عصفور في اليد خير من ألف علي الشجرة. مثل رائع .. ولكنه لايصلح لهذا العصر. سألتني صديقتي :أيهما أضمن أو أكثر أمانا... زواجي... أم عملي؟ قلت: زوجك وأسرتك الأهم.... وقبل أي شيء ...ولكن لاتتركي عملك.... ولاتغفلي حقك.... فلك حقوق وامتيازات يجهلها بعض النساء.. أذكرك ببعضها: إجازة رعاية طفل (6) سنوات لن تدفعي تأميناتها. إجازة مرافقة زوج..تجدد سنويا..(إذا سافر زوجك لأي مكان). تدفعين تأميناتها. إجازة رعاية أسرة. والأهم عمل نصف الوقت.. بنصف الأجر. الدوله أعطت المرأة الكثير لتحافظ علي أسرتها وتراعي أولادها وتحتفظ بعملها .. وسألتها أين المشكلة؟ قالت: زوجي يتهمني بالتقصير والإهمال في كل شيء ... أقسم أنني لم أقصر في حقه.. أو في حق أولادي... فهم في أحسن حال.. والبيت مرتب، ونظيف. وهو يقر بهذا... ويعترف بأني مدبرة.. وأمينة علي ماله وأولاده... بعد إتمام أقساط السيارة .. بدأت في تدبير مقدم شقة في الإسكندرية.. وكله لأولادنا.. وسألتها.. وأين أنت؟ أين الزوجة وشريكة العمر؟ هو يتهمك بالتقصير والإهمال في حق نفسك.. وبالتالي في حقه كزوج... الرجل إذا اعلن عن إهمال زوجته بهذه الطريقة.. فهو لايزال يبقي عليها.. ولكنه يعترض ..علها تفهم! وللأسف المرأة اعتادت أن ترقص علي الحبل لترضي الجميع متوهمة أنهم سيقدرون ماتفعله... وأنها تتفاني من أجلهم.... ودون قصد يلتف الحبل حولها.. فتقع ولا تجد من يأخذ بيدها.. لأنها لم تسيطر عليه! والكارثة الأكبر..... أن الأم حاملة التراث... لم تنصحها... لم تعلمها... لم تقوِّها لتحفظ مكاناً في قلب زوجها... وتحتفظ بحيويتها.. وبمظهرها لنفسها.. بل زرعت بداخلها مايدمرها.. ويدمر حياتها... (الزواج هو نهاية المطاف). ولهذا لم تفهم ولم تعِ أنها هي الأهم.... واهتمامها بنفسها سيعطيها القدرة علي الاستمرار والعطاء (ففاقد الشيء لايعطيه). ولهذا علينا أن نعيد ترتيب حياتنا..الأهم فالمهم.. فالأقل أهمية.. ولتسأل كل امرأة نفسها.. قبل أن يفرض عليها رأي هي ترفضه: (متي أعمل؟... ومتي لا أعمل؟... ومتي أعود للعمل؟) وأن تشرك معها في الإجابة عن هذه الأسئلة... زوج المستقبل.. فالزواج شراكة في كل شيء .... وأي قرار أو اتفاق يجب أن يحترم فيه رأي الشريك.