علي مر السنين أشعر أن هناك شيئاً ما ينقصني ولم أستطع أبدا أن أحدد كنهه .. وأرجعت ما أنا فيه للملل وعلي الفور أقحمت في حياتي نشاطات وندوات وكورسات لا حصر لها .... علي أمل ألا أشعر بهذا النقص إلا أن شيئاً لم يحدث وظل ذلك الشيء الذي أشعر بافتقاده يطاردني ... إلي أن استمعت مصادفة لأغنية محمد منير أنا قلبي مساكن شعبية واندهشت من هذه الأغنية وكيف يصف إنسان قلبه بهذا التوصيف إلا أن ما حدث معي أكد لي أن هذا قد يحدث ولم يدر ببالي أبدا أن أغنية محمد منير ستكون محور حديث أنا طرف فيه لأنني أحببت أن أحكي لأحد.... وذهبت إليها وبدون مقدمات جلست وقبل أن تقول شيئاً بادرت قائلة : أنا عايزه أحكي لك حاجة؟؟ تعرفين كم أحب زوجي!! وأنه الأول في كل شيء .. وأظن أنك تعرفين كم الأصحاب والأصدقاء والزملاء حتي أن قلبي يكاد يكون مساكن شعبية!! ويظل زوجي في الإسكان الفاخر والبقية الباقية في الشقق منهم إيجار جديد وقديم وهناك من يأتون ويرحلون في نفس اليوم!! وآخرون يقيمون ويمضون ولا يعودون وهناك شقق فارغة يملؤها العنكبوت، ومن حين لآخر أفتح لأنظفها ويعود ويملؤها العنكبوت مرة أخري ولامانع من رش بعض الشقق بالماء!! وهناك عابرو السبيل الذين يمرون ولايعودون ورغم كل هذه الزحمة.. وعلي مر السنين ظلت هناك شقة لا إنها حجرة صغيرة لم يدخلها ولم يقترب منها أحد ولا حتي دق عليها!!! ولا أعتقد حتي أنها استوقفت أيا من الذين عرفتهم!! حتي زوجي لم يلحظها ربما خفيت عنه أو لم يحتج إليها لصغر حجمها!! ومع ذلك كنت أقول إنها أجمل ما في هذا الإسكان وأكثرهم راحة، بل تكاد تكون هي مفتاح ذلك المسكن كله!!! وفجأة وبدون مقدمات وجدت من يحتلها نعم إنه احتلال لم يستأذن لم يدفع مقدما ولا حتي إيجارا ولا أي شيء ؟؟!! بل أقتحم الحجرة اقتحاما... وفي وجوده أحسست أن الأمور هكذا صحت وأن بإمكاني أن أغلق جميع الشقق والحجرات التي لم أكن راضية عنها حتي قصر زوجي ازداد بريقاً وجمالا لا تسأليني ماذا أعني ؟! فالكلام واضح والحدود أوضح، ولكني فقط أحببت أن أعلمك بأن قلبي مساكن شعبية اكتملت فيه الشقق السكنية وأما أغلي حجرة فيه فسأحتفظ بأسرارها لنفسي ...!!! أنا فرحانة.