرحلات السياحية على العائمات داخل المياه الإقليمية لحماية تلك المناطق الغنية بالشعب المرجانية والمحميات الطبيعية من التعدى عليها كما تساهم فى تقديم النجدة والعون لأى مواقف طارئة يتعرض لها السائحون. أما فى مجال الثروة السمكية فقوات حرس الحدود إحدى الجهات المختصة بالمحافظة على مخزون الثروة السمكية للدولة بتعاونها مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، وذلك بدفع الدوريات البحرية المنتشرة على جميع سواحل مصر لضبط مخالفات الصيد، وأيضاً منع الصيد خلال الفترات التى تحددها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية. وهناك أيضاً مجال الثروة البيئية الذى تشارك فيه قوات حرس الحدود عن طريق متابعة تنفيذ قوانين حماية البيئة من خلال القانون رقم (4) لسنة 94 الخاص بحماية البيئة من التلوث والمحافظة على المحميات الطبيعية كمحمية رأس محمد والمحميات الأخرى، كما تقوم بالإبلاغ عن أى مظاهر تلوث قد تحدث للسواحل والشواطئ وتنظم القيام بالزيارات للمحميات الطبيعية التى بمناطق الاختصاص، وتنظم أيضاً أعمال الصيد للطيور المهاجرة بالطرق الصحيحة، وطبقاً للتعليمات الصادرة. * وسط وجنوبسيناء: يؤكد اللواء أركان حرب صدقى صبحى - قائد الجيش الثالث الميدانى - أن الجيش الثالث يقوم بمهمة تأمين خط الحدود الدولية داخل نطاق المسئولية من العوجة شمالاً إلى شرم الشيخ جنوباً بعناصر من قواته بالإضافة إلى عناصر من قوات حرس الحدود، وعناصر من قوات الأمن المركزى، علاوة على قيام الجيش الثالث الميدانى بمهمة تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس كأحد المصادر الرئيسية للدخل القومى المصرى. كما أن الجيش الثالث يتعاون مع القطاع المدنى فى نقاط مسئولية التنمية، ففى المجال الثقافى يتم عقد دورات تدريبية بمعهد اللغات للجيش الثالث لتأهيل الشباب الخريجين، وفى المجال الرياضى تحرص القوات المسلحة على دعم الاهتمام باللياقة البدنية حيث يؤكد القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى السيد المشير حسين طنطاوى على الاهتمام بالرياضة والرياضيين لكافة المحافظات التى تقع فى نطاق الجيوش والمناطق العسكرية، ففى محافظة السويس تم إنشاء استاد على أعلى مستوى معمارى هندسى يسع ل (45000) مشاهد، وتتولى مجموعة من الجيش تشغيل الاستاد، ومرافقه الرئيسية علاوة على إنشاء المدرسة الرياضية العسكرية وساحة رياضية منشأة على أعلى مستوى.. الدخول إليها بأسعار رمزية. - وفى إطار تحقيق الاكتفاء الذاتى من الاحتياجات والمشاركة فى التنمية الاجتماعية قام الجيش الثالث الميدانى بإنشاء العديد من الصوبات الزراعية علاوة على الزراعات المكشوفة، أما عن مجال الثروة الحيوانية فتتواجد بالجيش مزارع حيوانية، وتم إنشاء مصنع للألبان بالاعتماد على منتجات هذه المزارع لتصنيع جميع منتجات الألبان بجودة عالية وبأسعار أقل من السوق المحلية علاوة على مزرعة للأغنام، وفى مجال الثروة الداجنة والمزارع السمكية أيضاً، وتم فتح العديد من المنافذ فى محطات (السويس - جنوبسيناء - الشرقية - القاهرة) كما شارك الجيش بمنتجاته ضمن معارض أقيمت فى مختلف الجامعات المصرية. كما أكد على أن الاشتراك فى تنمية المجتمع المدنى لا يؤثر على الكفاءة القتالية حيث إن الوعاء التجنيدى للأفراد المشتركين فى هذه المشروعات خارج الوعاء التجنيدى للوحدات المقاتلة. وعن تعاون الجيش الثالث مع أهالى وسط وجنوبسيناء أكد اللواء أ.ح صدقى صبحى: نسعى جميعاً لرفع مستوى المعيشة لأهالى وسط وجنوبسيناء، والتى تقع فى نطاق الجيش الثالث، ويأتى هذا من منطلق أن التنمية الشاملة لسيناء هدف قومى نسعى جميعاً لتحقيقه، فقد قمنا بلقاءات عديدة مع شيوخ القبائل فى سيناء لهدف التواصل معهم ومعرفة مطالبهم لتلبيتها فى جميع المجالات وهذه اللقاءات ليست فى المناسبات القومية فقط، ولكن على مدار العام، وأيضاً يتم دفع القوافل الطبية إلى قرى وسط وجنوبسيناء على جميع المحاور للاهتمام بالناحية الصحية لهم وهذه القوافل يتوفر بها أطباء من جميع التخصصات، ومعها العلاج والأدوية اللازمة. ونقوم حالياً بحفر آبار للإمداد بالمياه فى المناطق ذات الكثافة السكانية لتلبية احتياجاتهم من المياه حيث تعتبر مهنة الزراعة إحدى المهن التى يزاولها أبناء وسط وجنوبسيناء خاصة فى المناطق المحاذية للطريق الدولى الساحلى علاوة على بعض الزراعات فى مناطق الوديان على المحاور الرئيسية، والتى تتواجد بها تجمعات سكانية. وفى المناسبات القومية الدينية يتم توزيع جوائز عينية تشتمل على مواد غذائية لتقليل الأعباء، ورفع مستوى المعيشة لهم، كما أنه يتم بصفة دورية توزيع وجبات غذائية على جميع أهالى وسط وجنوبسيناء فى شهر رمضان المبارك، كما نقوم أيضاً بتنفيذ إفطار مجمع مع أهالى وسط وجنوبسيناء كل عام.