يعد أفيش فيلم أنا الهارب من أفيشات الأفلام التي تركز علي الشخصية الرئيسية أو البطل الأول وهو في العمل فريد شوقي، لذلك أراد صانع الأفيش أن يقدمه للجمهور بصورة متتابعة متتالية تجمع بين الضابط والصياد وشيخ إحدي القبائل والبائع البسيط للسميط والبيض، وهي الشخصيات التي قدمها فريد شوقي في الفيلم، وبهذا التتابع يريد صانع الأفيش أن يؤكد سطوة الدور الأساسي لفريد شوقي وهيمنته علي الحوادث التي تدور حوله، وتعدد مراحل شخصياته بالعمل بداية من الضابط الحازم القوي، ثم تجريده من وظيفته تحت تدبير المجرمين، ومضيه في طريق الانتقام متخذاً شخصيات مغايرة لشخصيته الأولي، ولم يغفل الرسام أن يضع رسماً هلامياً صغيراً لشخصين يتقاتلان، دون إظهار ملامحهما ليوقد حاسة التطلع والتشوق لدي المشاهدين، مما يرغبهم في مشاهدة العمل، كما أنه جعل ملامح صور فريد شوقي في كل حالاتها علي الأفيش تكتسي بالجهامة والجادية التي توحي بالصراع والمعاناة المقبل عليهما ذلك البطل المحبوب، الأمر الذي يقتضي مشاركة محبيه في معرفة نهاية هذا الصراع.