لست ضد حرية الإبداع ولا مع تعنت الرقابة بل إنني من أشد المؤيدين لفكرة إلغاء الرقابة علي المصنفات الفنية لكنني ضد اقحام مشاهد الجنس والعري بلا ضرورة درامية أحيانا يكون موضوع الفيلم جيدا لكن ضعف الصياغة والمعالجة تهبط به. وهذا ما حدث في فيلم "أحاسيس" للمخرج هاني فوزي، وما أثار دهشتي تأكيده قبل عرض الفيلم جماهيريا علي عدم إقحامه لمشاهد الجنس والعري بفيلمه لكن ما شاهدته كان عكس ادعائه، فهو من المشاهد الأولي لفيلمه حرص علي ظهور بطلاته تارة بالمايوهات وتارة أخري ببدل الرقص الساخنة مروراً بظهور بطلاته وهن تحت الدش وكأنه يتفق مبدئياً مع الجمهور علي توافر هذه المشاهد.. الوحيدة التي فلتت من مشاهد العري كانت راندة البحيري. فيلم "أحاسيس" يقدم لنا ستة نماذج نسائية ثلاث منهن يعانين مشكلات جنسية مع أزواجهن وهن علا غانم ومروي وراندة البحيري، أما دينا عبدالعزيز وماريا فإحداهما تلعب دور راقصة والأخري مطربة لتأتي بعد ذلك إيناس النجار التي لعبت دور سكرتيرة أدوارد زوج علا غانم. طبعا مثل هذه الشخصيات تعتبر مساحة جيدة للمخرج هاني فوزي لكي يصول ويجول في إغراق فيلمه بمشاهد الجنس والعري كأن هذا هو هدفه الأساسي لمغازلة شباك التذاكر، ولا أدري من الذي أقنعه بأن الجنس في الأفلام سبوبة مضمونة أو أن السوق يريد هذه النوعية. المثير للدهشة أيضا ادعاء المخرج بأنه قدم الجنس بطريقة أحدث وأشيك من التي قدم بها في الأفلام السابقة، وبصراحة لم أستطع فهم ادعائه وذكرني بأحد مشاهد فيلم "خمسة باب" المفروض أن عادل إمام لعب دور شرطي بأحد الأحياء الشعبية ووقتها كان البغاء مباحاً بينما لعبت نادية الجندي دور غانية فقال لها عادل إمام اعملي شغلك باحترام فقالت له طيب دي أزاي.. الجنس في السينما هو الجنس لايحتمل تصنيفاً تحت أي مسمي المهم هو توظيفه درامياً وفقاً للأحداث مثلما حدث في أفلام كثيرة منها "سهر الليالي" و"النعامة والطاووس" و "زوجتي والكلب" وغيرها.